على طريق السنوار سنكمل المشوار حتى الانتصار
الاعتزاز خالد الحاشدي
على طريق القدس يواصل القادة العظماء مسيرتهم الجهادية، على طريق القدس تستمر التضحيات، على طريق القدس نزف الشهداء، على طريق القدس نودع قائدًا بعد قائد، على طريق القدس وعهد الأحرار باقٍ، وعلى طريق السنوار سنكمل المشوار حتى الانتصار.
في خبر ليس بغريب على أسماعنا وتوقعاتنا، نعت حركة حماس الجهادية إلى أحرار الأُمَّــة نبأ استشهاد رئيسها الأسد المغوار، المجاهد الكبير، القائد الشجاع/ يحيى السنوار رضوان الله عليه، وهو القائد الثاني لحركة حماس الذي يقتل على التوالي ويلتحق برفيقه الشهيد/ إسماعيل هنية الذي طالته أيدي العدوّ الإسرائيلي الجبان في إيران.
يحيى السنوار كابوس “إسرائيل” ومقلقها، القائد العظيم الذي وقع أسيرًا في قبضة الاحتلال الغاصب لمدة أربعة وعشرين عامًا من سنوات شبابه، قضاها في مكبلًا في الأسر، ما يقارب أكثر من أرباع عمره، درس في هذه المدة ما يحدث في سجون الاحتلال، ما جعله أكثر نفوذًا في القيادات العسكرية لحماس، حتى عام 2011 خرج بعد طيلة هذه الأعوام من داخل السجن، بعد أن حُكم عليه لأربع مرات بالسجن المؤبد.
فكيف تم ذلك وقد حُكم عليه بالمؤبد! وكيف فعل؟
إنه تأييد الله له؛ لأَنَّ الله لا يترك عباده الأقوياء المتمسكين به ولا يخذلهم وإن تأخر نصره لهم.
خرج الأسد من عرينه حرًا عزيزًا شامخًا، لم يتساهل أَو ينسى قضيته الأَسَاسية، نعم تلك القضية وتلك التهمة التي جعلته يقبع سنوات عديدة في سجون الاحتلال الصهيوني، خرج ولم يأبه لظلم السجون وتعذيبها، خرج وهو يحمل خلف فرحته بالخروج مخطّطات للانتقام من هذا العدوّ اللعين، وهو المعروف عند “إسرائيل” بأنه الرجل الأكثر خطرًا عليها، نفهم من ذلك أنهم كانوا يخشون السنوار، يخافون منه، يميتهم رعبًا بشدة ذكائه، ولا يعلمون ما يدور في رأسه من مخطّطات عجيبة ومذهلة ضدهم، كما قال: (سنجعل نتنياهو يلعن اليوم الذي ولدته فيه أمه).
اختفى السنوار عن أعينهم، وَإذَا به يفاجئهم بعملية عظيمة هي الأصعب في تاريخهم، في السابع من أُكتوبر 2023 ألا وهي “طوفان الأقصى” التي كبدت العدوّ الإسرائيلي هزيمة لم يألفها قط وخسارة كبيرة في جيشه وسلاحه.
تلك العملية التي ستبقى محفورة في ذاكرة التاريخ وفي ذاكرة “إسرائيل” بالأخص، التي خطط لها وأدارها الشهيد البطل القائد/ يحيى السنوار رضوان الله عليه.
هو قائد يختلف كَثيرًا عن بقية القادة، فهو قائد ميداني، يقاتل شخصيًّا بنفسه وخير دليل والذي اعترف به وبشجاعته ومقاومته العدوّ الإسرائيلي في اشتباكه الأخير مع هذا العدوّ، قاتل بشجاعة وبسالة كأي جندي حتى نال وسام الشهادة مع مرتبة الشرف، لم يثنيه منصبه وأهميته في حركة حماس عن التخفي أَو المحافظة على نفسه لا، بل هو من يحب الاشتباك والقتال وجهًا لوجه مع أشد أعداء الله.
وقد كانت أمنيته وغايته أن يستشهد على يد العدوّ الإسرائيلي، ونال ما تمنى فنعم عقبى الدار.