الشهداء رموزُ التضحية والفداء

فاطمة السراجي

هل يوجد في الكون كلمة تحمل في طياتها أعظم قيمة من قيمة الشهادة؟

هل يمكن لقلم محبرته الدماء أن يصف بدقّة تلك القلوب البيضاء التي ضحت؛ مِن أجلِ وطنها ولم يكن لها إلا أن تسقي أرضها بدمائها الدافقة؛ كي تزهر بالحرية والكرامة؟

إنها كلمة تحمل في طياتها عبق الفداء وبزوغ الأمل ونور الشرف، كلمة ترتبط بروح الإيمان والحرية، بتضحية لا تنضب وإيمان لا يتزعزع، أسقطوا أحزمة الخوف والرهبة، ووقفوا صامدين أمام فجاج الظلم والاضطهاد، ليكتبوا بدمائهم تاريخ البطولة والصمود.

شهداؤنا صوت الضمير الحي، الذي لم تستطع رصاصات الظلم والقهر أن تخنقه، ليسوا مُجَـرّد أشخاص يفارقوننا، بل هم رموز للصمود والقوة والعزم.

وليسوا مُجَـرّد أسماء تنقش على صفحات التاريخ، بل هم أرواح تحمل قصص البطولة والتضحية، إنهم قُدوة لنا في الوفاء والعطاء.

تتجدد ذكراهم كلما تردّدت أصداء أرواحهم في سماء قلوبنا وأرواحنا، وكلما زاد انتصار الحق على الباطل لم تفارقنا ذكراهم، فهم النجوم التي ستبقى تشع في سماء التاريخ بكل بريق وعنفوان، مثيرةً في نفوسنا الفخر والاعتزاز بتضحيتهم، وحبًا وإجلالًا لأرواحهم الطاهرة التي تسكن بيننا خالدة إلى الأبد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com