اليمــن مـقبرةُ الـغُـزاة
خديجة المرّي
يستمر العدوان الصهيو أمريكي والبريطاني الغاشم على الشعب اليمني العظيم في تصاعد ضرباتِهِ الهستِيرية وعملياتهُ الفاشلة؛ ظنًا منهُ بأنهم سَيُرهبون شعبنا اليمني وكافة قيادته، أَو بالأصح سَيُوقفونه عن الدعم والإسناد لأبناء غزّة ولبنان، ولكن مُحاولاتهم يائسة وفاشلة، فقد برز هذا الشعب رمزًا أُسطوريًّا لكل دول محور المقاومة، وكابُوسًا صادمًا لِكل قُوى الطاغوت والهيمنة.
يظن العدوّ الإسرائيلي إنهُ بغاراته العدوانية على شعبنا العظيم وإعلانه باستهداف العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة إنهُ قد حقّق إنجازا كَبيراً بتنفيذه لهذه الغارات وبتلك الطائرات التي يُصرح بها بأنها تُعتبر من أغلى أنواع الطائرات على الإطلاق في العالم بتكلفة بحدود مليار دولار للطائرة الواحدة، يظنُ إنهُ سَيضعف قدرتنا وعزيمتنا، ويُسلِبنا كرامتُنا وحُريتُنا، يظنُّ بأنهُ سَيُحطِّمُ معنوياتُنا، ويُضعِف قُوتنا، ويُفرق صفنا، ويصدنا عن قضيتنا، يظنُ بأنهُ سَيُسكت صوت الحق، ويُعلي صوت الباطل، ولكن حلمه فاشل، وتخطيطه خاسر، وشعبنا مع غزة ولبنان منُاصر، وبالوقوف مع جبهة لبنان وغزة سَيبقى حاضر، لن يُعيقَهُ عدوانٌ ماكر، ولا ظرفٌ قاهر، ولا حِصارٌ جائر، ولا عوائقٌ أَو مخاطر؛ لأَنَّ بأسه شديد، وعزمهُ من حديد، وعنفوانهُ يتوقدُ وقيد، ويشتعلُ على بني صهيون ويُرعد رعيدًا، وكُلٌّ لِهذا الشعب الثائر شاهدٌ وشهيد.
إن هذا العدوان الهمجي الغاشم لن يُخضع ويُركع شعبٌ صابرٌ وصادق، ولن يُوهن إرادَة شعبٌ هو للجِهادُ عاشق، ولن يُثنيهِ عن الدفاع عن وطنه، وعن مُقدسات شعبه وأُمته، ولن يُعيقَه عن دعم فلسطين ولبنان، ولن يُفقده وعيهُ وبصيرتهُ مهما كان، ولن يرجفه إعلامهٌ الكاذب، ولا حشدهُ الناصب؛ لأَنَّهُ بالله القوي العزيز هو المُنتصر والغالب.
فنحنُ شعبٌ هيهات أن يُهزم، وهيهات أن يُكسر، وهيهات أن يُقهر، نحنُ شعبٌ لا يقبل حياة المذلة، ويرفض الركوع والعبودية ويُريد أن يحيا بِكرامةً وعزّةً وحُرية، ويُناصر القضية الفلسطينية، ويحمل على كتِفية سِلاح البُندقية، والنصرُ يترقِبُه من ربّ البرية.
ونُؤكّـد مجدّدًا بأننا لن نتخلى عن الدفاع عن غزة ولبنان، وشعبُنا مُتكاتفٌ ومُتوحد صفًا مرصوصٌ كالبُنيان، نهض من بين الركام والقصف والنيران، وهو لا يخاف من بطشِ كايدٌ وخوان، حاملٌ روحية الإيمان، ومنهجية القرآن، ويرفع راية الجِهاد في كُـلّ زمانٍ ومكان.
ولن يمر هذا العدوان مُرور الكرام، ولن يسكت شعبُنا عن هذا التعدي والإجرام، ومن المُستحيل أن يُعلن الانهزام، وإنَّ القواتِ المُسلحة اليمنية مُستمرّةٌ في فرضِ الحِصار البحريَّ على العدوّ الإسرائيليَّ، وأنَّها بعونِ اللهِ تعالى لن توقف عملياتها في منطقةِ العملياتٍ البحريةِ المعلنِ عنها حتى وقفِ العدوانِ، ورفع الحصارِ عن قطاعِ غزة، ووقف العدوانِ على لبنان، وهذا ما تُؤكّـده القوات المُسلحة في كُـلّ بياناتها الصادرة.
فاليمن سَتبقى مقبرة الغُزاة، وستبقى عزيزة شامخةً رغم أُنوف كُـلّ الجبابرة والطُغاة، وستبقى عصيةً أبية لن تنهار، ومن تعدى على بلدُنا، وطمع في ثروتنا، سَنُكسر ساقه، ونحرق أعماقه، ويُقبر فيها ويتمُّ إحراقه.