جائحةٌ طَمَرَها الطوفان
الشيخ عبدالمنان السنبلي
سجّلوا مواقفهم، احفظوا تغريداتهم وتعليقاتهم، وثِّقُوها.. وأرشفوها..
حتى لا يأتي يوم وقد نسينا.. فيُقدِّمون أنفسهم لنا كأبطال وأحرار..
فنحسبهم وأجيالنا كذلك..
تصدِّقوا.. الحمد لله على نعمة السابع من أُكتوبر..
الحمد لله على نعمة استشهاد هنية ونصر الله والسنوار وإخوانهم القادة الأبطال..
لقد أضاءوا لنا الطريق.. وبددوا الحجُب.. ورفعوا كُـلّ الأغطية والأقنعة..
وانكشف المستور.. انكشف عن كوارث وأمراض خبيثة تعيش في أوساطنا، وتتفشى في أوطاننا لم نكن نعرف عن حقيقتها شيئًا..!
ما أسوأ أن يعيش الإنسان في مجتمعاتٍ وأوطان تعاني من تفشي جائحةٍ فكرية وأخلاقيةٍ وإنسانيةٍ دون أن يهتدي إلى كنهها ومكنونها..!
فالحمد لله على نعمة الطوفان،
وعلى نعمة هؤلاء القادة الشهداء العظام أَيْـضًا الذين لولاهم لما استطعنا أن نوَّصف هذه الحالة المرضية توصيفًا صحيحًا، أَو نصل يومًا إلى تشخيص واضحٍ ودقيق لها..
لم يعد هنالك اليوم منطقة رمادية وسطى..
إما أبيض.. أو أسود.. إما مع المقاومة.. أو مع العدوّ الصهيوني..
إما مع شهداء غزة وفلسطين وجنوب لبنان.. أو مع قتلتهم المجرمين..
إما أن تصدح بالحق.. أو أن تكون بوقًا للباطل..
هذه هي المعادلة الذهبية التي أفرزها الطوفان وخطتها أنامل ودماء شهداء الطوفان، والتي تلغي، بدورها، جميع المعادلات والفرضيات الخاطئة السابقة التي ظل يتمترس خلفها المنبطحون والمنافقون والمرجفون ودعاة الفتنة والوقيعة بين أبناء الأُمَّــة الواحدة زمنًا طويلا..
فقل ما شئت، وأكتب ما شئت، افرح بمن شئت، واشمت بمن شئت.. وأفعل ما شئت..
فكلامك وأفعالك ومواقفك كلها مرفوعةٌ ومحسوبة حتمًا على إحدى طرفي هذه المعادلة..
هي وحدها من تحدّد من أنت، ومن تكون..
مسلمٌ حقيقي أم مقلد..؟
عربي أصلي، أم متصهين..؟
وطني أم عميل..؟
شامخ الهامة، أم منبطح..؟
حرٌّ كريم أم عبدٌ لئيم..؟!
فاحفظوا هذه المعادلة، وقيسوا عليها كُـلّ ما يقع بأيديكم من مواقف وكتاباتٍ وتغريدات..
ثم بعد ذلك احفظوها..
وثِّقُوها.. وأرشفوها.. حتى لا يأتي يوم وقد نسينا..
فيُكتبون عندنا خطًا من الثوار والأحرار..
ونعود إلى ذات الجائحة..