خبراء ومحللون عسكريون لـ “المسيرة”: العمليات اليمنية العراقية المشتركة تدحضُ الروايةَ الصهيونية عن تراجع جبهات الإسناد لغزة
المسيرة: محمد ناصر حتروش
تصعّد القواتُ المسلحة اليمنية، من عملياتها ضد كيان العدوّ في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، لتضربَ بالاشتراك مع المقاومة العراقية هدفًا حيويًّا شمالي فلسطين المحتلّة لأول مرة.
وخلال الأيّام الماضية، استهدف الجيش اليمني عمق كيان العدوّ بالصواريخ الفرط صوتية، إضافة إلى استهداف المدمّـرات الأمريكية في البحر الأحمر، في تصاعد مرتفع، تأكيدًا على مصداقية القيادة الثورية في عدم التخلي عن مساندة غزة أَو التخاذل عنها.
وتأتي هذه العملياتُ لتزيد من الضغط على العدوّ الصهيوني، وتؤثّر عليه سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، إضافة إلى أنها ترفعُ من حالة القلق النفسي لدى المستوطنين الذين يتوجسون خوفًا من الاستهداف، ويلقون باللوم على حكومة الكيان؛ لعجزها عن حماية المستوطنين وتأمينها.
وعلى الرغم من استخدامِ العدوّ الصهيوني لسياسة التضليل الإعلامي، مدعيًا نجاح منظوماته الدفاعية الغربية في التصدي للصواريخ والطائرات المسيّرة الانقضاضية التي تطلقها جبهات الإسناد، إلا أن دويَّ صفارات الإنذار، وكاميرات المستوطنين تقول خلافَ ذلك.
مضاعفة حجم التهديدات على الكيان:
ووفق الخبراء العسكريين فَــإنَّ قيامَ القوات المسلحة اليمنية بتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة مع المقاومة العراقية ضد العدوّ الصهيوني يسهمُ في إرباك وتشتيت العدوّ، وبالتالي إصابة أهدافها بدقة عالية وبنجاح متميز.
ويؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان، أن “تكرارَ البيانات العسكرية الخَاصَّة باستهداف العدوّ الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين يثبت أن هناك وتيرةً تصاعديةً عالية في العمليات العسكرية ضد العدوّ الصهيوني نصرة لغزة”.
ويوضح أن “استمرار هذه العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق يأتي في سياق الضغط على العدوّ الصهيوني لإرغامه على وقف العدوان على غزة ورفع الحصار”.
ويرى العميد شمسان أن “تواصل وتصاعد العمليات العسكرية ضد العدوّ الصهيوني يسهم في إرباك العدوّ والضغط عليه عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا؛ الأمر الذي يؤثر على الكيان الصهيوني في أدائه في الميدان”، مُشيرًا إلى أن تصاعد العمليات المشتركة بين المقاومة العراقية والقوات المسلحة اليمنية سيسهم في مضاعفة حجم التهديدات على الكيان الصهيوني، وتشتيت منظوماته الدفاعية سيضاعف من حجم التهديدات على العدوّ، مؤكّـدًا أن العمليات العسكرية المشتركة تكون نسبة نجاحها كبيرةً جِـدًّا؛ لقدرتها على تغطية مساحة واسعة، وإرباك منظومات الدفاع الصهيونية بمختلف أنواعها “حيتس -ومقلاع داوود -أَو القبة الحديدية”.
ويعتبر شمسان أن تنفيذَ العمليات العسكرية المشتركة من العمليات المعقدة والصعبة يحتاجُ إلى تنسيقٍ عالٍ، وعمل استخباراتي دقيق، ومع ذلك أثبتت العمليات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة العراقية المرونة العالية والتوفيقَ الاستخباراتي الكبير للقوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية العراقية.
ويذكر شمسان أن هذه العملياتِ العسكرية الثلاث تأتي بعد يومين من تنفيذ عمليتين عسكريتين إحداهما في عمق الكيان الصهيوني المعروف في مدينة يافا المحتلّة والأُخرى ضد مدمّـرة أمريكية وثلاث سفن إمدَاد؛ الأمر الذي يثبت رفع وتيرة العمليات العسكرية اليمنية ضمن مرحلة التصعيد الخامسة والتي تأتي ردًا على استمرار التصعيد الصهيوني في قطاع غزة.
