صنعاء: الشعب اليمني يلبّي دعوةَ الخروج في “الغزوة” بمسيرة مليونية غير مسبوقة
المسيرة: صنعاء
بعد دعوة القائد للخروج بشكل غير مسبوق في “غزوة” الجمعة، الاستثنائية، لبَّى الشعبُ اليمنيُّ الثائِرُ الأبي بحضور مليوني غير مسبوق منذ بدء مسيرات الطوفان التي انطلقت في السابع من أُكتوبر الفائت، حَيثُ خرج اليمنيون في العاصمة صنعاء بمسيرة كبرى اكتظ بها ميدان السبعين حتى فاضت الشوارع الفرعية المؤدية إلى الميدان البشري المقدسي على الإطلاق.
وفي مسيرة “مع غزة ولبنان.. جهوزية واستنفار ضد قوى الاستكبار”، رسم اليمانيون في العاصمة صنعاء أكبر لوحة بشرية هاتفة باسم فلسطين ولبنان، ومتوعدة قوى الاستكبار والطغيان؛ تأكيدًا على ثبات الموقف اليمني وتصاعده؛ إسنادًا لغزة ولبنان، ومجابهة قوى الاستكبار والعمالة.
وهتف أحرارُ اليمن بأعلى صوت، بشعارات الحرية والكرامة، التي تؤزُّ الصهاينة ورعاتهم، وتقض مضاجع الإدارة الأمريكية الجديدة التي عاد إليها المجرم ترامب مجدّدًا، مؤكّـدين أن موقف اليمن لن يتغير بل وسيأخذ مسارات تصاعدية حتى تحقيق النصر لفلسطين ولبنان.
وفيما تم إحراق العلمين الصهيوني والأمريكي والدَّوس عليهما بالأحذية؛ فقد حمل الحشد المليوني فوق الرؤوس والأكتاف الأعلام اليمنية والفلسطينية واللبنانية ورايات الحرية ورايات المقاومة، وصورًا للقادة الشهداء، ولافتات مندّدة بالإجرام الصهيوني بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وزأر الحشد المليوني بهتافات “قل لترامب ومن والاه.. لسنا نخشى إلا الله”، “في الحاضر.. أَو في المستقبل.. أمريكا ستخيبُ وتفشل”، “ماضون بخط التصعيد.. من تصعيد إلى تصعيد.. والنصر لنا بالتأكيد”، “قل للأمريكي الغاشم.. موقفنا الإيماني حاسم.. والتصعيد اليمني قادم”، “جاك الحشد المليوني.. متحدي يا صهيوني”، “لا والله لا والله.. لا نبالي بالطغاة”، “يا الله جلّت قدرتك.. لا قوة إلَّا قوّتك”، “أمريكا أكبر شيطان.. إسرائيل هي السرطان”، “الجهاد الجهاد.. حَيَّا حَيَّا على الجهاد”، “يا لبنان ويا فلسطين.. معكم كُـلّ اليمنيين”، “فوَّضناك فوَّضناك.. يا قائدنا فوَّضناك”، “لبَّيناك لبَّيناك.. يا قائدنا لبَّيناك”، “لبَّيناك لبَّيناك.. واحنا سلاحَك في يُمناك”.
وكرّر اليمانيون الأحرار التحدي وأكّـدوا رسوخ الموقف كما هو رسوخ الجبال الرواسي، مردّدين بأعلى صوت: “كل العالم لن يتمكّن.. لن يتمكّن لن يتمكّن”، “أن يوقف جبهتنا الأسخن.. لن يتمكّن لن يتمكّن”، “قل للأمريكيِّ الأرعن.. لن يتمكّن لن يتمكّن”، “وكيان إسرائيل ولندن.. لن يتمكّن لن يتمكّن”، “لو حشد العالم وتفرعن.. لن يتمكّن لن يتمكّن”، “لن يوقفنا مهما أمكن.. لن يتمكّن لن يتمكّن”، “من شعبٍ بالله تحصّن.. لن يتمكّن لن يتمكّن”.
وفي خضم المسيرة زادت معنويات اليمانيين اشتعالًا، سيما مع إعلان العميد سريع منذ الصباح عن قدومه ببيان عسكري تمت قراءته من على مِنصة الحشد؛ للإعلان عن عملية نوعية استهدفت قاعدة “نيفاتيم” الصهيونية، وكذا إسقاط طائرة أمريكية جديدة في أجواء محافظة الجوف.
بدوره، اعتلى رئيس اللجنة الوطنية لنصرة الأقصى – نائب رئيس الوزراء – العلامة محمد مفتاح، المِنصةَ للإعلان عن تدشين حملة التبرعات “ويؤثرون على أنفسهم” لصالح النازحين في لبنان.
وصدر عن المسيرة بيان، أكّـد فيه أحرار الشعب اليمني المحتشدون في ميدان السبعين، أنهم لن يتركوا “خط الجهاد في سبيل الله، خط القرآن، خط التضحية والعزة والكرامة والانتصار”.
وأكّـد البيان “الاستمرار في الخروج الأسبوعي في مسيرات مليونية بلا كلل ولا ملل؛ جهادًا في سبيل الله وابتغاء لمرضاته”، مجدّدًا التأكيد على ثبات “الموقف الإيماني والمبدئي المساند للشعبين الفلسطيني واللبناني ضد قوى الاستكبار”.
ودعا بيان المسيرات “إلى استمرار الحملات الشعبيّة للإنفاق في سبيل الله والتبرع لصالح الشعب الفلسطيني، وأن يتم تخصيص الأسبوع القادم للتبرع والإنفاق الشعبي لصالح النازحين من أبناء الشعب اللبناني ابتداءً من اليوم وحتى يوم الجمعة القادم، على أن تستمر وتتواصل حملة التبرع والإنفاق لصالح الشعب الفلسطيني.
وخاطب المجاهدين في فلسطين ولبنان مجدّدًا بقوله: “أنتم لستم وحدَكم، ونحن معكم حتى النصر بإذن الله، في أتم الجهوزية والاستنفار في مواجهة كُـلّ قوى الاستكبار والطغيان وأدواتهم في المنطقة، مهما كانت التحديات والتهديدات والأخطار حتى يتحقّق وعد الله الصادق بالنصر لعباده المؤمنين.
ووجَّه البيان رسالة للأمريكيين جاء فيها: “نقول لأمريكا ورئيسها المنتخب ترامب، أنت تعرف الشعب اليمني سابقًا وستعرفه اليوم أكثر، وما لم تستطع تحقيقه في ولايتك السابقة لن تستطيع تحقيقه اليوم، ما هو الجديد الذي ستقدمه للصهاينة أكثر مما قدمته في السابق؟ فكل تحالفاتكم السابقة فشلت وتفككت بفضل الله، وحاملات طائراتكم فرت من المنطقة تجر أذيال الهزيمة ولم تستطع حماية نفسها فضلًا عن حماية الإسرائيلي وسفنه”.
وَأَضَـافَ “فلو حشدتم كُـلّ جيوش العالم بطائراتهم، وأساطيلهم، وبوارجهم، ومدمّـراتهم، وترسانتهم العسكرية، فنحن بالله العظيم أقوى، ولن تستطيعوا أن تثنونا عن موقفنا الإيماني والمبدئي المساند للشعبين الفلسطيني واللبناني والله أشد بأسًا وأشد تنكيلًا”.
وندّد البيان “بما يتعرَّضُ له الشعب الفلسطيني في غزةَ من إبادة جماعية على أيدي الصهاينة المجرمين للشهر الرابع عشر على التوالي، والذي لم يتوقفْ عند حدود غزة بل امتد إلى الضفة ولبنان، وما يزال مُستمرًّا في مشروعه الصهيوني الدموي لاستهداف كُـلّ المنطقة”.
يُشارُ إلى أن هذه المسيرةَ هي الأكبرُ على الإطلاق منذ بداية (طُـوفَان الأقصى)، وقد جاء الحشدُ الكبيرُ وغيرُ المسبوق استجابةً لدعوة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- التي ألقاها في خطابه الخميس، وأكّـد أن “الحضور هذا الأسبوع له أهميّة كبيرةٌ جِـدًّا، ما بعد نتائج الانتخابات الأمريكية، ليسمع الأمريكي، ليسمع كُـلّ طواغيت العالم، ليسمع العدوّ، وليسمع الصديق، ليسمع كُـلّ أُولئك الذين ينظرون إلى [ترامب] بإكبار، ويقدِّمونه كبُعبُع، يحاولون أن يخيفوا الأُمَّــةَ منه، أنَّ شعبَنا العزيزَ بانتمائه الإيماني، بروحيته الإيمانية، بانطلاقته الإيمانية؛ لأَنَّه يمنُ الإيمان، يمن الحكمة، يمن الجهاد، أحفاد الأنصار، لا يبالي بأية طاغيةٍ في هذا العالم، ولن يتراجعَ عن موقفه أبدًا في نصرةِ الشعب الفلسطيني ومساندته، مهما كانت التحديات”.