“إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت” قالها نصر الله
أنهار السراجي
في أحد خطاباته قال نصر الله: “إن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت” وهي عبارة حملت معنى لواقع “إسرائيل”.
هي هشة لا تملك الجرأة للمواجهة في الميدان ولا تقاتل إلا من وراء جُدُرٍ، بل تعتمد في مواجهاتها قتل الأبرياء من الأطفال والنساء.
فعندما قالها السيد القائد شهيد الأُمَّــة الإسلامية حسن نصر الله، دعا إلى عدم الرهبة من الفاعل الإسرائيلي بل الإيمان بالقوة العربية والتضامن.
كيف صَوَّرَها نصرُ الله؟
صَوَّرَها بأنها واهنة بقوتها العسكرية والتكنولوجية التي تتمتع “إسرائيل” بها ليست ضامنة لبقائها على المدى الطويل، واعتبر نصر الله أن العوامل التي تؤدي إلى تفكيك “إسرائيل” تشمل الوحدة العربية، الدعم الخارجي لفلسطين، المقاومة المُستمرّة للاحتلال.
فقد أبرزت هذه المقولة نقاط الضعف للعدو والتركيز على العوامل التي قد تؤدي إلى تفكيك الكيان الإسرائيلي، وعززت هذه المقولة الروح المقاوِمة لدى بعض الشعوب العربية على اتِّخاذ مواقفَ أكثر صرامة تجاه “إسرائيل”.
وها نحن اليوم نشهد ذلك حينما قرّر الجيش الإسرائيلي المواجهة البرية نحو لبنان حين زعم ضرورة تأمين الوضع الأمني في لبنان بعد اغتيال نصر الله.
فهناك واجه رجالًا أيديهم من فولاذ صُلب وجعل حزب الله الكلمة بيد الميدان.
كبّدوا “إسرائيل” الخسائر وتحدثت المقاومة بلغة الصواريخ والمسيّرات لتصل إلى غرفة نوم نتنياهو، وخلال شهرين كانت الحصيلة للعدو من الخسائر كبيرة 1666عملية منها 150 عملية نوعية، 159 دبابة ميركافا، 11 جرافة عسكرية وآلة همر ومدرعتان وناقلة جند، 130 قتيلاً وأكثر من 1200 جريح، ناهيك عما تكتم به العدوّ.
إن المقاومة ببسالتها وبشجاعتها بثت حالة الرعب بين أوساط الجيش الإسرائيلي وأُصيب الكثير منهم بحالات نفسية تحدث عنه طبيب إسرائيلي.
فسقطَ سقف الأهداف الصهيونية تباعًا حتى أعلنت إيقاف إطلاق النار؛ لتضمّد جراحها وواقعها الكئيب والمؤلم والمتعقد مع أبطال المقاومة.
هذا يدعو الأُمَّــة الإسلامية ومنها المطبِّعة أن تصحوَ من سباتها العميق.
“إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت” ليست مُجَـرّد عبارة نظرية، بل تعكس رؤية استراتيجية ترى أن “إسرائيل” ليست بتلك القوة التي يُعتقد بها، وأن معارضيها عليهم الإيمان بقدرتهم على الصمود والمقاومة، هذه المقولة تدل على عزم مُستمرّ من الجانب العربي للتمسك بحقوقهم ومطالبهم، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجههم.