سوريا: قصفٌ وتدميرٌ وتوغل إضافي.. وحاخامات صهاينة يؤدّون طقوسًا تلمودية على الأرض السورية
المسيرة | متابعات
يواصلُ جيشُ العدوّ الإسرائيلي قضمَه واحتلالَه للأراضي السورية، حَيثُ اتجه رتلٌ جديدٌ من مدرعاته وعرباته إلى منطقة “التلول الحمر”، شمالي “القنيطرة”، وسط صمتِ القيادة السورية المؤقتة والنأي بنفسِها عما يجري.
وفي تفاصيل المشهد السوري، أفادت مصادرُ ميدانية، الأحد، بأنّ المسيّراتِ الإسرائيليةَ حلَّقت على علوٍّ منخفض في منطقة حوض “اليرموك في ريف درعا الغربي”، مشيرةً إلى أنّ هذه المسيراتِ توجّـه نداءً إلى وجهاء “قرية كويا” للقاء “الجيش الإسرائيلي والوصول إلى تفاهمات”.
وأكّـدت المصادر أنّ الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتوغلٍ جديد في “ريف درعا الغربي” من خلال احتلال “قرية كويا”، وفي إثر ذلك، عُقد اجتماع بين ثلاثة ممثلين عن “قرية كويا في محافظة درعا”، بينهم مختار القرية، مع جيش الاحتلال.
وطلب الاحتلال إنهاء جميع المظاهر المسلحة في القرية وتسليم الأسلحة، وذلك على غرار ما حدث في بلدات ضمن منطقة “حوض اليرموك ومحافظة القنيطرة”، في غضون ذلك، قام حاخامات صهاينة بتأدية طقوسٍ تلمودية بالقُرب من قاعدة “جبل الشيخ” في سوريا.
بدورها؛ قالت وسائلُ إعلام العدو: إن “الجيش الإسرائيلي يعمل بين سبع قرى في الجولان السوري بعضها خارج القنيطرة”، وأن “سلاح الجو دمّـر مستودعات صواريخ وراجمات حديثة قرب القسطل في منطقة القلمون في ريف دمشق”.
في الأثناء؛ نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي فجر الأحد، 61 غارة جوية خلال ساعات قليلة استهدفت قدرات الجيش العسكرية في مناطقَ متفرقة من سوريا، وسطَ أنباءٍ عن توغل القوات الإسرائيلية حتى 15 كلم عن الطريق الدولية بين دمشق وبيروت.
ولفت مراقبون، إلى أن كيان الاحتلال، مع غياب الرد والردع، زاد من وتيرة عدوانه على الأراضي السورية جوًّا، بالتوازي مع مواصلة جيشه التوغل برا جنوبي البلاد باتّجاه العاصمة دمشق.
وأكّـدوا أن طيران الاحتلال شن في غضون ساعات عشرات الضربات الجوية مستهدفًا 20 موقعًا لفرع المخابرات الجوية ومستودعات كبيرة للصواريخ، منها الباليستية (صواريخ اسكود)، ومستودعات ذخيرة، وقذائف هاون، وغيرها من العتاد العسكري داخل الجبال.
كما استهدفت الغاراتُ مستودعاتِ أسلحة في “منطقة القلمون قرب العاصمة دمشق، ومطارًا عسكريًّا في السويداء، ومختبرات للبحوث والدفاع في مصياف في درعا جنوبي سوريا، وقاعدة صواريخ في جبل قاسيون في دمشق”.
الهجماتُ الإسرائيليةُ ضد الأراضي السورية وصلت إلى 546 غارةً طالت 13 محافظة سورية منذ سيطرة هيئة تحرير الشام (هتش) على البلاد، في حين تحدث إعلام الاحتلال عن “إلقاء 1800 قنبلة من قبل تل أبيب على أكثر من 500 هدف في سوريا خلال ساعات معدودة، وأنها دمّـرت الآن نحو 80 % من القدرات العسكرية السورية”.
ومع استمرار التوغل البرِّي، أصدر وزيرُ الحرب الصهيوني “يسرائيل كاتس” أوامرَ لجيشه بـ “الاستعداد للبقاء” طوال فصل الشتاء في المنطقة العازلة في هضبة الجولان الاستراتيجية المحتلّة.
وأمام كُـلّ هذا التصعيد الإسرائيلي من قضم الأراضي السورية إلى تدمير البنية التحتية العسكرية للبلاد، نأت الحكومة الجديدة المؤقَّتة، التي تسيطر على البلاد، بنفسها عن التصدي لهذا التصعيد، حَيثُ اعتبر قائد العمليات “الجولاني” أن “الوضع في سوريا لا يسمح بالدخول في أية صراعات جديدة، وخَاصَّة إسرائيل”.
وفي أول موقف للحكومة المؤقتة في سوريا من الانتهاكات الإسرائيلية، نقلت وكالات الأنباء، دعوة الحكومة مجلس الأمن الدولي إلى اتِّخاذ إجراءات لإجبار “إسرائيل” على الوقف الفوري لهجماتها، والانسحاب من مناطق توغلت فيها.
وعمدت قواتُ الاحتلال إلى التوغل في الأراضي السورية والسيطرة على الجزء السوري من “جبل الشيخ”، ودخلت بعض القرى في “ريف القنيطرة وريف درعا”، وقامت بعمليات تفتيش وطلبت من الأهالي إخلاء قراهم، وذلك بالتزامن مع إعلان رئيس حكومة الاحتلال “نتنياهو” إلغاء اتّفاق فك الاشتباك الموقّع مع سوريا بعد حرب أُكتوبر 1973م.