لبنان: عمليات نوعية لرجال الله وتصدٍّ بطولي لقوات العدوّ على مختلف المحاور
المسيرة | متابعة خَاصَّة
عملياتٌ نوعيةٌ واستهدافاتٌ بالجملة، ومواجهاتٌ ملحمية، على الحافة الأمامية في اليوم الـ65 من معركة “أولي البأس”، تسطِّرُها المقاومةُ الإسلامية في لبنان، ضد العدوّ الصهيوني، ووسائل إعلامه تخرج عن الرقابة بنشرِ خسائره.
في التفاصيل؛ استهدفت طائراتٌ مسيَّرة تابعة للمقاومة الإسلامية في لبنان، مشروعًا مهمًّا تبلغ قيمته مليارات الدولارات في منطقة “طل شمايم”؛ ما أثارَ مخاوفَ في المناطق الحدودية القريبة من لبنان، حَيثُ تم إخلاؤها؛ خوفًا من وجود أنفاق تحت الأرض.
وأكّـدت وسائل الإعلام عبرية أن برامجَ التدريس في مدارس مناطق “صفد، روش بينا، وحاتسور هاغليليت” قد ألغيت الثلاثاء؛ خشيةَ تصعيد الهجمات، وأعلنت أن التيار الكهربائي انقطع في بعض مناطق مدينة “نهاريا” المحتلّة نتيجة سقوط عدة صواريخ أطلقت من لبنان.
ونقلت الوسائل العبرية عن بيانات ضريبة الأملاك، أن “9000 مبنى وأكثر من 7000 مركبة تضررت بشكلٍ كامل بنيران حزب الله”، كما لحقت أضرار كبيرة في وسط الكيان، مشيرةً إلى أنه في أعقاب تقديم دعاوى تعويضات، “تبين أن صاروخًا واحدةً سقط في مغتصَبة “هود هشارون” ألحق أضرارًا بحوالي 2000 شقة”.
وحول العدوان الإسرائيلي الجديد على “النويري” في العاصمة “بيروت”، علَّق النائبُ في “كتلة الوفاء للمقاومة أمين شري”، بالقول: إن “منهجية العدوّ الإسرائيلي هي القتلُ ومنهجية المقاومة هي القتال”، مؤكّـدًا أن “مواجهةَ العدوّ الإسرائيلي تتم عبر مسارين:- الأول هو المقاومة، والثاني هو المسار السياسي في التفاوض”.
في سياق سلسلة “عمليات خيبر” نفذت المقاومة الإسلامية؛ خلال الـ72 الساعة الماضية، 80 عملية نوعية، توزعت بين عمليات التصدي لمحاولات تقدّم العدوّ الصهيوني عند الحدود اللبنانية الفلسطينية والتصدي لمسيّرات وطائرات العدوّ الحربية، واستهداف مواقعه وقواعد وانتشاره ومستوطناته في شمال وعمق فلسطين المحتلّة.
في المقابل، قال جيش العدوّ الإسرائيلي، الثلاثاء: “نفذنا 20 غارة في الضاحية الجنوبية لبيروت”، واعتبر مراقبون أن هذه الإغارة في توقيتها قبل وقف إطلاق النار، محاولة إسرائيلية للقول إن “تل أبيب” لا ترضخ للمعادلة؛ أي “بيروت يقابلها تل أبيب”، وعليه، قد تكون الطلقة الأخيرة من لبنان وفقًا للمعادلة التي أعلنها “الشيخ نعيم قاسم”، في “تل أبيب”.
وفي الإطار؛ أكّـدت وسائل إعلام إسرائيلية، أنهُ “من المتوقع أن يكون هناك إعلان أمريكي فرنسي مشترك بالتوصل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار، عند العاشرة مساء الثلاثاء”، بعد مصادقة “الكابينيت” على الاتّفاق، ولفتت إلى أن “الإعلان عن وقف إطلاق النار يتوقع دخوله حيز التنفيذ فجر الأربعاء بين الساعة (04:00 والساعة 06:00)”.
