قد تكون “صهيونياً” وأنت لا تشعر..!
الشيخ عبدالمنان السنبلي
أن تشجع أَو تدعم ريال مدريد، فأنت ريالي..
هل يصح أن نقولَ عنك: برشاوَى..؟
أكيد لا.. وألف لا..
لا يصح أن نقول عنك كذلك إلا إذَا وجدناك من مشجِّعي وداعمي البارشا..
هذا أمر مسلَّمٌ به، ومعروف للجميع..
طيب..
إذا كنت إنساناً عربيًّا، رئيساً أَو مرؤوساً، وكنتَ من مؤازري وداعمي (الصهيونية)..
ماذا نقول عنك في هذه الحالة..؟
هل نقول عنك مثلاً: مقاوم عربي..؟
أم قومجي عربيٌّ..؟!
أم ماذا نقول؟!
أكيد نقول: صهيوني عربي..
هذا هو التوصيف الصحيح لهذه الوضعية..
طيب..
لماذا إذن ينزعج البعضُ من مؤازري وداعمي الصهيونية من هذا التوصيف..؟!
لماذا يحاولون إنكاره..؟
بصراحة، غريبٌ أمر هؤلاء الصهاينة العرب..!
نراهم رأي العين يؤيدون ويدعمون ويؤازرون الصهيونية، وهم أنفسهم يعترفون بذلك، وبدون أي تحرج أَو حياء، ثم بعد ذلك ينزعجون منا أن وصفناهم بذلك..!
وماذا يريدون أصلاً أن ندعوهم..؟
القوميون العرب مثلاً..؟
أم المقاومون العرب يعني..؟
والله كلام..!
على أية حال، الصهيونية، في شكلها ومضمونها العام، أشبه بفريقٍ كروي كالريال مثلاً، أَو البارشا أَو أي فريق آخر..
تنحصر تشكيلة لاعبي هذا الفريق، وجهازه الفني وإدارته فقط على جميع يهود العالم الذين يؤمنون بفكرة إقامة الدولة اليهودية في فلسطين كوطن قومي لليهود..
هذا أمر معروف للجميع..
وأما جماهيره؛ فهم كُـلّ من يشجع أَو يؤازر أَو يتضامن أَو يدعمه من جميع أنحاء العالم، وبغض النظر عن ديانته أَو جنسيته أَو بلده..
ولذلك فقد عُرِّفت الصهيونية المسيحية بأنها مصطلح يُطلق على كُـلّ من يدعم الصهيونية وحقها في إقامة وإنشاء دولة لليهود..
كذلك، بالطبع، هي الصهيونية العربية قياساً..
أو أية صهيونية أُخرى..
هذا يعني أن أي عربي يدعم أَو يؤازر أَو يؤيد الصهيونية بأي شكل من الأشكال، فهو -وبناءً على كُـلّ ما سبق- “صهيوني عربي”..
الأمر نفسه ينطبق أَيْـضاً حتى على أُولئك العرب الذين ينادون، سذاجةً وغباء، أَو يدعمون فكرة حَـلّ الدولتين..
يُصوَّر لهم بأنهم مناضلون..
أو محايدون..
أو دعاة سلام..
أو حريصون على مصلحة الشعب الفلسطيني..
وهم في الأصل “صهاينة عرب”..
ولكن لا يشعرون..
فاحذر -أيها العربي أَو المسلم- من أن تكون “صهيونياً” بدون أن تشعر.