الحربُ الإعلامية ما بين أوجه القصور والحاجة إلى التطوير
محمد أحمد البخيتي
للإعلام أثر ومؤثرون، وبقدر تأثر الإعلاميين وإيمانهم بالقضية، يكون تأثيرهم على المجتمعات.
ولأن الإعلام جبهة متقدمة ورئيسية في الحرب وجزء لا يتجزأ من المعركة؛ لأَنَّه قادر على تحويل النصر إلى هزيمة، ناهيك عن قدرته على قلب الحقائق وتأثيره المباشر على الجانب النفسي والمعنوي للشعوب المقاومة للإمبريالية، وللشعوب الحاضنة لحركات المقاومة، فلا بدَّ من مواجهة إعلام العدوّ بإعلام مضاد بمهنية وفكر ومعلومات وحقائق، دون مبالغة أَو تضليل، حتى لا نقع في فخ انتصارات مكذوبة ومشاهد مفبركة.
كما يجب علينا تطوير الأداء الإعلامي وصياغة استراتيجية لسد هوة تفوق أمريكا والغرب الإعلامي، وتفوق الإمبراطوريات الإعلامية التابعة لأدوات أمريكا في المنطقة الهادف إلى شيطنة المقاومة ومحاولة إلصاق مفردات الإرهاب والتوحش والإجرام بالمقاومة وقياداتها، والساعية إلى بث الشائعات ومحاولات التشكيك وبث سموم الفرقة بين حركات المقاومة فيما بينها وبين حركات المقاومة والشعوب الحاضنة لها، والرامية إلى ضرب معنويات حركات المقاومة وإرهاب وتخويف الشعوب الحرة والمقاومة، وذلك عن طريق تضخيمها لقدرات العدوّ وتفوقه العسكري والتكنولوجي، ونشرها لجرائمه الوحشية، وتقليلها من قدرات المقاومة وتعتيمها على حجم الأضرار والخسائر الناجمة عن العمليات العسكرية للمقاومة: –
وما لم نسع جميعاً لتحسين أدائنا وتطوير قدراتنا وأساليبنا الإعلامية فسنترك المجتمعات العربية والإسلامية فريسة للتضليل، وسنشاهد بين الحين والآخر تقارير إعلامية مثل التقرير الإعلامي المسيء للمقاومة وقادتها الذي أصدرته قناة MBC، وسنشاهد المزيد من تلك التقارير والأخبار المضللة التي تصدرها قنوات الفجور والخيانة والعمالة والتطبيع اليوم على قنوات وإمبراطوريات إعلامية أُخرى، وستستمر حرب العدوّ الإعلامية لقلب الحقائق حتى تصبح الحقيقة محط ازدراء شعبي، وفكرة المقاومة إرهاب، والانبطاح للمحتلّ من قيم الإنسانية ونموذجاً من نماذج التعايش والتقدم والرقي والازدهار..