ويرى شمسان أن تكرارَ وتواصل العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة تحملُ رسائلَ ودلالات وأبعاداً كبرى للعدو الصهيوني والأمريكي، أبرزُها أن العدوَّ الأمريكي وصل إلى نتيجة واضحة وجلية هي أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك مخزونًا استراتيجيًّا هائلًا من الأسلحة النوعية التي تستطيع من خلالها أن تغطي مسرح العمليات سواء في الجانب البحري من البحر الأحمر شمالًا أَو خليج عدن، وُصُـولًا إلى شرق البحر العربي وإلى المحيط الهندي.
ويجدد شمسان التأكيد بأن تنفيذ العمليات العسكرية المشتركة يثبت تطوُّرَ قدرات الجيش اليمني وقدرته الفائقة في الجانب المهني الاحترافي التنفيذي لمثل هذه العمليات وأن لديه مخزوناً استراتيجياً وإرادَة صُلبة في الاستمرار والمواصلة حتى تحقيق الهدف.
ومع تصاعُدِ وتيرة العمليات العسكرية اليمنية ووصولها إلى مختلف المستوطنات الصهيونية فَــإنَّ القوات المسلحة اليمنية ماضية في التصعيد النوعي للعمليات العسكرية ضد العدوّ الصهيوني والتي ستستمر حتى وقف العدوان الصهيوني على غزة ورفع الحصار.
اليمن يملِكُ بنكَ أهداف حساسة:
وعلى صعيد متصل يرى الخبير في الشؤون العسكرية اللواء خالد غراب، أن إعلان القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة مع المقاومة العراقية ضد العدوّ الصهيوني أنموذج عملي لثبات وتماسك وصلابة الساحات المساندة لغزة.
ويوضح في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن جبهات الإسناد في ثبات قوي وتماسك أكبر من أي وقت مضى، منوِّهًا إلى أن تنفيذ العمليات العسكرية داخل عمق الكيان الصهيوني يجعل العدوّ الصهيوني يراجع حساباته العدائية تجاه قطاع غزة، وأنه لا يمكن له التفرد بغزة، فجبهات الإسناد مُستمرّة ومتواصلة ولن تتوقف حتى وقف العدوان في قطاع غزة.
ويبين أن تنفيذ العمليات العسكرية المشتركة الثلاث والتي تأتي بعد سويعات من قيام القوات المسلحة اليمنية بتنفيذ عمليتين نوعيتين ضد العدوّ الصهيوني وضد حليفه الاستراتيجي أمريكا تسهم في دحض الدعاية الصهيونية عن تراجع جبهات الإسناد.
ويلفت إلى أن العمليات اليمنية المُستمرّة ضد العدوّ الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين تحدٍّ واضحٌ للأعداء وتأكيد على ثباتنا في الموقف المناصر لغزة.
وعلى الرغم من فعاليات العمليات العسكرية اليمنية وأثرها البالغ على الكيان الصهيوني اقتصاديًّا وعسكريًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا والتي وصل أثرها إلى إغلاق ميناء “إيلات” تمامًا إلا أن الجيش اليمني وقيادته السياسية والثورية الحكيمة لا يزالون يحاولون بذل ما في وسعهم لإيلام العدوّ بشكل أكبر بحسب ما يؤكّـده غراب.
ويشير غراب إلى أن الجيش اليمني بات يمتلك تكنولوجيا متطورة تؤهله للوصول إلى أية بقعة جغرافية في دولة الكيان الصهيوني المؤقت، مبينًا مدى التفوق التكنولوجي والاستخباراتي للجيش اليمني والذي تجسد عمليًّا من خلال الوصول لمختلف المستوطنات الصهيونية وضربه لأهداف حسَّاسة وحيوية.
ويلفت غراب إلى أن القوات المسلحة اليمنية تخوض معركة المواجهة مع الكيان الصهيوني وفق خطط مدروسة واستراتيجية نوعية تلائم التحديات الراهنة، مؤكّـدًا أن هناك مخزوناً هائلاً ومفاجآت كبرى سترعب العدوّ وتصيبه في مقتل.
ويؤكّـد أن “لدى القوات المسلحة معلوماتٍ استخباراتيةً دقيقة وبنكَ أهدافٍ واسعًا للأهداف الحيوية والحساسة داخل عمق الكيان الصهيوني”.