استشهادُ القادة مستقبل الانتصار
فاطمة عبدالإله الشامي
إنّ استشهاد القادة في محور المقاومة هو حدث يُعدّ نقطة تحول بارزة في هذه المسيرة المقدّسة، حَيثُ يُعتبر كُـلّ شهيد بمثابة شعلة تُشعل رغبة الثأر في قلوب جيوش محور المقاومة. إن هؤلاء الأبطال، من عماد مغنية (الموسوي) إلى يحيى السنوار، لم يسقطوا فقط كقادة، بل كرموز للكرامة والشجاعة. إن دماءهم التي سالت على ثرى الوطن لن ولم تذهب سُدى، بل هي بمثابة بذور تُزرع في أرض المقاومة، تنبت أملاً وعزماً لا ينضب.
تاريخ المقاومة الفلسطينية مليء بالتضحيات، وكل نقطة دم تُراق تُعتبر تجسيداً للإرادَة الشعبيّة وأن استشهاد القادة يُعبر عن قوة الحق الذي يمتلكه المحور، ويُعزز من إيمانه بأن النصر قريب. هذا الإيمان يتجلى في كُـلّ زقاق، في كُـلّ بيت، حَيثُ تروي الأُمهات لأبنائهن قصص الشهداء، وتغرس فيهم روح المقاومة. إن الدماء التي تُراق ليست مُجَـرّد تضحيات، بل هي عهدٌ يُجدد بمثابرة الأجيال المتعاقبة، حَيثُ يُعزّز الأمل في قلوب الشباب بأنهم هم من سيكملون هذه المسيرة العظيمة التي ابتدأها قادتهم من قبل.
محور المقاومة، الذي يضم فلسطين ولبنان وسوريا وإيران واليمن، يُعتبر جبهة متلاحمة تتحدى الظلم، ويتعزز بفضل تضحيات هؤلاء الشهداء. إنهم يرسخون في القلوب مفهوم المقاومة كواجب وطني، حَيثُ تتحول التضحيات إلى دافع قوي للمضي قدماً. كُـلّ قائد يُستشهد يُعيد تشكيل مسار النضال، ويُجدد العهد بأن الحق لا يموت. إنهم ليسوا مُجَـرّد أسماء تُذكر في التاريخ، بل هم أبطال خُلّدوا في ذاكرة المقاومين، حَيثُ تُعتبر تضحياتهم جسراً نحو الحرية.
تاريخ المقاومة يُظهر أن الشعوب التي تواجه الاحتلال لا تُهزم. على مر السنين، قدمت هذه الشعوب نماذج للبطولة والتضحية، حَيثُ يُعتبر كُـلّ شهيد رمزاً لمقاومة الظلم. الأمل يتجدد مع كُـلّ انتفاضة، وكل مظاهرة تُعبر عن رفض الاحتلال، وإن الفلسطينيين، رغم كُـلّ المعاناة، يحملون في قلوبهم إيماناً عميقاً بأن النصر آتٍ، وأن الحق سيعود. إنهم يُدركون أن الأرض التي تُروى بدماء الأبطال ستُزهر في النهاية، وأن المقاومة ستثمر عن انتصارات عظيمة.
والآن تُعقد الآمال على الأجيال الجديدة لتكمل مسيرة الشهداء الصادقين. محور المقاومة، بتضحيات هؤلاء الأبطال، يعد الأجيال بأن الطريق نحو الحرية قد يكون طويلاً، ولكنه مُضيء بإرادَة الشعوب الحرة وعزيمتها. إن كُـلّ خطوة تُخطى نحو التحرير تُعتبر بمثابة مواجهة للظلم، وتأكيداً على أن الحق لا يُنسى. إن الأجيال الجديدة تواصل السير على خطى أُولئك الذين سبقوهم، مُدركين تماماً أن كُـلّ جيل يُضيف لبنة جديدة إلى بناء هذا الصرح العظيم من المقاومة.
وفي كُـلّ زاوية من زوايا الوطن، هناك قصص عن الشهداء تُروى لأبنائهم، ترويها الأُمهات، وتحكيها الأجيال. إن استشهاد القادة يُعطي دافعاً إضافيًّا للمقاومة، حَيثُ تزداد عزيمة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال. إنهم يُدركون أن التضحيات لن تذهب سُدى، وأن كُـلّ نقطة دم تُراق تُقربهم من تحقيق الهدف المنشود. ومع كُـلّ قائد يستشهد، يُجدد المحور عهده بأنه لن يتراجع عن حقوقه، وأنه مُستمرّ في النضال حتى تحقيق الحلم.
إن محور المقاومة يشكل جبهة راسخة ضد الظلم، حَيثُ تتوحد قوى الحق في مواجهة قوى الاحتلال. إنهم يُظهرون للعالم أن المقاومة ليست مُجَـرّد خيار، بل هي ضرورة وواجب مقدس. إن الأجيال الجديدة في فلسطين تجسد هذا التوجّـه، حَيثُ تستلهم من تضحيات الشهداء، وتُدرك أن طريق الحرية مليء بالتحديات، لكنه أَيْـضاً مليء بالأمل والإصرار وكما قال تعالى: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون”.
إن استشهاد القادة هو بداية جديدة للمقاومة، حَيثُ يُفجر كُـلّ شهيد طاقة جديدة في نفوس الأحرار المقاومين. محور المقاومة مُستمرّ في نضاله، مؤكّـداً أن الانتصار ليس مُجَـرّد حلم، بل هو وعد من الله سيتحقّق. وستظل فلسطين تُزهر من جديد بفضل تضحيات الشهداء، وبفضل إيمان الشعب بأن الحرية قادمة لا محالة. إنهم يكتبون تاريخاً جديدًا من البطولة، ويؤكّـدون أن المقاومة ليست مُجَـرّد خيار، بل هي مسيرة حياة، وأننا مستعدون للتضحية بكل ما نملك حتى ننكس كبر هذا العدوّ المتغطرس ونحن محور المقاومة نخبر الجميع أننا لن نتوقف عن الجهاد ضد العدوّ الإسرائيلي ومن يقف خلفه وأننا سنقف نحن الشعوب الحرة بكل قوة وثبات بإذن الله والله لا يخلف وعده كما قال: “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.