إيران تُفشِلُ العدوان الصهيوني على أراضيها وتؤكّـد حقَّها بالرد.. وأوساطُ العدوّ تصفُه بـ “الاستعراضي والركيك”
المسيرة | متابعة خَاصَّة
بعد 3 أسابيعَ من التوعد والوعيد، شن كيانُ الاحتلال الإسرائيلي، فجرَ السبت، عدواناً جويًّا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي أكّـدت تصدِّيَها لهذا العدوان، واصفةً أضرارَه بالمحدودة، وأنها تحتفظُ بحق الرد.
وفيما تحاول حكومة المجرم “بنيامين نتنياهو” الهروبَ إلى الأمام والتركيز على ما حدث في “طهران”؛ بغية حرف الأنظار وتحويل النقاش عن “الفخ الاستراتيجي” الذي علقت به في لبنان وغزة، أكّـدت “طهران”، أنها “أحبطت الهجوم”، مشدّدةً على أن “الدفاعات الجوية تعاملت بيقظة وأحبطت العملية الهجومية في الوقت المناسب”.
في التفاصيل؛ اختصر كلام عضو الكنيست الصهيوني “فلاديمير بلياك”، مشهد العدوان الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية فجراً، بالقول: إن “حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فاسدة وفاشلة لا تعرف كيف تنتصر ولا تدفعنا باتّجاه تحقيق أهداف الحرب”، مُضيفاً، أن “هناك فجوة عميقة بين التصريحات المضطربة لنتنياهو وأعضاء المجلس المصغر بشأن إيران وبين الواقع على الأرض”.
وفي الوقت الذي تعمل فيه آلة “البروباغاندا” الصهيونية على تضخيم حجم العدوان على إيران، ليل الجمعة – فجر السبت، تؤكّـد ردود فعل الأوساط السياسية والإعلامية في كيان الاحتلال أن العدوان كان ضعيفاً، والأهم أنه لا يرقى إلى مستوى التهديدات التي أطلقها “نتنياهو”، ووزير الحرب “غالانت”، بعد عملية “الوعد الصادق 2” في الأول من أُكتوبر الجاري.
هجوم “ركيك وتافه” والعالم العربي يضحكون علينا:
هكذا وصف ساسة الكيان المؤقت وإعلامه؛ حَيثُ علّقت العديد من وسائل إعلام العدوّ بأن “الرد الركيك على إيران يهدف لأغراض سياسية، هدفها الإظهار لناخبي نتنياهو أننا فعلنا شيئاً”، لافتة إلى أن “الهجوم الإسرائيلي كان استعراضيًّا في الواقع ولم يحقّق أي هدف استراتيجي”.
ولفتت وسائل إعلام عبرية إلى أن “انتقادات حادة تُسمع من داخل الوسط السياسي، سواء من اليمين أَو اليسار، على ما قيل إنه استهداف لعدة مواقع في إيران”، في حين اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن “خلاصة الأضرار بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران؛ تفاهة”، وقالت أُخرى: “في العالم العربي يضحكون علينا والحقيقة أن الأيّام ستخبرنا بذلك“.
بدورها، نقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن رئيس المعارضة في الكيان المؤقت، “يائير لابيد”، القول: “كان يجب علينا أن نجبي من إيران ثمناً باهظاً”، معتبرًا أن “إسرائيل” في قرارها تحييدَ الأهداف الاقتصادية والاستراتيجية الإيرانية من الهجوم “كان خاطئاً”، وأنها “لم تهاجم بالقوة الكافية ولا بالأهميّة الكافية”.
واعتبر الإعلامي الصهيوني “رامي يتسهار”، الذي كان ضابطاً كَبيراً في الشرطة العسكرية في جيش الاحتلال، أن “الرسالة المقبلة من تل أبيب بسيطة وواضحة وتقول: انتهينا. انتهت الجولة”، واصفاً الهجوم بــ “الصغير جِـدًّا والركيك”، وأنهُ كان “خدعة سياسية من نتنياهو ليظهر لأنصاره أنه فعل شيئاً ضد طهران”.
