تراجعٌ جديدٌ في اقتصاد العدوّ واستطلاع لـ “يديعوت أحرونوت” يؤكّـد: نصفُ سكان “إسرائيل” ليسوا آمنين
المسيرة: متابعة خَاصَّة
واصل اقتصادُ العدوّ الصهيوني انحدارَه الكبيرَ في ظل استمرار العدوان والحصار على غزةَ، وما يرتبطُ بها من ردعٍ متصاعدٍ داخل الأراضي الفلسطينية وكذلك في المحيط المساند في لبنانَ واليمن والعراق وإيران، جعل اقتصادَ العدوّ في مَهَبِّ الريح، في حين وسّع رقعة الهجرة العكسية وزاد من التهديدات الوجودية لكيان “الإسرائيلي”، لتكون الحصيلة المتفق عليها أن المجرم نتنياهو خسر الحرب وفشل في أن يحقّق أيًّا من أهدافه المعلنة، فضلًا عن توسع الأوجاع التي يشكو منها الكيان.
وأظهرت تقارير، الثلاثاء، استمرار التراجع الكبير في الاقتصاد الصهيوني مع بداية الربع الأخير من العام الجاري، حَيثُ ذكرت ما تسمى “دائرة الإحصاء المركزية” أن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة 0.3 % فقط على أَسَاس سنوي، مسجلًا انخفاضًا جديدًا بنسبة 0.7 % عن التوقعات التي أوردها بنك العدوّ الصهيوني المركزي للحيلولة دون استمرار انهيار معدل النمو.
وفي السياق ذكرت صحيفة “غلوبس” الصهيونية المتخصصة بالشؤون الاقتصادية، أن اقتصاد العدوّ الإسرائيلي يشهد ارتفاعًا متواصلًا في معدل التضخم، مشيرةً إلى تصريحات مسؤولين اقتصاديين “إسرائيليين” حذروا فيها من احتمالية رفع سعر الفائدة؛ وذلكَ بسَببِ التضخم الناتج وزيادة القروض التي تقترضها حكومة المجرم نتنياهو.
ويأتي هذا الانخفاض الجديد بعد أَيَّـام قليلة على إعلان ما تسمى “وزارة المالية” الصهيونية تسجيل عجز جديد في الميزانية بلغ 8.8 مليارات شيكل (2.34 مليار دولار) عن شهر سبتمبر الفائت، في حين ارتفعت نسبة العجز إلى 8.5 من الناتج المحلي.
إلى ذلك وتأكيدًا على مدى فاعلية الضربات الصاروخية المتصاعدة لحزب الله، أكّـدت صحيفة صهيونية أن نصف السكان في “إسرائيل” لم يعودوا آمنين؛ وهو الأمر الذي يؤكّـد فشل المجرم نتنياهو بكل الاعتبارات.
وأجرت صحيفة “معاريف” الصهيونية استطلاعا توصلت فيه إلا أن “51 % من “الإسرائيليين” لا يشعرون بالأمان في مكان وجودهم”، في إشارة إلى أن ضربات حزب الله باتت تهدّد غالبية المستوطنين الغاصبين في الأراضي الفلسطينية المحتلّة؛ ما قد يرفع نسبة النزوح والهجرة العكسية، وبهذا تواجه حكومة المجرم نتنياهو معتركًا جديدًا.
وفي الاستطلاع الذي أجرته الصحيفة أَيْـضًا؛ فقد توصلت نتائجه إلى أن أكثر من 20 % من اليهود الصهاينة عازمون على مغادرة فلسطين المحتلّة وعدم العودة إليها مجدّدًا إذَا توفرت لديهم القدرة المالية على ذلك.
ولفتت يديعوت أحرونوت إلى أن 67 % من “الإسرائيليين” يؤيدون إنهاء الحرب وإعادة المحتجزين بعقد صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية.
وأشَارَت إلى أن نسبة قليلة جِـدًّا تقل عن 15 % هم الصهاينة المؤيدين لاستمرار الحرب، في حين أن أكثر من 85 % يطالبون بوقفها بأية طريقة ممكنة؛ وهو الأمر الذي يكشف حجم السخط الكبير ضد المجرم نتنياهو وحكومته.
وفي سياق متصل كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية، التي تصدر باللغة الإنجليزية، أن الأراضي الفلسطينية المحتلّة تشهد هجرة عكسية غير مسبوقة منذ احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين.
وبيّنت الصحيفة الصهيونية أن 40 ألفًا و600 شخص غادروا في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام؛ أي بمعدل 5700 شخص شهريًّا، و190 شخصًا يوميًّا، لافتةً إلى أن المغادرين يأخذون معهم أموالهم ووثائقهم وشهاداتهم الأكاديمية وغيرها، وهنا مؤشر على أن المغادرين قد لا يعودون مرةً أُخرى؛ وهو الأمر الذي يمثل تهديدًا وجوديًّا آخرَ للعدو الصهيوني.
وأكّـدت “جيروزاليم بوست” أن هذه الأرقام تُظهِرُ مقدار الضرر الذي تلحقه هذه الهجرة بـ “إسرائيل” على المدى البعيد، حتى في المناطق البعيدة عن بؤر الصراع في الشمال والجنوب، في إشارة إلى أن الهلع الذي يعيشه المستوطنون لا يقتصر فقط على القاطنين في المناطق الشمالية أَو المحيطة بغزة، وإنما باتت حالة الرعب سائدة في غالبية الأراضي المحتلّة.
وتأتي هذه المعطيات في ظل انهيار شامل على المستوى الاقتصادي والخدمي داخل عمق الاحتلال، حَيثُ ارتفعت الأسعار بنسب كبيرة، وتعطلت معظم القطاعات الحيوية وأغلقت أكثر من 50 ألف شركة أبوابها، وتوقفت السياحة الوافدة بنسبة 75 % وارتفعت وتيرة الهجرة العكسية، وعزفت الاستثمارات وهرب غالبية أصحاب رؤوس الأموال المستثمرين في قطاع التكنولوجيا وتوقفت عجلة الإنتاج والتصدير والاستيراد بنسب كبيرة جِـدًّا حيال الحصار اليمني المفروض على كيان العدوّ الصهيوني، بالإضافة إلى تراجع قيمة عملة العدوّ الصهيوني “الشيكل” وانخفاض مؤشرات البورصة لأسهم البنوك والشركات الصهيونية الكبرى، وكل هذه نتاج العمليات الرادعة التي تنفذها المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد اللبنانية واليمنية والعراقية.