يوماً عن يوم تتكشّفُ علاقةٌ عتيقةٌ بين الكيانَين!!.. صحيفة صهيونية: حكام آل سعود قدّموا لـ”إسْرَائيْل” خدمات لا تقدر بثمن
قالت صحيفة “هآرتس” العبرية: إن “كل شيء سيء يأتي من السعودية، فالفكر المتطرف تصدره الرياض عبر النموذج الوهابي إلى مختلف دول العالم، لا سيما تلك التي تخضع لها دينيا، أو تلتزم باتّباعها لأسباب مالية”.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته “وطن” أن الأضرار القادمة من السعودية لا تقف عند الجانب الديني فقط، بل أَيْـضاً تصدر الأزمات السياسية، وتتزعم الكثير من التحالفات العسكرية التي تتورط في صراعات الشرق الأوسط، خَاصَّــة في سوريا والـيَـمَـن، موضحة أن الرياض الآن تسعى لإخضاع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حتى يمضي على خطواتها.
واعتبرت “هآرتس” أنه من بين الأضرار التي جاءت من السعودية، كان هناك أمر جيد لصالح “إسْرَائيْل”، حيث عرضت المبادرة العربية تطبيع العلاقات بين العالم العربي و”إسْرَائيْل” بعد انسحابها من الأَرَاضي المحتلة، موضحة أن رئيس حكومة الاحتلال الإسْرَائيْلي بنيامين نتنياهو يعلم حتى الآن الجزء الأول من هذه المبادرة، لكن الجزء الثاني لا يزال مجهولا حتى الآن، مشيرة إلى أن نتنياهو وإسحاق هرتسوغ يرغبان في استثمار الدول العربية لثني الفلسطينيين.
وأكدت الصحيفة أنه نظرا لهذا الدور الذي تلعبه السعودية، وما يتطلع إليه نتنياهو يتضح لماذا المسؤولين الإسْرَائيْليين يتباهون بشكل متزايد بالعلاقات مع دول الخليج، خَاصَّــة السعودية، حتى المسؤولين في المعارضة يدعون إلى إقامة تحالف مع الدول السُنية.
وأشارت “هآرتس” إلى أن دورَ السعودية تجاه فلسطين كان دَائماً ما يصب في صالح “إسْرَائيْل”، حيث يذكر المؤرخ ماجد حمدان أن الرسالة التي صدرت من حاكم المملكة العربية السعودية في بداية القرن الماضي كان نصها كالتالي: “بسم الله الرحمن الرحيم والرحيم، أنا السلطان عبد العزيز آل سعود أقر وأشكر السير بيرسي كوكس، ممثل المملكة المتحدة، وأبلغه أنه ليس هناك أي عائق أمام الجانب الفلسطيني من منح الفقراء اليهود وطنا لهم في فلسطين “.
ثم، في عام 1948، كانت المملكة العربية السعودية رأس حربة في معارضة تقسيم فلسطين، وبالتالي قدم خدمة لا تقدر بثمن لديفيد بن غوريون، الذي كان يبحث عن ذريعة للاستيلاء على أَرَاضي دولة عربية.
وأكدت الصحيفة العبرية أنه على الجانب الآخر، فإن التعاون السعودي مع البريطانيين ساهم بشكل واسع في توطيد الاستيطانِ اليهودي في فلسطين، والآن تحاول السعودية تحويل عجلة التأريخ، بدعوى الدفاع عن القضية الفلسطينية، لكن في نهاية الأمر سيكون دورها لصالح “إسْرَائيْل” أَيْـضاً وسيتضح هذا خلال الفترة المقبلة من خلال تصرفات حكام المملكة وعلاقاتهم مع “إسْرَائيْل”.
وتطرقت “هآرتس” إلى علاقات “إسْرَائيْل” مع السعودية، مؤكدة أنه على قيادات تل أبيب تقدير هذا الدور الذي تلعبه الرياض لصالح “إسْرَائيْل” وبقاء الدولة اليهودية، فبرغم الحديث من جانب الإسْرَائيْليين والأَمريكيين عن تنفيذ خارطة الطريق، وبعض المواد المتعلقة باتفاق أوسلو، ووعود إنْشَاء دولة فلسطينية، والفوائد الاقتصادية التي ستجنيها فلسطين من وراء ذلك، إلا أنه لن يتحقق أي شيء من هذه الوعود.