“إسرائيل” تقرُّ بفشلها الاستخباراتي في اليمن
عبدالخالق القاسمي
تحتدم المعركة بين اليمن من جهة وأمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” من جهة أُخرى، وحيث تظهر اليمن تقدما استخباراتيًّا من خلال العمليات الاستباقية ضد حاملات الطائرات الأمريكية التي تنوي الهجوم على اليمن، تقر “إسرائيل” في المقابل بالفشل الاستخباراتي.
وللحصول على المعلومة الاستخباراتية عن المواقع والأهداف على الأرض تحتاج إلى جواسيس، وفي اليمن كان التحالف السعوديّ يجد صعوبة في تجنيد ضعاف النفوس مع أن الدعاية الإعلامية تصور الحرب عربية فارسية أَو حرب داخلية وفتنة بين المسلمين، فالخيانة في قاموس اليمني فضلا عن كونها جرما تعد طعنا في شرف الإنسان.
فكيف للأمريكي أَو الإسرائيلي أن يجند اليوم جواسيس في المحافظات الحرة وقد ارتكبوا ما ارتكبوا من جرائم بحق المسلمين في غزة..؟
وإن لم يكن الوازع الديني فالعربي والإنساني، والرجل اليمني يعرف دينه والإيمان يمان، وتثور حفيظته على كُـلّ حدث مؤلم في أي بلد عربي، ويضحي بالنفس كرما لأي إنسان محتاج أيًّا كان جنسه ومعتقده..
فكيف له الخيانة وكل الاعتبارات تدفعه لنصرة غزة أَسَاسًا.
وهذا يعني أن عامل الجاسوس على الأرض خيار صعب وبحث عن إبرة في كومة قش بالنسبة للصهاينة، ولكن إن حصل فاليد الأمنية ضاربة في صنعاء والمحافظات الحرة، ولرجال الأمن خبرة كافية في التعامل مع كُـلّ مريض، وهذا يعزز صعوبة التوصل للمعلومات بواسطة الجواسيس.
أما الخيار البديل وهو الرصد من خلال الأقمار الاصطناعية ففاشل هو الآخر نتيجة الجغرافيا المعقدة لليمن وتفوق صنعاء في مجال التمويه والدفاع السلبي.
والحال ذاته بالنسبة للطائرات المسيرة التي لا تستطيع التوصل إلى شيء في اليمن، بل يتم إسقاط أحدث الطائرات في هذا المجال مثل أم كيو ناين ريبر الأمريكية التي أصبحت صيدًا جذابًا للدفاعات الجوية اليمنية وبارت في الأسواق العالمية، فالهند تحدثت عن رغبتها في إلغاء صفقة شراء ثلاثين طائرة من هذا النوع بعد تمكّن اليمن من إسقاطها أكثر من مرة وفي أكثر من منطقة.
أما بالنسبة للتجسس على وسائل التواصل الاجتماعي فهذا أقل فاعلية من غيره عُمُـومًا وخُصُوصًا في اليمن؛ نظرًا للحرص البالغ من قبل المعنيين.
لهذا وبحسب معاريف العبرية أقر الجيش الإسرائيلي ومعه المؤسّسة الأمنية بأن محاربة اليمن معقدة لصعوبة جمع معلومات استخباراتية.
وبغض النظر عن توصلهم إلى المعلومة أَو الأهداف العسكرية، فلن يسقط عن العدوّ جرم استهداف الأعيان المدنية، ومهما بلغت التضحيات لن تتراجع اليمن عن إسناد غزة.
وتبقى الآية الكريمة إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم نصب أعين أبناء الشعب اليمني الذين طوعوا الغزاة والأعداء على مر التاريخ، وحيروا العقول بالإبداع والابتكار وحسن التصرف والتدبير.
فليست المشكلة الاستخباراتية العائق الوحيد أمام الصهاينة في مواجهة اليمن، فهم جربوا أشكال الحروب الناعمة والصلبة وفشلوا.. وسيفشلون.
وكما يقول شاعرنا:
حيثُ افتدى اليمنيُّ أُمّتَهُ
صارَ اسمُهُ للعزِّ مُصطَلَحا
لو أنّ (إسرائيل) منطقةٌ
بالقُربِ منهُ لما طَغَت مَرَحا
لاغتاظَ منها واستطارَ إلى
أسوارها واجتاحَ واكتَسَحا