مراقبون: العدوّ الإسرائيلي لن يستطيعَ تحمُّـلَ الكُلفة المالية الناتجة عن عمليات حزب الله

المسيرة: خاص

تواصلُ المقاومةُ الإسلامية في لبنان شَنَّ العمليات الصاروخية المركَّزة على مختلف مناطق فلسطين المحتلّة، بعد 14 شهرًا من الإسناد لفلسطين أسفرت عن الإضرار بعشرات الآلاف من الوحدات السكنية وتهجير مئات الآلاف من الغاصبين في مناطق شمالي فلسطين المحتلّة.

وفي تقرير حديث، أوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن عملياتِ حزب الله الصاروخية أَدَّت إلى تدمير نحو 9000 مبنى، في حين أن عددًا كَبيرًا من المباني يضُمُّ وحداتٍ سكنيةً عدة، كالشقق والأجنحة.

وسلَّطت الصحيفةُ الأضواءَ على حجم الخسائر التي تُحْدِثُها عمليات حزب الله، في إطار الضغوط التي تمارسُها الجبهة الداخلية “الإسرائيلية” على المجرم نتنياهو لوقف العدوان على لبنان والوصول لاتّفاق تهدئة مع حزب الله.

وبيّنت الصحيفةُ العبرية أن أكثرَ من 7000 مركبة وأكثر من 300 وحدة زراعية تعرضت لأضرار مباشرة جراء عمليات حزب الله، فيما تلقت سلطاتُ العدوّ في الشمال أكثر من 17 ألف بلاغ بتضرر منازلهم وممتلكاتهم، وهذه الأرقام توحي باستمراريةِ نزوح الغاصبين من شمالي فلسطين، عكس ما كان يروج له المجرم نتنياهو بأنه يسعى لإعادتهم، والنتيجة أنه لم يتمكّن على الأقل من الحد من موجة الهجرة والنزوح؛ ما يضع عدة تساؤلات بوجهه.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك دمارًا لحق بمبانٍ غير سكنية كالمدارس والمطاعم والمباني الأُخرى العامة، واصفة الدمار الحاصل في مغتصَبة “كريات شمونة” بـ “المشاهد التي لا تُصَدَّقُ”، موضحةً أن ترميم المباني العامة كالمدارس وغيرها يحتاجُ لفترات طويلة تتجاوز 4 أشهر؛ ما يشير إلى أن الحياة في شمالي فلسطين المحتلّة لن تعودَ كما كانت إلى بعد فترة طويلة حتى وإن توقفت الحرب، في حين أن استمرار عملياتِ حزب الله سيقود العدوّ لمزيد من الخسائر ويزيد فترات استعادة الوضع.

وكانت تقاريرُ صهيونية سابقة قد أوضحت أن حجم الخسائر المباشرة جراء الدمار الذي أحدثه حزب الله في شمالي فلسطين المحتلّة، يتجاوز مليارًا و300 ألف دولار، في حين أن الخسائر الأُخرى كالنفقات على النازحين وتكبُّدِ خسائر عزوف الاستثمارات وتعطُّل الأعمال الصناعية جراء استهداف حيفا؛ فهي مبالِغٌ باهظة جِـدًّا تفوق بأضعاف مضاعفة الخسائر المباشرة التي تحدث عنها إعلام العدوّ.

وفي هذا الصدد أكّـد مراقبون –بمن فيهم خبراءُ اقتصاد صهاينة– أن حكومة المجرم نتنياهو لن تتمكّنَ من تحمُّلِ الأعباء الاقتصادية الناجمة عن عمليات حزب الله، حَيثُ يحتاج العدوّ لمليارات الدولارات لتغطية احتياجات النازحين من الشمال والذين يقيمون في الفنادق والشقق السكنية ويستغرقون نفقاتِ رعاية أنهكت موازنة العدوّ وسبَّبت عجزًا ماليًّا لديه، خُصُوصًا وأن الزياداتِ الأخيرةَ في الموازنة كانت خَاصَّةً بتغطية احتياجات النازحين، أما تغطية نفقات الحرب على لبنان فهي تصل يوميًّا -بحسب إعلام العدوّ- إلى 135 مليون دولار في اليوم الواحد.

وأوضحوا أن العدوّ احتاج خلال شهر أُكتوبر الفائت، إضافةَ 900 مليون دولار لموازنته ليتمكّن من رعاية النازحين وتعويضهم عن فقدانهم لأعمالهم ووظائفهم وممتلكاتهم، في حين شهد شهر نوفمبر عملياتٍ مركَّزةً من حزب الله أكثر من أي وقت مضى؛ ما يؤكّـد أن الخسائر التي سيتكبدها العدوّ قد تكون مضاعفة عن سابقاتها.

وبيَّنوا أن حكومة المجرم نتنياهو -رغم الموازنات التكميلية- لن تتمكّن من وقف النزيف الاقتصادي الحاصل في الشمال، في إشارة إلى أن استمرار عمليات حزب الله بهذه الوتيرة العالية التي شهدتها الـ72 ساعة الأخيرة، ستؤول بحكومة نتنياهو إلى خسائرَ باهظة قد تكون سببًا في الإطاحة بها.

وبعيدًا عن الخسائر البشرية الهائلة التي يتكبّدها جيش العدوّ؛ فَــإنَّ هذه المعطيات تؤكّـدُ للجميع أن العدوّ الإسرائيلي قد وقع في مستنقع في الجبهة الشمالية ولن يتمكّن من الخروج منه إلا بوقف العدوان على لبنان، أما الاستمرارُ في الإجرام والتعرض لصواريخ المقاومة اللبنانية سيجعل العدوَّ في تآكل مُستمرّ وفي مسار قد يرسُمُ بدايةَ النهاية لكيانِه المزروع على أرض فلسطينَ السَّلِيْبَة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com