وأشَارَ إلى أنه جاء على عكس الهجوم الإيراني الذي رآه العالم، وقال: “لو لم يكن كذلك لما كان في ساعة متأخرة من الليل؛ فصور المدن الإيرانية التي تعرضت للهجوم بدت الحياة والحركة فيها طبيعية مع استمرار للأعمال وحركة السير بشكل روتيني”، كما أن رحلات الطيران استؤنفت في الساعة التاسعة صباحاً دون أن تتأثر أيٌّ من المطارات بالعدوان، كما أُشيع في الساعات الماضية.
معالم الاقتدار واليقظة الباعثة للافتخار والاعتزاز:
إنها “معالم الاقتدار واليقظة، الباعثة للافتخار والاعتزاز”، بهذه الكلمات افتتحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية “فاطمة مهاجراني”، مؤتمرها الصحفي، السبت، مؤكّـدةً أن بلادها “دولة قوية ومقتدرة لن تتأثر بأي أذى من هذا الكيان الغاصب”، موضحة بأنه “حَـاليًّا الوضع طبيعي في إيران”.
وأشادت المتحدثة “باقتدار ويقظة قوات الدفاع الجوي الذي يبعث الفخر والاعتزاز الوطني لدى الإيرانيين، عقب التصدي الناجح للاعتداء الصهيوني”.
ويأتي ذلك في وقتٍ أصدر فيه مقرّ الدفاع الجوي الإيراني بياناً حول العدوان الصهيوني، أكّـد فيه “التصدي له بنجاح”، وقال النائب الأول للرئيس الإيراني “محمد رضا عارف”: إن “قوة إيران تجعلُ أعداءَ الوطن أذلاء صاغرين”.
بدورها؛ لفتت هيئة الأركان الإيرانية إلى أن “الكيان الصهيوني استخدم صواريخ بعيدة المدى تحمل رؤوساً حربية ضعيفة الانفجار، وأنهُ استهدف منظومات رادار حدودية في محافظتَي إسلام وخوزستان وضواحي طهران؛ ما أَدَّى إلى تضرر بعض الرادارات”.
وأعلنت العلاقات العامة للدفاع الجوي الإيراني من جهتها، “للشعب الإيراني الأبي، أنه وعلى الرغم من التحذيرات السابقة من قبل مسؤولي الجمهورية الإسلامية للكيان الصهيوني الإجرامي وغير الشرعي لتجنب القيام بأي عمل مغامر، فقد قام هذا الكيان المزيف هذا الصباح، في خطوة مثيرة للتوتر، بمهاجمة مراكز عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام”.
وأوضحت أنه “بينما تم اعتراض هذا العمل العدواني ومواجهته بنجاح من قبل المنظومة الشاملة للدفاع الجوي؛ فقد لحقت أضرار محدودة ببعض النقاط، ويجري التحقيق في أبعاد الحادث”.
وفي سياق فشل العدوان الإسرائيلي، أعلن المدير العام لمصفاة “آبادان” “حكيم قیم” أن العمل في المصفاة يجري بشكل طبيعي، وأن الموظفين يؤدون مهامهم كالمعتاد” نافياً وقوع أي هجوم صاروخي عليها، مؤكّـداً أنها لا تواجه أية مشاكل.
من جهتها، أكّـدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن العمل العدواني، انتهاك واضح للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشدّدةً على أن “طهران تعتبر نفسها قادرة وملزمة بالدفاع عن نفسها ضد الأعمال العدوانية الأجنبية، على أَسَاس الحق الأصيل في الدفاع عن النفس، وهو ما ينعكس أَيْـضاً في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة”.
وأعلن جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بدوره، استشهاد عسكريين اثنين جراء الاعتداء الإسرائيلي، وقال في بيانٍ له: إن “جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية قدَّمَ اثنين من مقاتليه الليلة الماضية أثناء تصديه لمقذوفات الكيان الصهيوني المجرم، وذلك تضحيةً في سبيل الدفاع عن أمن إيران ومنع المساس بالشعب ومصالح إيران”.
تفنيدُ الرواية الصهيونية بشأن العدوان على إيران:
في الإطار؛ اجتمعت معظم الروايات بشأن الهجوم الإسرائيلي على إيران مستهدفاً مواقع عسكرية في محافظات “طهران وخوزستان وإيلام”، دون استهداف مواقعَ للنفط وأُخرى نووية أَو مدنية، وأكّـد الدفاع الجوي الإيراني أن “إسرائيل هاجمت أجزاء من المراكز العسكرية في طهران وخوزستان وإيلام.
