“الجهاد” الأمريكي “المقدَّس”: سيمفونية الدمار والخداع
غيداء شمسان
“الجهاد الأمريكي المقدس” كلماتٌ تُطلق كالصاروخ محملة بعبء من المعاني المرة، تشير إلى سيناريو مرعب يتكرّر مرة أُخرى، حَيثُ تستخدم أقدس المصطلحات لتغطية أبشع الأفعال فما معنى هذا “الجهاد المقدس” بدأ في حلب، مدينة عانت من الدمار والخراب لسنوات طويلة، حَيثُ يستخدم اسم “الجهاد” لتبرير عمليات قتل وتدمير تنفذها جماعات متطرفة، تدّعي التقوى وترتدي لباس الدين، ولكنها في الواقع أدوات في أيدي قوى أُخرى، تحَرّكها خيوط المصالح السياسية؛ فهؤلاء “التكفيريون” ليسوا سوى دمى تدار من المخطّطين، مستجيبين لدعوة “أمريكية” غامضة، تشبه هؤلاء المخطّطين بقادة يديرون اللعبة من خلف الكواليس.
وقنوات الدجل، تشبه أوركسترا الخداع، تعزف لحن الكذب والشائعات، تزين الأخبار الكاذبة بزينة براقة، تشوّه الحقائق، وتثبت قواعد الفتن بفتاوى “مشايخ الصهاينة”، متحالفين مع أعدائهم.
فهذه الفتاوى، المزيفة بطبيعتها، هي سلاح فتاك، يستخدم لتبرير أفعال القتل والإرهاب، ولتحويل المقدسات إلى أدوات في أيدي المتسلطين.
وتطل علينا أحداث الشرق الأوسط كصورة مرعبة، معقدة، ملتفة بخيوط المؤامرات والأهداف الخفية ففي وسط هذا الضباب، تبرز أهداف العدوّ الإسرائيليّ والأمريكي، التي تحاك بدقة، وتنفذ بواسطة أدوات تسمى “دواعش التكفيريين” فهم، في هذه الاستراتيجية المرعبة، ليسوا سوى أدوات لتحقيق أهداف أوسع نطاقاً، أهداف تهدّد السلام والاستقرار في المنطقة كلها.
إنها سيمفونية مرعبة من الدمار والخداع، تعرض صورة قائمة على التضليل والتلاعب بالأرواح والعقول.
فالهدف هنا ليس مُجَـرّد إثارة الفتنة، بل هو إضعاف قوى المقاومة في المنطقة، وتدمير بنيتها، وإبعادها وانشغالها عن القضية الأم فلسطين.
ولكن الخطة لم تسر كما خطط لها الصهاينة فالمقاومة العراقية، بصلابتها وعزيمتها، تشكل سدًّا منيعًا في وجه هذه المؤامرة الكبرى فهي تدرك خطورة المؤامرة، وتدرك أن إضعافَ العراق سيؤدي إلى إضعاف مقاومتها في كافة المنطقة، ولهذا فَــإنَّها تُقاوم بشراسة وحكمة، مستخدمة كافة أشكال المقاومة، من العسكرية إلى الفكرية والثقافية.
فهذا “الجهادُ الأمريكي المُقدّس” ليس سوى خدعة محكمة، تستخدم لتدمير الأوطان وإِشاعة الفوضى، لكن هذه العملية ليست مُجَـرّد أحداث عشوائية، بل هي جزء من استراتيجية محكمة، تديرها قوى عظمى، تخفي أهدافها وراء ستارٍ من الكذب والتضليل، فالتكفيريون، بإرهابهم وبشاعتهم، ليسوا سوى أدوات تستخدم لتحقيق أهداف على أوسع نطاق فهم ينفذون جهادهم استجابة لِدَعوةٍ أمريكيةٍ خفيّةٍ مستغلة أقدسَ المعتقدات لتَحقيق أهداف دنيئة، منذرة بعواقب خطيرة على مستقبل البشرية.
نختتم هذه السيمفونية المرعبة للدمار والخداع، بوعد صامد بانتصار الحقيقة فخدعة “الجهاد الأمريكي المقدس” مهما تحاكت بدقة، ستفشل في وجه إرادَة الشعوب الصامدة، التي تدرك مؤامرات القوى العظمى، وتقاوم بشجاعة وحكمة، سيظل نور الحقيقة يشرق رغم ظلام الخداع، وسينتصر الصمود على الدمار، والأمل على اليأس، فالمستقبل ليس مكتوباً بحبر الكذب، بل بدماء الشهداء وصمود الأحياء وسيكتب تاريخ هذه الأُمَّــة بحروف من نور، حروفًا تشع بانتصار الحقيقة والعدالة.