مدرسة الشهادة لن تتوقفَ عن إنجاب القادة
ماجد جدبان
شِئتَ أم أبيت! كرِهتَ أم أحببت!
أبصَرتَ أم عمِيت! اعترفتَ أم أنكَرت!
فَــإنَّك لا بُـدَّ أن تخرجَ بجُملةٍ واحدة، وحقيقة خالدة؛ ورؤية حقيقية تجعلك ثابتًا على الحق لمواجهة الباطل، وهي أن مدرسة أهل البيت بدءًا من علي والحسين وزيد والخميني والخامنئي، هي منبعُ الجهاد الفدائي.
في هذه المدرسة الجهادية، رسم الشيخ أحمد ياسين تفاصيلَ القضية، وأخبرَ القائد باحتياجات المرحلة الإعدادية، لكل فصول الجهاديين والقادة الميدانيين الواقفين كالجبال بعنفوان أمام عواصف الغرب التي تريد طمسَ الدين والهُوية في زمن لم يتوقف المتخاذلون فيه عن تخاذلهم ونشاطهم المعاكس لخدمة الصهيونية.
في عصر الهيمنة الغربية هم فقط ثبتوا وصدقوا مع الله وصدقوا عهدَ الله ووعدَه بعد أن رأوا الملايين من الكاذبين والمكذِّبين بوعد الله ونصره، راهنوا على هيبة الكيان الهش التي انكسرت في غزة ولبنان، وخافوا من عصا أمريكا التي غطست في بحر غرق فيه فرعون بجبروته.
وكان الرسول الميداني؛ في هذا الخط والمدرسة قاسم سليماني، بفيلقه للذين تسموا باسم القدس وحموا فلسطين والمقدسات واستشهدوا في طريقه؛ ليرسمَ مع الضيف والسنوار، وهنية والعاروري والسيد نصر الله وعشرات القادة خطوات الطريق والأنفاق والمسار.
ومن جنوب لبنان الفداء، كان نصرُ الله هو المددَ من السماء، يدُه في غزة المُضحية، وقدمُه مغروسة في الضاحية، يبني أعظمَ ترسانة في الوجود، لليوم المحدّد الموعود.
وإذ احتارت رافِعة الشهادة، حتى أعظم القادة، آخرهم أبو إبراهيم مسك الخِتام، ونجم المقام.. فَــإنَّ المدرسة ولَّادة، ولا تتوقف عن إنجاب القادة.
وسيرى عيالُ المسرحيات، وأبناء النوادي الليليات، وأشباه سواقط الشبهات، وإخوة الكاسيات العاريات، وآباء المذيعات المتغنِّجات؛ أن تلاميذ المدرسة رجال، وثابتون كالجبال، وما يراه حبيبهم من طير الأبابيل، ومِن حجارة من سجيل، ما هو إلا باكورة القادة المجدِّدين، وسهام الأسود الثابتين.
وما يقوله العدوّ من اعترافات، كتفاجؤه بالصمود والثبات، وتدمير عتاده والآليات، وإحراق قراه والمستوطنات، ووصول أسراب المسيَّرات، وتضاعف أعداد الصِّليات، بأعدادٍ فوق الاحتمال، وكلما ازداد في الاغتيال، ازدادت حِدة القتال، من جنوب الشجاعة والعزة، إلى قلبِ البطولة في غزة.
ورغم شدة الابتلاء والبلاء، والعدوان الذي حصد الأخضرَ واليابس في اليمن الميمون فَــإنَّ دماءَ شهداء هذه المدرسة تحولت إلى صواريخ فرط صوتي ومسيَّرات تطالُ رأس عُبّاد البقرة الحمراء؛ ليسمعَ العالم صوت الحق ومسارَ الشهداء بأنهم يحلِّقون بأجنحة الملائكة بيننا ومعنا في حزبٍ لا تبقي الصهيونية ولا تذَرُ هيبةَ الأمريكي، وهو تسديدٌ من الله للشرفاء، وما رآه وسيراه العدوّ ومَن خلفه من الأعراب، سيكون حديثَ المدينة والقرية والغاب وهو الخط الذي رسمه الله في كتابه ووعد به أولياءَه وعبادَه وعذَّب به المنافقين والمتخاذلين تحت شعار “نصر أَو شهادة”.
“وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ”.