مواقفُ القائد القرآني مع فلسطين: هيبةٌ تزلزلُ أركانَ الطغاة
عدنان ناصر الشامي
برز القائد القرآني كرمزٍ للشجاعة والصلابة، مُدافعًا عن القضية الفلسطينية في وقتٍ تعصف فيه الرياح بالعرب وتُحاصر فيه القيم.
لم يكن مُجَـرّد صوت في أروقة السياسة، بل تجسدت مواقفه في أفعال قلَّ نظيرُها، حَيثُ وقف صامدًا في وجه الكيان الصهيوني، مُرعبًا بذلك طغاة العالم، أمريكا و”إسرائيل”، بجُرأته وإيمانِه الراسخ بحقوق الشعب الفلسطيني.
تاريخُ مواقفه يتحدَّثُ عن نفسه، حَيثُ قال: “سنغرقكم!”، وتحقّق وعده، فغرق الصهاينة حتى قاع البحار. استطاع بذكائه العسكري ودعمه لشعوب المقاومة أن يحاصر المندب، ويجعل منه ساحةً لعملياتٍ تتفجر فيها السفن الصهيونية وأتباعها. لقد أغلق هذا الممر الحيوي أمامهم، مُعلنًا أنه لا مكان للإسرائيليين في البحر، وأن مرورهم منه هو محرم، في إشارة واضحة إلى عدم وجود أية شرعية لوجودهم على أرض فلسطين.
مواقفُ لم تكن مُجَـرّد كلمات، بل هي هبة السماء، رحمة للأُمَّـة العربية والإسلامية، التي تحتاج إلى قادة يعتزون بمبادئهم ويؤمنون بحقوق شعوبهم. لقد تحطمت قيود الضلال أمام إرادته القوية، وكُسرت هيبة الأعداء، مُجسدًا سواري اليقين والإيمان، الذي لا يتزعزع أمام التحديات.
إنه القائد الذي أظهر للعالم أجمعَ أن الحقَّ لا يُغلَبُ، وأن إرادَة الشعوب الحرة ستظل شامخة مهما تعاظمت الصعوبات.
أعطى الأمل لكل المظلومين، مُحرِّكًا قلوبهم نحو المقاومة والنضال، مُجسِّدًا بذلك مواقف العرب الأصيلة تجاه القضية الفلسطينية، وأعاد للأذهان مشاهد البطولة والفداء.
في وقتٍ ظن فيه الكثيرون أن القضيةَ قد تلاشت، جاء ليُحرِّكَ المياه الراكدة، ويُعيد للقضية الفلسطينية زخمها، مؤكّـدًا أن النضالَ مُستمرّ، وأن الحقوقَ لا تُنتزع إلا بدماء الشهداء وتضحيات الأحرار. هو مثالٌ يُحتذى به، ورمزٌ يُنادى به في أروقة المقاومة، حَيثُ يُثبت في كُـلّ موقف أنه يُعدُّ سواري اليقين الذي يحمل مشعل الأمل في زمن الاضطراب والخذلان.
إنه قائدٌ يذكِّرُنا بأن فلسطين ليست مُجَـرّد أرضٍ مقدسة، بل هي رمزٌ للكرامة والعزة، وأن الدفاع عنها هو واجب على كُـلّ عربي ومسلم. فليست أمريكا و”إسرائيل” إلا عواصف عابرة ستتلاشى أمام إرادَة الشعوب، في زمنٍ يُبرز فيه القائد القرآني قوته وثباته، مؤكّـدًا أن فلسطين ستظل حاضرة في قلب كُـلّ مقاوم، وأن النصر آتٍ لا محالة.