ملف الحقائق يخمد الحرائق
جهاد العوامي
على مشارف نهاية العام ولدت بصيرة ديسمبرية أيقظت شعبًا غطّ لسنوات في سبات الضلال العميق.
ثلاثة وثلاثون عاماً عاش الشعب اليمني في جُبّ الظلام والتيه مغشى على بصيرته، يرى الظلم نجاة كما صوره النظام الذي عمِل على تطويع الشعب فكريًّا لفترات طويلة حتى أصبح أبناء الشعب يتمنون كسرة الخبز التي تُلقى أمامهم، بينما يسرب النظام ثروات البلاد لأربابهم من اليهود والنصارى وأذيالهم الخليجية.
نهبوا البلد بشكل هائل حتى صُنفت اليمن ضمن أفقر وأضعف الدول في العالم، والحال أن اليمن تمتلك ما منحها الله تعالى من الثروات ما يجعلها قوة اقتصادية تنافس الدول الكبرى لو أنه تم استغلالها لصالح الشعب والبلد نفسه.
ولم يكتف النظام بالنهب المادي فقط بل توجّـه عملهم على تسميم أبناء الشعب بالثقافات المغلوطة سواء على الطابع الديني والأخلاقي أَو الاقتصادي، وبذلك يكون الأعداء قد وفروا على أنفسهم مشقة النزاع مع الشعب لانتهاك حقوقه، بل وَيسلمها الشعب وهو بكامل رضاه وقد يكون متمنياً لمستشفى يُبنى أَو مدرسة تُشيد والتي كان الغرض منها إلهائه لا أكثر.
وحين استفاق الشعب وأدرك خطورة الوضع الذي يعيشه ونهض رافعًا سبابة الرفض لجأ النظام إلى القمع العنيف علنًا، وهنا تجلّت الحقيقة وأزيح ستار القناع ليعلم الجميع ما كانت تخفيه نوايا النظام “جرّ الشعب إلى الاستعباد الصهيوني”.
ولم يكن من شعب الإيمان والحكمة إلا أن رفض الظلم وقام ثائرًا فأخمد شعلة الفتنة في الرابع من ديسمبر، وبهذا يكون قد حظي بتأييد الله ونصره، وما كشفته ملفات علي صالح وما كان يخفيه أكبر دليل على ذلك، وفي هذه الذكرى بخٍ لشعبٍ وقف بتأييد الله فبات لا يُقهر.