سوريا واليمن: لا مقارنة بين واقعَينِ مختلفين
رضوان دبأ
في الآونة الأخيرة، ظهرت محاولات من بعض الأوساط الإعلامية المرتبطة بمصالح خارجية، تحاول مقارنة الوضع في اليمن بما حدث في سوريا، وتروج لفكرة أن ما جرى في دمشق قد يُستنسخ في صنعاء.
ولكن الحقيقة أن هذه المقارنات ليست إلا محاولات فاشلة لتضليل الرأي العام، فالوضع في سوريا يختلف تمامًا عن الواقع في اليمن، ولن يكون هناك أي توازي بينهما.
من المؤكّـد أن المرتزِقة الذين يروجون لهذه الأفكار عبر أبواق إعلامية في دول مثل تركيا والقاهرة والرياض يسعون لتحقيق أهداف معينة، ربما تكون بعيدة عن مصلحة الشعبين في سوريا واليمن.
إلا أن محاولاتهم لن تجد أي صدى في الواقع اليمني. فعلى عكس ما يروج له الإعلام المعادي، في اليمن الحكومة التي تحكم من صنعاء ليست حكومة ضعيفة أَو منبوذة، بل هي حكومة شرعية وقوية، حظيت بتأييد واسع في معظم المناطق المحرّرة.
إنها تمثل الشعب اليمني في مواجهة المعتدين، وتتبنى قضايا الحق والعدالة، بينما يعاني من قسوة العدوان الذي تقوده السعوديّة والتحالف الدولي.
اليمن ليس سوريا، والشعب اليمني ليس كما الشعب السوري الذي تلاعبت به القوى الخارجية في صراعات مريرة.
فحكومة صنعاء، التي تحظى بشعبيّة كبيرة، تتمتع بثقة حاضنة شعبيّة لا يمكن أن يهزها الإعلام المضلل، فالشعب اليمني اليوم أكثر وعيًا من أي وقت مضى، وهو يدرك تمامًا من يقف إلى جانبه ومن يسعى لإيذائه.
منذ بداية العدوان على اليمن، أثبتت الحكومة والشعب معًا قوتهم في التصدي للتحديات الكبيرة التي فرضها التحالف السعوديّ الغاشم.
فقد قدمت قوات الجيش واللجان الشعبيّة تضحيات هائلة في مواجهة الهجوم على الأرض، وواصلت معركة الصمود في البر والبحر، مسجلة انتصارات ضد التحالف العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا.
هذه النجاحات العسكرية لا تعد إلا جزءًا من عزم الشعب اليمني في الدفاع عن حقه في الحرية والكرامة.
أما بالنسبة للمرتزِقة الذين يروجون لفكرة معركة مفصلية ضد حكومة صنعاء كما حدث في سوريا، فَــإنَّهم لا يدركون أن الوضع في اليمن لا يسمح بتمرير مثل هذه الأوهام، ففي حين كانت الحرب في سوريا مسرحًا للتدخلات الأجنبية والاختراقات الدولية، فَــإنَّ اليمن ظل صامدًا في وجه كُـلّ تلك التحديات.
وها هو الشعب اليمني يواصل تلاحمه مع قيادته في صنعاء، رافضًا كُـلّ المحاولات التي تحاول النيل من استقلاله الوطني.
إن محاولات المرتزِقة هذه لا تعدو كونَها محاولات يائسة، فهم يسعون لتحقيق مكاسب مالية على حساب القيم والمبادئ الوطنية، ويعتبرون الحرب وسيلة لتصفية حساباتهم الشخصية.
لكن الشعب اليمني، الذي واجه العدوان السعوديّ والتحالف الغربي، لن ينخدع بهذه الشعارات الكاذبة التي تسعى الدول الطامعة لزرعها.
اليمن اليوم أكثر قوة من أي وقت مضى، وحكومة صنعاء على استعداد تام للتعامل مع أي سيناريو قد يطرأ، فمن واجه أمريكا وبريطانيا في البحر والبر، لن يخشى من مواجهة جماعات لا هدف لها سوى تحقيق مصالح ضيقة على حساب وطنية شعبه ودينه.