جراحٌ لا تلتئم
رفيق زرعان
تبكي قلوبٌ (أبا هادي) وما التأمت
جراحُها والأسى هيهات يلتئمُ
والقدسُ تبكيه والأحرار ما فتئوا
يبكون حتى ثنايا النصرِ تبتسمُ
يا سيدي دمعُنا مثل الفرات جرى
يشوبه الدمُ إن المقلتين دمُ
يا سيدي كلنا من بعدكم وجعٌ
هيهات تدركهُ الأوجاع والألمُ
وكيف للحزن أن يحوي مصيبتنا
أو يعلم الناس ما ذقناه إن علموا
لولا ابنُ بدرٍ يواسينا بمحنتنا
لكان معظمُنا يطويهمُ الندمُ
وقال قائلنا: لم يبقَ من أملٍ
به المعاناة والآلام تختتمُ
دماك يا سيدي تروي عروبتنا
تسيلُ سيلًا به الأمواجُ تلتطمُ
وتجرفُ المعتدي نحو الشتات وهَلْ
تَصُدُّ هجمتَها الأسوارُ والقممُ
يا أيها النصرُ لا تأسى على زمنٍ
به طغى الذُّلُّ والعاهاُت تزدحمُ
وعاث فيه العِدى بغيًا ومفسدةً
وأضرموا النارَ في الأجساد وانتقموا
كُلُّ الطغاة لهم يومٌ يودعُهم …
وأنت باقٍ وحاشا (النصر) ينهزمُ
يا سيدي فيك آمالٌ معلقةٌ
للدين والقدس ليست عنك تنفصمُ
وعنك تموز والألفين تسألنا
والشام واليمنُ المنصور والحرمُ
جراح غزة والإسلام في المٍ
وباحةُ القدس جاءت فيك تعتصمُ
وكل مستضعَفٍ يرجو مسانَدةً
فأنت غوثٌ إذَا جار البغي الأثمُ
لما العروبةُ في الإذلال غارقةٌ
وزاد إذلالها شيطانها الغشمُ
كنت العروبة كانت فيك حاضرةً
وفيك كانت قوى الإسلام تلتحم
لولاك ما امتلك الأعرابُ أَو بلغوا
عِزًّا يُدَنِّسُه مهفوفُها الهرمُ
فأنت تاجُ الهُدى في كُـلِّ ملحمةٍ
وأنت فيك تجلَّى السيدُ العَلَمُ
يا ابنَ الحسين سنمضي فيك أزمنةً
نطوي الفسادَ من الدنيا ونغتنمُ
وننصُرُ القُدْسَ والأعداءَ نرسلُهم
إلى الزوال وفينا البغيُ ينهدمُ
ووعدُ بلفور إنا سوف نوردُهُ
ذُلًّا وموتًا ويطوي عهدَه العدمُ
فالبدرُ أعلن للتحرير معركةً
مضى جيوشًا كما البنيان تنتظمُ
يبشِّرُ القدسَ بالأنصار يفتحُها
فالبدرُ في الحرب ما زَلَّتْ به قدمُ
أتاك يا قدسَنا الكرارُ حيدرةٌ
بذي فقارٍ وبالقرآنِ يلتزمُ
صِغْنا عهودًا بأن الفتحَ موعدُنا
والقدسُ موئلُنا نسري ونقتحمُ
بالبدر والنصر والقرآن ثورتُنا
على اليهود كما البُركانُ تضطرمُ