وبحسب مراقبين، تشيرُ هذه التطوراتُ في معركة “أولي البأس”، إلى احتمالات عدة خلال الأسبوعين القادمين، منها بقاءُ الوضع الحالي على ما هو عليه، مع احتفاظ كُـلِّ طرف بمواقعه وتبادل نيران متقطع، وخَاصَّة إعادة انتشار القوات الصهيونية وقطع تماسها مع المقاومة؛ إذ يرجِّحُ هذا السيناريو إذَا فشلت جهودُ الوساطة أَو لم يتوصل الطرفان إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار.
مصادرُ إعلامية أشَارَت إلى أن العدوّ قد يلجأ إلى تصعيدٍ محدود؛ بهَدفِ استعادة بعض هيبته وردع المقاومة، من خلال قصف محدّد لبعض المواقع أَو محاولة تقدم محدودة في بعض المحاور، لكن يبدو أن هذا السيناريو أقلُّ احتمالًا؛ نظرًا للخسائر التي تكبدها العدوّ وصعوبة تحقيق أية مكاسب على الأرض.
بدورها؛ لفتت مراكز بحثية إلى أن سيناريو وقف إطلاق النار، يبقى هو الأرجح على المدى المتوسط، خَاصَّة مع ضغوط الوسطاء الدوليين ورغبة الطرفين في تجنب حرب واسعة النطاق، وقد يسبق وقف إطلاق النار جولة جديدة من التصعيد المحدود من قبل العدوّ؛ بهَدفِ تحسين موقفه التفاوضي.
وفيما تواصلُ المقاومةُ الضغطَ على القوات الصهيونية من خلال العمليات النوعية والكمائن واستهداف الدروع وتجمعات القوات؛ بهَدفِ رفع كلفة بقاء العدوّ في الأراضي اللبنانية ودفعه إلى الانسحاب، من خلال الاعتماد بشكلٍ متزايد على المسيرات والمحلقات الانقضاضية؛ نظرًا لفعاليتها في استهداف الدروع والتجمعات وتجاوز التحصينات المعادية.
يؤكّـد خبراءُ عسكريون أن المقاومةَ ستبقى على أهبة الاستعداد لأي تصعيد من قبل العدوّ، مع القدرة على توجيه ضربات مؤلمة لأهداف استراتيجية في العمق الإسرائيلي إذَا تطلب الأمر، كما أنها ستواصلُ حربَها النفسية من خلال إبراز خسائر العدوّ وتصوير صمودها وقدرتها على مواجهة العدوان.
وأشَارَ الخبراء إلى أن هناك عدةَ عواملَ مؤثرة، على استمرار التصعيد على الجبهة اللبنانية من عدمه، تتعلق بنجاح جهود الوساطة الدولية التي سيكون عاملًا حاسمًا في تحديد مسار الأحداث على الأقل خلال الأسبوعين القادمين؛ إذ إن الموقف الأمريكي سيؤثر بشكلٍ كبير على قرارات العدوّ وإمْكَانية التوصل إلى وقف إطلاق النار.
كما أن الوضعَ الداخليَّ المتردِّي في كيان الاحتلال قد يؤثِّرُ على قرارات الحكومة ورغبتها في مواصلة العمليات العسكرية؛ فالخسائر التي تكبدها العدوّ، وصعوبة تحقيق أهدافه، والضغط الدولي، كلها عواملُ تدفعُه نحو البحث عن مخرج من المأزِق الحالي، وبالتالي قد يلجأ إلى انسحاب تدريجي مع محاولة الحفاظ على ماء الوجه من خلال الترويج لرواية “إعادة انتشار تكتيكية”.
ولا يستبعدُ مراقبون أن العدوّ وفي محاولة لرفع الروح المعنوية لقواته وردع المقاومة، قد يلجأ إلى تصعيدٍ محدودٍ من خلال قصف مدفعي أَو جوي مركَّز على بعض المواقع، أَو محاولة تنفيذ عمليات خَاصَّة محدودة، لكن يبقى هذا الخيار محفوفًا بالمخاطر، حَيثُ إن أي تصعيد قد يؤدي إلى رد قوي من المقاومة يُفاقم خسائرَ العدوّ من جديد.