نفسيةُ الأعداء في حروبهم الوحشية
بشرى المؤيد
الحمدُ لله والشكر لله على نعمة الإيمان بالله وبما جاء في قرآنه، الحمدُ لله الذي جعلنا مسلمين، وجعل لنا نبيًّا هو “رحمة للعالمين” بلغ رسالته الإنسانية للناس أجمعين، وفهمنا كيف أن الدين هو أخلاق ومعاملة حسنة قبل أن يكون عبادة وصلاة؛ فمن يحمل صفة الإسلام الحقيقية سيطبقه في حياته اليومية وَسيكون مؤمناً، خلوقاً، تقيًّا؛ يحمل صفات الرحمة والإنسانية في قلبه، يحملها معه في كُـلّ تقلبات حياته بحلوها ومرها.
الحمدُ لله أننا نوقن بأن الدنيا دار ممر وما دار المقر إلا في الآخرة، وأن كُـلّ نفس ذائقة الحساب بما فعلت فمن عمل صالحاً دخل الجنة ومن عمل سوء دخل النار، ونوقن إيماناً بقوله تعالى: “وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ، قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ، وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ، مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ” هم لن يرضوا عن المسلمين مهما تنازلوا لهم أَو كانوا معهم مسالمين.
فما نفسية الأعداء تجاه المسلمين إلا حقد وكره ولؤم وغل، لا يريدون لهم أي خير يصيبهم؛ فما نشاهده من أحداث ما هي إلا دلائل لما تخفي صدورهم، اقرأوا واسمعوا ما صرّح به الصحفي والمراسل الأمريكي اليهودي كريس هيدجير، وهو نبذة لكثير من هؤلاء المتحاملين على المسلمين في أية بقعة من بقاع الدنيا، وحسب ما قال نستشف التالي:
▪ القسوة والغلظة وَبث الرعب في نفوس المدنيين من أبناء فلسطين الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بالله، قال في تصريحه “أهربوا من رفح كما هربتم من مدينة غزة كما هربتم من جباليا، كما هربتم من دير البلح، كما هربتم من بيت حانون، كما هربتم من خان يونس، أهربوا سنقتلكم، سنسقط قنابل BU-39 على مخيماتكم ونشعلها، سنقصفكم بالمدفعية وقذائف الدبابات، سنفتلكم بالقناصات، سندمّـر بلدانكم، منازلكم، مدارسكم، مستشفياتكم، محطات تنقية المياه، سنمطر عليكم الموت من السماء”.
بعكس ديننا حين قال رسول الله يوصي جنوده: “لا تقتلوا صبيًّا، ولا امرأة، ولا شيخاً كَبيراً، ولا مريضاً، ولا راهباً، ولا تقطعوا مُثمراً، ولا تُخربوا عامراً، ولا تذبحوا بعيراً ولا بقرةً إلا لمأكل، ولا تُغرقوا نحلاً ولا تحرقوه” هذه قيم ومبادئ ديننا في الحروب.
▪ الوحشية والإجرام وعدم الرحمة قال: “اهربوا حفاظًا على حياتكم مرة تلو الأُخرى، احزموا ما لديكم من أمتعة وبطانيات وملابس، لا نهتم مدى كبر سنكم أَو مدى صغر سنكم مرضى أَو أصحاء المهم أن تهربوا، سنجعلكم تستديرون وَتركضون إلى جزء آخر محاصرين في متاهة من الموت، نتلاعب بكم كالفئران في الأفخاخ ثم نطردكم حتى لا تفكروا في العودة أَو نقتلكم”، يتجبرون عليهم وهم في بلدهم، مأواهم، ملاذهم، لكنهم كما فرعون “يُذَبِّحُونَ أبناءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ، وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ”.
▪ السيطرة والتحكم فيما ليس لهم وعدم احترام قوانينهم العالمية قال: “فليندّد العالم بإبادتنا الجماعية، لماذا يهمنا ذلك؟ فمليارات المساعدات العسكرية تتدفق دون توقف من حليفنا الأمريكي الطائرات المقاتلة، قذائف المدفعية، الدبابات، القنابل إمدَاد لا ينتهي؛ لقتال الأطفال بالآلاف، النساء والمسنين بالآلاف، يموت المرضى وَالمصابون من دون دواء ولا مستشفيات، نسمم المياه، نقطع الطعام، نجعلهم يجوعون؛ نحن من صنعنا هذا الجحيم، اعتراف رسمي “بإجرامهم وَتوحشهم”؛ لأَنَّهم كما قال سابقًا لا يأبهون بالقوانين التي سنوّها للعالم فهي لا تطبق عليهم وإنما تطبق على من يريدون فقط.
▪ الكبر والتجبر والطغيان وموت الضمير قال: “نحن الأسياد، القانون الواجب وقواعد السلوك، لا وجود لها بالنسبة إلينا، نتلاعب بكم، نهينكم، نرعبكم، نسخر من محاولاتكم البائسة للبقاء على قيد الحياة؛ أنتم لستم بشراً، أنتم مخلوقات أدنى من البشر نغذي شغفنا بالسيطرة، انظروا لمنشوراتنا على وسائل التواصل الاجتماعي لقد أصبحت منتشرة بشكل كبير يظهر جنودنا وهم يربطون أعين المأسورين وأيديهم إلى الخلف، ننهب جميع ما تمتلكون ونحتفل بديننا، بهُويتنا، بأمتنا، بتفوقنا نمحو وجودكم، وختم قوله {الانحطاط هو معيار الأخلاق الوحشية، هي مسيرة البطولة وَالإبادة الجماعية هي الخلاص}.
أبعد هذا الكلام الذين يصرحون به وما في أنفسهم ينتظر منهم السلام والخير!، إنهم يرون أنفسهم فوق الكل كما أباهم إبليس “قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ” الاستعلاء على الآخرين وعدم الاعتراف بهم.
الحمدُ لله أن جعل محورنا يقاوم بأخلاق ديننا الحنيف ولا يعاملونهم معاملة الوحوش البرية كما يعملون بالمسلمين.
الحمدُ لله الذي جعلنا مسلمين، نؤمن بالله ونعرف ما هي الإنسانية الحقيقية، وليس التي يدعون بها زيفاً! الحمدُ لله والشكر لله أن لنا قادة نفخر بهم عنان السماء، وما اغتيالاتهم إلا لما رأوه فيهم من خلق الأنبياء تتجسد فيهم، وما رأوه فيهم لا يستطيعون أن يكونوا مثلهم في اكتمال رقيهم الإسلامي.
قال السيد حسن -سلام الله عليه- عندما يموت لنا قائد عظيم يجب أن نحمل دمه وأهدافه ورايته ونسير للأمام بثبات، ونؤمن بما وعد الرحمن للمؤمنين في كتابه العزيز.