ساحة القتال الرقمية.. معركة الوعي والكلمة في مواجهة البروباغندا المعادية
محمد بن عامر
نمتطي في هذه الساحة الرقمية، صهواتِ هِمَمِنا، متسلحين بالوعي والكلمة وكأنها ساحة معركة حقيقية، يبرز دورُنا فيها كإعلاميين وناشطين وصحفيين وكُتَّاب ومحللين في الدفاع عن قضايانا المصيرية، تماماً كما يفعل المقاتلون في ميادين القتال، متمترسين في خندق واحد.
معركتنا في هذه الساحة من نوع آخر، معركة تُقاسُ بمدى تأثير الكلمة وقدرتها على مجابهة شبكة معقَّدة من الدعاية المضادة والمعلومات المضللة والرواية الملغمة، التي تحاول طمس الحقائق وتضليل الرأي العام.
ساحة قتال حقيقية، تتطلب منا استراتيجيات مدروسة وعمليات متكاملة، لا سِـيَّـما أن معركتنا معركة فكرية وإعلامية نهدف من خلالها لفضح جرائم العدوان ونشر الوعي بخطورة الأجندات الأمريكية الإسرائيلية الغربية ومؤامراتهم الخبيثة ضد الأُمَّــة.
فكما تعد الطلقات الحقيقية ذخيرةَ المقاتلين تمثل كلماتنا الرصاص الذي نطلقه لنحطم أباطيل المضللين.
تقع على عاتقنا، كمقاتلين في هذه الجبهة الإعلامية الرقمية، مسؤوليةٌ أكبرُ من نقل الأخبار والمعلومات: مسؤولية بناء الوعي، وتحليل المعلومات، وَفضح المخطّطات، وتحريك الرأي العام، وَصناعة النصر الإعلامي.
وهذا يقتضي إلى ضرورة التكاتف والتعاضد والتعاون الاستراتيجي يشبه ذلك الذي نجده في غرف العمليات العسكرية.
كما نعرف، أن هناك غرفَ عمليات عسكرية في الميدان؛ فإننا لا بد أن نكون حاضنين لغرفة عمليات رقمية تدعم المحتوى الحر المقاوم، الذي يصوّب سهامَه القاتلة في قلب البروباغندا المعادية.
ولا يمكننا أن نغفَلَ أهميّةَ هذا العالم الافتراضي، الذي يتمتعُ بقوة الانتشار الواسع وتجاوز الحدود الجغرافية، وهو ما ينبغي علينا جعله حافزًا لإيصال رسالتنا.