غير أن مسؤولين إسرائيليين” قالوا: إن “الجيش هاجم 20 موقعاً عسكريًّا في إيران عبر 3 هجمات متفرقة”، بالمقابل مسؤولون إيرانيون قالوا: إن “هذا الادِّعاء غير حقيقي وإن الأهداف أقل من ذلك بكثير”.
وفيما أفاد المتحدث باسم الجيش الصهيوني “دانيال هاغاري” بأن الهجوم استهدف منظومة الصواريخ أرض-جو وأرض-أرض والقدرات الجوية لإيران، وشمل مواقع تخزين صواريخ ومسيّرات وإنتاج أسلحة ومنظومات دفاع جوي، أكّـد مسؤولون في طهران، أنه “لم يستهدف أي مركز عسكري للحرس الثوري الإيراني في طهران أَو في غيرها”.
وفي الوقت، الذي أعلنت “إسرائيل” فيه أنها نفذت اعتداءَها الجديد على إيران عبر أكثر من 100 طائرة بينها مقاتلات منها طائرات إف-35، فضلاً عن مسيّرات، مشدّدة على أن جميع الطائرات عادت بسلام إلى “تل أبيب”، أكّـدت وسائل إعلام إيرانية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن “العملية الإسرائيلية نفذت بأجسام طائرة صغيرة أحبطت بنجاح”، وأن الهجوم تم من خارج الحدود الإيرانية، بـ “100كم”، ومن فوق الأجواء العراقية.
أمريكا: الاعتداء الإسرائيلي انتهى ونطلب من طهران عدم الرد
وفي دلالةٍ واضحة على مقدرة إيران على ردع العدوّ، وتأثير رسائلها الردعية في أكثر من اتّجاه مؤخّراً في لجمه ولجم حليفته الولايات المتحدة الأمريكية عن شنّ عدوان أعلن “نتنياهو” في أكثر من مناسبة أنه “سيكون قاسيا وقويًّا ومؤثِّرًا”، قال مسؤول أمريكي رفيع: إن “الرد الإسرائيلي على إيران انتهى ونطلب من طهران عدم الرد أَو التصعيد”.
من جانبه، صرح رئيس مجلس النواب الأمريكي بالقول: إن “الكونغرس يقفُ بحزمٍ إلى جانب إسرائيل وهي تضرب إيران دفاعًا عن نفسها. يجب أن يعرف العالم أننا سندعم إسرائيل بالكامل إذَا استمرت إيرانُ في عنفها”.
وأكّـد موقع “بوليتكو” نقلاً عن المسؤول الأمريكي، أن واشنطن “لم تشارك بأية معدات عسكرية أمريكية في العملية الإسرائيلية”، وسبق أن نقلت قناة “إيه بي سي” الأمريكية عن مسؤول بإدارة “بايدن” قوله: إن “مستشار الأمن القومي الأمريكي “جيك سوليفان” أطلع الرئيس بايدن “مرات عدة على تفاصيل عملية إسرائيل ضد إيران وتطورها”.
وأتى العدوان الإسرائيلي على إيران بالتنسيق مع الولايات المتحدة؛ إذ أكّـدت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلاً عن مسؤول أمريكي، أن “نتنياهو بحث خطط إسرائيل لضرب إيران مع الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي في مكالمة هاتفية”.
وقال مسؤول أمريكي لوكالة “رويترز”: إن “إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة قبيل شن هجمات على أهداف في إيران”، مؤكّـداً أن واشنطن لم تشارك في الهجوم.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤول في الإدارة الأمريكية أن “الضربات تهدف إلى ردع الهجمات الإيرانية المستقبلية بشكلٍ فعال”.
وقال مسؤول أمريكي: إنه “ينبغي أن يكون الهجوم نهاية تبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران”، مشدّدًا على أنه “إذا اختارت إيران الرد على إسرائيل مجدّدًا فواشنطن مستعدة تماماً للدفاع عن إسرائيل مرة أُخرى”.
في الأثناء؛ وبعد انتهاء الهجوم، قالت سائل إعلام عبرية: إن “أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى تحسباً لرد إيراني”، مضيفةً أن “إسرائيل نشرت مِظلة دفاعية واسعة بدعم من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، بينما تشمل المِظلة الدفاعية منظومات حيتس 2 و3 ومقلاع داوود والقبة الحديدية وثاد”.