من يمن الإيمان لأحباب شعب لبنان
بشرى المؤيد
نتألم مما يفعله الصهاينة في غزة ولبنان، يدمّـرون، يجوعون، يحاصرون وتجد العرب والمسلمين حين اجتمعوا كانت كلماتهم تنديدات وشجب وَاستنكار على ما يعمله الأعداء في حق أصحاب الحقوق لم يخرجوا بقرارات صارمة تكون بنودها ٤، ٣، ٢، ١ تظهر العرب والمسلمين بأنهم أصحاب قرارات فاعلة، وحاسمة، وغير قابلة لأي تفاوض؛ لأَنَّ الإجرام قد زاد عن حده.
كانت الأصوات خافتة وركيكة تدل على الضعف والهوان إلا تقريبًا دولتين اثنتين كان صدى صوتهما قويًّا “سوريا وإيران” لكن لم تؤت ثمرها من بين كُـلّ مجموعة الدول العربية والإسلامية.
ورأينا فيديو للناطق الإعلامي “أفخاي أدرعي” لم يعجبنا أن يتكلم على رؤساء وطننا العربي والإسلامي بهذه المهانة وهو يسخر من قمتهم الطارئة وبدا ضاحكاً، ساخراً، مستهزئ بهذه القمة، ويقول لهم فيما معنى كلامه “ظاهر كلامكم فيه الحنية والعطف لكن أعمالكم في باطنها معنا” وذكر على سبيل المثال السفينة التي كانت في “مصر أم الدنيا” محملة بكل ما يريد الصهاينة وقال لملك الأردن: “نحن نعرف كيف أتيت إلى القمة؟”.
إنه لَشيءٌ محرج وَمخزٍ ومهين أن يكون رؤساء وَملوك الدول العربية والإسلامية لا يساوون شيئًا عند أعدائهم ويعرفون مسبقًا أن اجتماعاتهم كعدمها لا تؤتي أكلها إلا المهانة والذل لهم.
أما هنا في اليمن فقد وجه المشاط كلمة قوية، مفادها أن اليمن لن تتخلى عن فلسطين ولبنان وَاليمنيين رغم ظروفهم الصعبة فَــإنَّهم يتألمون وتعتصر قلوبهم حزناً وعيونهم تدمع على ما يشاهدونه من مقاطع أليمة؛ لأَنَّ قلوبهم كما وصفها رسول الله “أرق قلوب وَألين أفئدة” لكن “يمن الإيمان والحكمة” الأشد بأساً كما هو مذكور في القرآن حين يرون من هم إخوانٌ لهم يريدون المساعدة والمعاونة تنتفض قلوبهم غيرة وتشتد عصاهم ويفزعون وَيبذلون قصارى جهدهم بما تستطيع أياديهم فعله.
تلهَجُ ألسنتهم بالدعاء بالفرج، ويجمعون التبرعات المالية والعينية مساندة للأحباب في لبنان، ويساندون بما يستطيعون بالصيد في أجواء البحار فإذا لقَوا غنيمة فَــإنَّهم لا يتأخرون في الانقضاض عليها إذَا كانت مخالفة للقوانين، وتكون هذه السفينة مساندة وتدعم الأعداء الصهاينة، أما إذَا كانت سفينة تجارية عادية في حالها فهم يسمحون لها بالذهاب أينما تريد شرط أن لا تذهب للأعداء فهم يحاصرون ويضيقون على الأعداء كما يفعل الأعداء لمن يحاصرون ويضيقون على عدة دول “السن بالسن وَالعين بالعين” حتى يفكوا العدوان على لبنان وغزة.
فاليمنيون “أولو القوة والبأس الشديد” هم أهل السند والقوة والشهامة والكرم والمحبة والعطف وَالرحمة لأي مظلوم في هذه الدنيا وخروجهم واحتشاداهم المليونية إنما هي دعم للمظلومين والمستضعفين.
خروج بعد خروج وهم مثابرون، لا يكلون ولا يملون، يقولون عنهم هؤلاء عنيدون، وهم لحق الشعوب يدعون مناصرون، وهم على خطى الحق سائرون، لا يأبهون للشائعات ولا ما يقال عنهم فهم بربهم واثقون، وعليه معتصمون متوكلون، يتربص بهم الأعداء لكنهم لهم يهزمون، ويكشفون أكاذيبهم ويخذلون، عامًا تلو عام واليمنيون ثابتون، يوجعهم ما يوجع الآخرين، يؤلمهم ما يؤلم الفلسطينيين واللبنانيين، كجسد واحد كما قال الرسول متراحمون، يعملون بكلام ربهم له طائعون، والآخرون يتبعون خطوات الشيطان، يزين لهم خطواتهم فينكشفون، ولبعصهم البعض يتلاومون، يرقصون يغنون يلهون فماذا هم فاعلون؟، إن أتى أمر الله بغتة وهم غافلون!؟، أفيقوا أيها العرب وَالمسلمون.
سوف نعبُرُ هذه المرحلة، إنها فترة مؤقتة، قالها “نصر الله” بكل ثقة، أتى زمن الانتصارات المذهلة، وولى زمن الهزائم في أرض المعركة، “نحن معكم” قالها سيد القول والفعل للمقاومة، والنصر العظيم للقلوب المؤمنة، من كانت بربها واثقة، صلوا على خير الأنام بكل عز ومفخرة.