مرحلةُ إيلام الكيان الصهيوني.. وجهةٌ جديدةٌ لحزب الله اللبناني في المواجهة
المسيرة: محمد ناصر حتروش
عقب استشهاد الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- وعدد من قيادات الحزب توهم العدوّ الصهيوني أن مسألة اجتياح لبنان أمر سهل، وغير معقَّد، وَيمكن تحقيقُه بأقل التكاليف.
على إثر ذلك ظهر ما يسمى برئيس حكومة العدوّ الصهيوني بنيامين نتنياهو منتشيًا بالنصر الوهمي، مؤكّـدًا أن دولة الكيان المؤقَّت ستعملُ على تغيير الشرق الأوسط بشكل عام وليس لبنان وحسب؛ الأمر الذي يثبت خطورةَ الكيان الصهيوني الساعي لتوسيع رقعة الاحتلال تحت مسمى “إسرائيل الكبرى”.
وفيما يعيشُ كيانُ العدوّ الصهيوني واقعَ الأحلام الوردية البعيدة كليًّا عن الواقع، يسطّر حزب الله اللبناني مشاهدَ بطوليةً كبرى منقطعة النظير على المستوى الحدودي وفي العمق الصهيوني، فارضًا مرحلة جديدة من المواجهة مع الكيان الصهيونية تسمى بمرحلة إيلام العدوّ.
وتشهد الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلّة واقعًا ساخنًا من المواجهة تسطّر خلالها المقاومة اللبنانية عمليات نوعية أفقدت العدوّ الصهيوني توازنه وجعلته يعيد كُـلّ حسابته الوهمية التي سعى لتحقيقها منذ اغتيال القادة الشهداء.
ومنذ إعلان نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم، أن المقاومة اللبنانية انتقلت إلى مرحلة جديدة من المواجهة سماها “مرحلة إيلام العدوّ الصهيوني” تنفذ المقاومة اللبنانية عمليات عسكرية بشكل يومي ضد العديد من المستوطنات الصهيونية أبرزها حيفا والتي توعد حزب الله بجعلها كمستوطنة كريات شمونة التي أصبحت مدينة أشباح بفعل عمليات حزب الله المساندة لغزة منذ معركة (طُـوفَان الأقصى) وحتى اللحظة.
حزبُ الله يمسكُ بزمامِ المبادرة:
ويؤكّـد الناشط الإعلامي علي شرف المحطوري، أن “المقاومة اللبنانية تجاوزت أَيَّـام الصدمة بفقدان الشهداء القادة”.
ويوضح في منشور له على منصة “إكس” أن حزب الله اللبناني “تعافى من الضربات الصهيونية، وعمل على ترميم القيادة والسيطرة واستعاد عمليًّا زمام المبادرة”، مُضيفًا أن “مجاهدي حزب الله تقدموا إلى الأمام بفتح مرحلة جديدة مع العدوّ عنوانها لينتظر العالم عويل “إسرائيل”.
ويلفت المحطوري إلى أن “عمليات حزب الله التصاعدية ضد العدوّ الصهيوني دليل عملي على ثبات البنية القتالية لحزب الله”، مستدلًا بعملية حزب الله في بنيامينا التي استهدفت جنود العدوّ الصهيوني أثناء تناولهم لوجبة العشاء بأحد المعسكرات؛ ما أَدَّى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
بدوره يخاطب غالب أبو زينب، أحرار وشرفاء العالم العربي والإسلامي قائلًا: “يا أشرف وأعز الناس لقد أعلنت المقاومة اللبنانية البطلة مرحلة جديدة هي مرحلة إيلام العدو”.
ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس”: “لذا سنشهد المزيد من البأس الشديد الذي يجعل الكيان الصهيوني تحت وطأة الهجمات المتتالية حتى يوقف عدوانه مهزومًا وإن غداً لناظره لقريب”.
ويوضح أن “من يراهن على هزيمة المقاومة اللبنانية لأجل الحصول على مكاسب سياسية معينة فَــإنَّ الخسارة من نصيبه ولن يحقّقوا أي شيء”.
استهداف يومي للمستوطنات الصهيونية:
وعلى صعيد متصل يقول الناشط الصحفي رضوان العمري: “من استطاع استهداف القبة الحديدية ومنطاد التجسس والثكنات والقواعد المحمية، ومن تصول وتجول طائراته المسيّرة الاستطلاعية في سماء الكيان في وقت استنفار منظومات الدفاع، بإذن الله قادر على إيلام العدو”.
ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس” أن “المقاومة اللبنانية ستضرب العدوّ الصهيوني في أهداف حساسة وحيوية جِـدًّا وعلى الباغي تدور الدوائر”.
ومنذ استشهاد القادة لحزب الله وإبان المساعي الصهيونية لاجتياح الجنوب اللبناني، يسطّر مجاهدو حزب الله أروع مشاهد التحدي والصمود والمبادرة الدائمة نحو إيلام العدوّ ومستوطنيه.
وتؤكّـد مصادر إعلامية تابعة لحزب الله أن الوحدة الصاروخية والطيران المسيّر في حزب الله تقوم بعمليات نوعية ومتصاعدة ضد العدوّ الصهيوني تصل إلى الذروة، مؤكّـدة أن الصليات الصاروخية الثقيلة باتّجاه الأراضي المحتلّة لا تتوقف وستتواصل حتى تحقيق النصر.
من جهته يؤكّـد الكاتب الصحفي علي زرزور، أن حزب الله اللبناني بدأ عملية توازن الردع وإيلام العدوّ.
ويقول في تغريدة له على منصة “إكس”: “الإطلالات الأخيرة للشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، تُظهِرُ أن الحزب استعاد توازنه وسيطرته على منظومات القيادة والسيطرة وإدارة المعركة باقتدار”.
ويزيد “ودخوله مرحلة إيلام العدوّ وردعه الثبات الانفعالي وحالة الاتِّزان بدت في الخطاب”.
ويوضح زرزور أن كلمة الشيخ نعيم قاسم تثبت ثقته المطلقة بقدرة حزب الله على ردع العدوّ الصهيوني، مستدلًا بالمساعي الصهيونية الفاشلة لاجتياح الجنوب اللبناني، والتي أَدَّت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف العدوّ الصهيوني، لافتًا إلى أن المقاومة اللبنانية ستعمل على إعادة سيناريو النصر للعام 2006م نصر تموز.
ويشير علي زرزور إلى أن الرسائل التي أرسلها الشيخ في خطابه سواء للبيئة الحاضنة أَو للعدو في الداخل والخارج، وَأَيْـضًا العملية الأخيرة التي اخترقت فيها المسيّرة ووصلت إلى جنود اللواء جولاني تثبت أن لدى المقاومة الكثير من المفاجآت.
ويلفت إلى أن المسيّرات ستكون هي السلاح الحاسم في المعركة بعد فشل الدفاعات الجوية ومنظومة القبة الحديدية بأنواعها في التصدي للمسيّرات لأسباب عدة أولها هي قدرة المسيّرات العالية على المناورة برغم بطء سرعتها، ثانيًا قدرتها على الطيران على ارتفاعات منخفضة لتجنبها منظومات الرادار، إضافة إلى صغر حجمها؛ مما تصعُبُ رؤيتها بالنظر وصغر بصمتها الرادارية.
ومن الملاحظ عن تصاعد العمليات النوعية لحزب الله في العمق العدوّ الصهيوني فَــإنَّ مؤشر تعافي الحزب بات جليًّا وواضحًا بحسب ما يؤكّـده الكاتب الصحفي اللبناني خليل نصر الله.
ويبيّن في تغريدة له على منصة “إكس” أن الأبرز في عمليات حزب الله اللبناني يكمن في إعادة “تل أبيب” إلى بر “الوقائع” الحقيقة، المختلفة عن حساباتها منذ عملية البايجر، وُصُـولًا إلى اغتيال السيد حسن نصر الله.
ويؤكّـد خليل نصر الله، أن “مشهد الساحة يثبت أن الأمور لا تمشي وفق الإرادَة الصهيونية وإنما بخلاف ما خطط له الصهاينة”.
ويلفت نصر الله إلى أن “الأيّام القادمة ستشهد تلقائيًّا حركة دبلوماسية مختلفة تحاكي الوقائع بعيدًا عن محاولة فرض شروط بمثابة تمنيات”، مُشيرًا إلى أن “عملية المباغتة الإسرائيلية، وتوجيه الضربات المتتالية، لإفقاد حزب الله توازنه قد تبخرت ولم تفد بشيء”.
ويشدّد خليل على أن “موقف لبنان التفاوضي القوي يكمن في الانطلاقة القوية لحزب الله والحفاظ على قوته وليس في انهيار حزب الله”.