“إسرائيل” وضربتُها الهزيلة على إيران
محمد الموشكي
بعد عملية الوعد الصادق الإيرانية الثانية التي كانت ضربة قاضية ومسددة، والتي أصابت كُـلّ أهدافها بنجاح ودقة عالية في الأراضي المحتلّة، اكتسبت إيران من خلالها زمام المبادرة في عمليات الردع، وخسرت دويلة الكيان نظريتها في السيادة الكاملة والجيش الأعظم في المنطقة والمنظومات التي لا تُهزم.
في ذلك الوقت، صرحت دويلة الكيان بجميع أنواع التصريحات المتوعدة على لسان كُـلّ الصهاينة، من أصغرهم إلى أكبرهم، وتوعدت في البداية باستهداف النووي الإيراني، ومن ثم النفط الإيراني، وكذا المدن الإيرانية، وآخرها استهداف المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي. وكانت تصريحاتهم وتهديداتهم تُبث ليلَ نهار، ومن كان يسمعها ويشاهد حدة الهجاء والتعبير الذي كان يُطلق يتوقع أن إيران انتهت بعد أي هجوم صهيوني، وبالأخص من كان يشاهد القنوات العربية المتصهينة.
وفي آخر المطاف، وبعد مرور حوالي شهر كامل من الضجيج الإعلامي والتهديدات السياسية والعسكرية والتحَرّكات العسكرية الصهيونية والأمريكية والغربية بشكل عام، وبعد صيام وصلاة المطبعين، رد الكيان ووجه ضربة هزيلة ضعيفة سخيفة لإيران. ضربة يستحي المراقب العسكري، بل والمدني، أن يحسبها ضربة تعادل الضربة الكبيرة المدمّـرة الإيرانية في عملية الوعد الصادق الثانية.
وهذا الأمر إن دل على شيء، فَــإنَّما يدل على أن هؤلاء الصهاينة ومعهم الغرب في المنطقة أفشل من أن يواجهوا إيران وقواتها الكبيرة المتمثلة في الجيش العقائدي الذي لا يمتلكه الغرب ولا الكيان، وكذا مساحة إيران الشاسعة التي تمتص أية ضربة كبيرة، وتحصينات إيران العسكرية العملاقة المستعدة لمواجهة أي هجوم واسع وكبير، وكذلك تخوف الصهاينة من أي رد إيراني مشابه لعملية الوعد الصادق الثانية، والتي تعتبر عملية مرعبة بكل المقاييس بالنسبة للصهاينة، وهي التي بكل تأكيد كانت أكبر درع لإيران.