استغلال الفوضى أم اتّفاق كبير.. عدوان “إسرائيلي” متواصل على سوريا في ظل سكوت نظامها الجديد
المسيرة | متابعة خَاصَّة
في الوقت الذي أبدت الفصائل المسلحة المسيطرة على سوريا صمتها التام حيال التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية وهدم البنية التحتية الدفاعية بشكلٍ كامل تقريبًا، أبدت وسائل إعلام عبرية استغرابها من هذا الصمت.
في التفاصيل؛ أبدت العديد من الدول والأحزاب العربية والقوى السياسية تنديدها بالأفعال الصهيونية التي تهدّد الأمن الإقليمي مستغلةً حالة الضبابية التي تسيطر على المشهد بعد سقوط نظام بشار الأسد، مؤكّـدة أن التوغل بالأراضي السورية يخالف قرارات الأمم المتحدة ويهدم كُـلّ الجهود لتحقيق التهدئة والاستقرار.
وشنّت طائرات العدوّ الإسرائيلي منتصف ليل الجمعة– فجر السبت، عدوانًا استهدف “مركز البحوث العلمية ومعامل الدفاع في منطقة السفيرة في ريف حلب الجنوبي شمالي سوريا”.
كما شنّت طائرات العدوّ للمرة الثانية غارات على كتيبة الرادار في “الرحيبة” في “ريف دمشق”، واستهدفت غارات الاحتلال أَيْـضًا محيط العاصمة “دمشق وريف مدينة السويداء، ومركز البحوث ومعامل الدفاع في مصياف بريف حماة”.
وفي وقت سابق من مساء الجمعة، “استهدفت الغارات الصهيونية مقارَّ ومستودعاتٍ تابعةً للجيش السوري، في أرياف اللاذقية وطرطوس، ومناطق متعددة، بينها مصياف ومحيط دمشق وجبال القلمون”.
وفيما السؤال الذي طرأ في الوقت الحالي؛ هل باتت دول الجوار تشعر بالخطر المحدق القادم من سيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة على المشهد السوري؟ وماذا يخفي الصمت التام لجماعة تحرير الشام حيال هذه الاعتداءات الصهيونية؟
بدأ السبت، “أحمد الشرع”، المكنى بـ “أبي محمد الجولاني”، وزعيم هيئة تحرير الشام، المتصدر للمشهد السوري، ومعين حكومة الإنقاذ فيه، بتوجيه الرسائل للخارج، وقال لإيران: “ليست لدينا عداوات مع مجتمعكم”، ولروسيا قال: “أعطيناكم فرصة لإعادة النظر في علاقتكم مع الشعب السوري”؛ أي إنه سيحفظ مصالحها.
وعن “إسرائيل” التي تحتل أرضًا من سوريا وتتوسع في ذلك، وتضرب المقدرات العسكرية السورية وأمور أُخرى، فيقول “الجولاني”: “لسنا بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل”.
وبحسب مراقبين، فَــإنَّ “الجولاني” يحاول أن يرسم سياسة خارجية قائمة على “التوازن”، لكن في موضوع “إسرائيل” فتسليم بأمر واقع، ولا يبدو أن لديهم خططًا للتعامل مع المستجد الحاصل، بل تسليم بـ”وجود إسرائيل”، أي أنهُ يمارس نفس النهج التركي في المنطقة.