بشهادات مسؤولين صهاينة ووسائل إعلامية تابعة للعدو: صواريخ حزب الله تزيدُ إشعالَ الأزمات الاقتصادية للعدو “الإسرائيلي” وتفاقمُ شروخَه الداخلية

المسيرة: متابعة خَاصَّة

صعّد حزبُ الله عملياتِه الصاروخيةَ ضد العدوّ الصهيوني، من الشمال وحتى تل أبيب، وهو الأمر الذي فاقم معاناة العدوّ الإسرائيلي الاقتصادية، خُصُوصًا وأن عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان، تركزت بشكل كبير على المناطق الحيوية في فلسطين المحتلّة، وخُصُوصًا مدينة حيفا التي تعتبر الواجهة الصناعية والإنتاجية للعدو الصهيوني.

وبعد جملة من السقطات الاقتصادية التي مني بها العدوّ الإسرائيلي جراء الحصار البحري اليمني الخانق والعمليات المكثّـفة والمركز لفصائل الجهاد والمقاومة وما ترتب على ذلك من انهيارات القطاعات الحيوية، تكبد العدوّ الصهيوني خسائر مضاعفة جراء تصاعد العمليات اللبنانية التي ينفِّذُها حزبُ الله، لا سيما خلال اليومين الماضيين التي شهدت تصعيدًا كَبيرًا أسفرت عن خسائر بعشرات الملايين من “الشياكل” حسبما أكّـد المسؤولون الصهاينة.

وقد قَيَّمَت وسائلُ إعلام إسرائيلية خسائرَ العدوّ الصهيوني بأكثر من مليار و300 ألف دولار جراء الضربات الصاروخية لحزب الله؛ بناءً على استطلاعات ميدانية ومسوحات وتصريحات لمسؤولي بلديات شمالي فلسطين المحتلّة.

وفي تصريحات حديثه، نقلتها وسائل إعلام صهيونية لما يسمى “رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف” أكّـد فيها أن “المدينة تعاني من وضع اقتصادي صعب جِـدًّا بعد إغلاق المحال التجارية إثر صواريخ حزب الله”، في إشارة إلى أن التصعيد الكبير الذي نفذه حزب الله خلال اليومين الماضيين فاقم خسائر العدوّ.

وبيَّن أنه شرح لـ “الكنسيت”، أمس الاثنين، ما يجري من وضع صعب في المدينة، مُضيفًا “لجنة المالية بالكنيست والدولة الإسرائيلية لا تفهم أَو تعرف ما يجري فيها من أحداث رهيبة وخطيرة؛ فحيفا مستهدفة، والاقتصاد ينهار والمدينة راكدة اقتصاديًّا بعد إغلاق المحلات”، فيما تعد هذه التصريحات دليلًا على أن حجم الخسائر والأوضاع بشكل عام في المناطق التي تطالها صواريخ حزب الله صار من المستحيل التغطية عليه أَو السكوت عنه.

وفي السياق ذاته وبالنظر للمؤشرات، فَــإنَّ خسائر العدوّ الاقتصادية سوف تتضاعف بشكل غير مسبوق إذَا ما استمر الزخم الصاروخي اللبناني الذي يطال حيفا، حَيثُ تعتبر المدينة مركز نقل ومواصلات وتصنيع وإنتاجات تكنولوجية وطاقة وسلاح، وزارعات؛ الأمر الذي يجعل من استهدافها المكثّـف، كارثةً كبيرةً تهدّد منظومات العدوّ الصهيوني الحيوية بأكملها، لا سيما أن المدينة أَيْـضًا هي مركز الثقل الاقتصادي للعدو وواجهة قوته الصناعية والإنتاجية بشكل عام.

 

شروخ داخلية إضافية:

وفي سياق متصل، نقلت إذاعة صهيونية تُعرَف بـ “إف إم 103″، عما يسمى “رئيس بلدية بيتاح تكفا” رامي غرينبرغ، قوله: إن أخصائيين نفسيين انتشروا في المدينة بعد سقوط صواريخ أطلقت من لبنان، مُشيرًا إلى أن الإخصائيين النفسيين ينتشرون في كُـلّ مكان تقع فيه الصواريخ، وهنا اعتراف صريح بأن عمليات حزب الله تأكل الاقتصاد الصهيوني من جهة، وتخلخل التماسك الداخلي الإسرائيلي من جهة أُخرى، وهذا ما أكّـدته تصريحات لما يسمى “رئيس بلدية نهاريا” المدعو “رونين مارلي” الذي قال إن الحكومة الصهيونية “فشلت في توفير الأمن لمواطنيها، وأهدرت أموالًا ضخمةً من ميزانيتها دون جدوى”، فيما تأتي هذه التصريحات على وَقْعِ تأثيرات العمليات التي تحدثها المقاومة الإسلامية اللبنانية.

ويؤكّـد “مارلي” أن حكومةَ المجرم نتنياهو والسلطاتِ الإسرائيلية بشكل عام سجلت “فشلًا ذريعًا” في احتواء تداعيات العمليات القادمة من لبنان، بعد فشلها المسبق في الحد من العمليات وسط تساقط صواريخ حزب الله بشكل مكثّـف في مختلف المدن الفلسطينية المحتلّة.

