الجهادُ سبيلُ العزة والفلاح
ق. حسين محمد المهدي
مما لا ريب فيه أن من جرى في ميدان مساوئه كبا به جريُه، وهلك جندُه ومُعينُه، وظل مشيرُه، وقل نصيرُه.
فنتن ياهو يجري في ميدان مساوئه، وهو سيء التدبير، فاسد الضمير، ألبس قلبه وضميره العداوة للإسلام والمسلمين، فسارع إلى حربهم، واغتيال زعمائهم، متعمداً تشويه سمعة المجاهدين وزعمائهم الأتقياء المؤمنين، كما جرت عادت أعداء الإسلام بالهجوم والكذب على المجاهدين وساستهم الذين يقفون في وجوههم ظناً منهم بأن تشويه سُمعة الزعماء والسعي إلى اغتيال زعماء المسلمين يحطم الإسلام.
ولكنهم لا يجرؤون في الغالب على التصريح بمهاجمة الإسلام؛ لأَنَّهم يعلمون أن الهجوم على الإسلام مباشرة أمام المسلمين يعرضهم لمواقف تثير المسلمين وتكون سبباً في إجماع المسلمين على حرب الصهيونية والمنافقين وحصادهم، فيلجؤون عند ذلك إلى تشويه سُمعة المجاهدين وزعمائهم وقياداتهم، التي تقف في وجوههم، يستهدفونهم بألسنتهم وأسلحتهم وتكاد تتخطف ألسنتهم الكاذبة بواسطة شياطينهم جانِبَ زعماء الأُمَّــة وقادتها.
ويأبى الله أن يحقّق مآربهم.
وكأن هناك صراعًا شخصيًّا بينهم وبين المجاهدين.
مع أنهم في الواقع يعادون الإسلام، ويكفرون بالرحمن بمعادَاة أهل الإسلام وعباد الرحمن.
ومهما عملوا فَــإنَّ مصير عملهم الفشل؛ لأَنَّ الله سبحانه وتعالى، ناصرٌ من ينصره، فهو يقول وقوله الحق: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
فالله سبحانه وتعالى قد وعد بأن ينصر هذا الدين برجال يحبهم ويحبونه، وتلك مزية وشرف لأهل الإيمان رفيعة.
فتدبر أخي القارئ قول الحق سبحانه وتعالى: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ…) وقوله سبحانه: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّـهِ).
إن التوكل على الله، والحب لله، والرضا عن الله، وحسن النية مع الله، والإخلاص في الظاهر والباطن لله، ثمرة من ثمرات اليقين، فتدبر قول العزيز الحكيم: (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيمانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّـهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).
إن الجهاد في سبيل الله هو ذروة سنام الدين، وإن المسلمين في هذه الظروف المعتمة مدعوون إلى الجهاد بالمال والنفس وباليد وباللسان، فَــإنَّهم مكلفون ليس بتحرير فلسطين فحسب، بل لإخضاع العالم كله لسلطان الله، واجتثاث الصهيونية المارقة من جذورها (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ).
إن المسلمين اليوم إذَا اتحدت كلمتهم، وصحت عزيمتهم قادرون على إخضاع العالم كله لسلطان الدولة الإسلامية، ففي الحديث (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار).
فأنتم أيها المجاهدون موعودون بالنصر؛ فجدّوا في قتال عدوكم، واشتبكوا معهم، فالجهاد باليد أعلى مراتب الجهاد.
الله ناصركم ومعزكم وناصر دينه وكتابه، وعما قريب تظفرون بخير الدنيا والآخرة.