وعلى ذات الصعيد، تؤول المؤشرات إلى أن استمرار عمليات حزب الله بهذا الزخم ستفرز مشاكل مركّبة للعدو الصهيوني، منها ارتفاع نسبة النزوح من الشمال، حَيثُ تعتبر مدينة حيفا هي ثالث أكبر مدينة فلسطينية محتلّة من حَيثُ السكان، الذين بدورهم يتعرضون لتهديدات لا تتوقف، إلى حَــدّ أن صَرَّحَ الإعلامُ الصهيوني بأن سكان حيفا باتوا يعيشون في الملاجئ؛ جَرَّاءَ استمرار وتتابع العمليات الصاروخية لحزب الله، وهذه مؤشراتٌ تؤكّـدُ أن موجةَ النزوح والهجرة العكسية سوفَ تزداد، وهو ما يجعَلُ العدوَّ الصهيوني يعاني من شروخ جديدة تهشم تماسكه الداخلي.

 

عويلٌ صهيوني إعلامي:

إلى ذلك، علّقت وسائل إعلام صهيونية على تصاعد العمليات اللبنانية خلال اليومين الماضيين، كاشفة عن المخاوف الكبيرة التي تنتاب العدوّ الإسرائيلي من تصاعد الردع اللبناني بهذا الشكل، وهو ما قد يجبر حكومة المجرم نتنياهو على القبول بوقف العدوان على لبنان، سواء بهدنة أَو بطرق أُخرى.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن حجم الأضرار الناتجة عن الهجمات الصاروخية لحزب الله خلال اليومين الماضيين تُقَدَّرُ بعشرات الملايين من الشياكل.

وأضافت “في اليوم الذي شهد أعنف إطلاق نار على مناطقَ واسعةٍ في جميع أنحاء “إسرائيل” منذ اندلاع الحرب، وصلت العشرات من فرق الضرائب العقارية إلى مواقع الأضرار؛ لكنْ بسَببِ العدد الكبير من الحوادث، لا يزال من غير الممكن تقييم الأضرار”.

وأوضحت الصحيفة العبرية أنه “في بعض المواقع، تضررت العديد من الشقق والمباني، وكذلك المركبات والبنية التحتية”، فيما أشَارَت إلى أن الأضرار في تضاعف مُستمرّ عندما أوضحت أنه خلال الساعات القادمة سوف يتم تحديد حجم الأضرار بشكل دقيق.

من جهتها كشفت صحيفة “هآرتس” الصهيونية، جانبًا من الأزمات الغذائية التي خلفتها العمليات الصاروخية لحزب الله.

وذكرت الصحيفة في تقرير حديث لها، أن جيش العدوّ الصهيوني كان ملزمًا بتوفير إمدَادات غذائية لسكان الشمال إذَا لم يتمكّن من حمايتهم عسكريًّا وأمنيًّا.

ولفتت إلى أن عمليات حزب الله المتصاعدة أَدَّت إلى أزمة في أسواق الخضار والفواكه بكل أنواعها؛ وهو ما تسبب في ارتفاع أسعارها.

ونقلت الصحيفة تصريحات مزارعين “إسرائيليين” قولهم: إن الأزمات الزراعية والإنتاجية في تصاعد مُستمرّ، وهناك شحة كبيرة في المياه، مؤكّـدين أن عمليات حزب الله على شمال فلسطين المحتلّة أَدَّت إلى نشوب أزمة غذائية غير مسبوقة، موضحةً أَيْـضًا أن خسائر المزارعين منذ السابع من أُكتوبر الماضي قد وصلت إلى مليارات الشياكل.

يشار إلى أن هذه الأزمات المتجددة التي يعاني منها العدوّ على وقع التصعيد اللبناني الكبير خلال اليومين الماضيين، تأتي بعد سلسلة طويلة من الأزمات التي يكابدها العدوّ، جراء الحصار البحري اليمني والذي تسبب في إفلاس ميناء أم الرشراش وتعطيل حركة النقل البحري للعدو وتعطيل صادرتها ووارداته بشكل كبير، بالإضافة إلى العمليات النوعية التي تشنها القوات المسلحة اليمنية في عمق فلسطين المحتلّة، والتي أسهمت في مضاعفة الأضرار التي تخلفها باستمرار عمليات حزب الله وعمليات المقاومة العراقية التي تستهدف الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وجميع تلك العمليات عطلت القطاعات الصناعية والإنتاجية والزراعية للعدو، وخلقت حصارا جويًّا إلى جانب الحصار البحري، وبهذه المعطيات فقد وصلت خسائر العدوّ إلى أرقام كارثية، وعلى ضوئها أكّـدت وكالات التصنيف الدولية أن الأزمة الاقتصادية ستظل جاثمة على العدو “الإسرائيلي” لسنوات عديدة قادمة، وهو الأمر الذي يجعل من استمرار عدوانه وحصاره على غزة ولبنان، تعميقًا للنفق المظلم الذي ينتظره.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com