تهجير وتجويع ونهب المساعدات.. وإعلام العدوّ يؤكّـد: مفاوضاتُ وقف الحرب “بعيدةٌ كُـلّ البعد عن التفاؤل”

المسيرة | متابعة خَاصَّة

بعد 445 يومًا، لا تتوقف آلة القتل والإجرام الصهيونية عن الفعل نفسه، متخطية كُـلّ الدعوات لوقف العدوان، والتوقف عن انتهاك كُـلّ الخطوط الحمراء التي تفرضها شريعة حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، من حصار وتجويع، إلى فعل الإبادة والتطهير العرقي والتهجير، إلى ضرب المستشفيات والمدارس، واللائحة تطول وتطول.

وفي آخر التطورات، إصدار جيش الاحتلال أوامر إخلاء إلى سكان منطقة “الشجاعية”، فارضًا عليهم الانتقال إلى غرب مدينة غزة، بينما كثّـف استهدافه لمستشفيات شمال القطاع، وبشكلٍ أَسَاسي مستشفى “العودة” و”كمال عدوان” شمالًا؛ إذ شمل القصفُ جميعَ أقسام المستشفى الأخير ومحيطه على مدار الساعة، وتناثرت الشظايا داخل ساحاته محدثة أصواتًا مرعبة وأضرارًا جسيمة، وقام بإحراق عشرات المنازل في محيطه.

تزامن ذلك مع إعلان مدير صحة غزة أن “الاحتلال الإسرائيلي يحاصر المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع بعشرات الآليات العسكرية”، مطالبًا بحماية الطواقم والمؤسّسات الطبية من اعتداءات الاحتلال المُستمرّة.

هذه الأعمال تعكس بشكلٍ واضح نوايا العدوّ في مواصلة حرب الإبادة ضد القطاع المنكوب، بالرغم من الحديث في الأسابيع الأخيرة عن “تقدم وتفاؤل حذر” فيما يتعلق بمحادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين العدوّ وفصائل المقاومة الفلسطينية.

 

الصورة الواقعية للمحادثات بعيدة عن التفاؤل:

وفي هذا الإطار، عكست بعضُ التفاصيل التي نشرتها “القناة 12” العبرية بعضًا من نوايا العدوّ بالنسبة لغزة، كاشفة تعنت هذا العدوّ، وكذب ما بُثّ من تفاؤل في الآونة الأخيرة، وقالت القناة نقلًا عن مسؤولين كبار في المؤسّسة الأمنية لدى الكيان: إن “الصورة الواقعية للمحادثات بشأن التوصل لصفقة مع حماس بعيدة كُـلّ البعد عن التفاؤل”.

وبحسب المسؤولين في كيان العدوّ، فَــإنَّ “هناك فجوة كبيرة بين التفاصيل التي تنشرها وسائل الإعلام حول المفاوضات والوضع الحقيقي”، مشيرين إلى أنه “يجب أن تكون هناك قرارات للمستوى السياسي بـ “إسرائيل” بشأن مجموعة متنوعة من القضايا”، وأن “الوضع ليس بسيطًا ويجب تقديم أقل قدر ممكن من التفاصيل حول المحادثات لتجنب تعقيدها”، حسب تعبيرهم.

لكن ما قاله وزير المالية في حكومة الاحتلال المجرم “بتسلئيل سموتريتش” ينفي ما يشيعه إعلام العدوّ حول أن “حماس” هي السبب في عرقلة المفاوضات، ويعكس حقيقة تعنت الاحتلال؛ إذ أكّـد الأخير، الثلاثاء، أن “إسرائيل” لن تتوقف قبل تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإزالة تهديد غزة لدولة “إسرائيل” إلى الأبد واستعادة جميع المحتجزين، حَــدَّ تعبيره.

 

مشافي شمال القطاع تواجه الإبادة:

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حصاره لمستشفى “الشهيد كمال عدوان” شمالي قطاع غزة، ويكثّـف قصفه في محيطه، كذلك بدأ فجر الثلاثاء، بحصار المستشفى “الإندونيسي”، مع إطلاق النار اتّجاهه.

وأفَادت مصادر محلية، بأن الاحتلال يحاصر المستشفى، وأجبر المرضى والجرحى على إخلائه، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف محيط المستشفى ومناطق متفرقة من “بيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا”، مشيرةً إلى أن “المرضى والجرحى اضطروا للمغادرة مشيًا على الأقدام باتّجاه مدينة غزة”.

كما استهدفت مدفعية الاحتلال “الطابق الثالث بمستشفى “العودة” شمالي القطاع؛ ما أَدَّى إلى وقوع أضرار جسيمة بداخله، فيما شن طيران الاحتلال غارة على منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا”، وفجّر الاحتلال روبوتًا مفخخًا في محيط مستشفى “كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا، مع مواصلته نسف مبانٍ سكنية في محيطه”.

وأفَادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأن “الاحتلال الإسرائيلي يكثّـف من استهدافه للمنظومة الصحية في شمال قطاع غزة، بحصاره واستهدافه المباشر للمستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، وإصراره بإخراجها عن الخدمة”.

وبذلك تكون ثلاث مستشفيات في شمالي غزة، في مرمى النيران الإسرائيلية، بعد حصار تجاوز 81 يومًا، وهي “المستشفى الإندونيسي، الأكبر في المنطقة، تم إخلاؤه بالكامل بعد استهداف الاحتلال المتكرّر له، ومستشفى كمال عدوان، الأكثر مركزية، تعرض لعدة هجمات، إضافة إلى مستشفى العودة”.

 

تطورات الإبادة الجماعية.. ارتفاع الحصيلة إلى 45338 شهيدًا و107764 مصابًا:

في سياق تطورات حرب الإبادة الجماعية والتطهير العِرقي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر بحق العائلات، وصل منها إلى المستشفيات 32 شهيدًا وإصابة 51 آخرين، في مناطق متفرقة من القطاع المنكوب.

وأكّـدت الوزارة في بيانٍ لها، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 45338 شهيدًا، و107764 جريحًا، منذ السابع من أُكتوبر 2023م.

وأشَارَت إلى أن آلاف الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم لانتشال جثامينهم.

 

الأمم المتحدة: 23 شاحنة مساعدات تعرضت للنهب وسط غزة

في الإطار؛ قالت وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة: إن “23 شاحنة من بين قافلة تتكون من 66 شاحنة تحمل أغذية ومساعدات إنسانية أُخرى تعرضت للنهب وفقدت”.

وأفَادت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة “ستيفاني تريمبلاي” بأن قافلة برنامج الأغذية العالمي غادرت، الأحد، “من معبر كرم أبو سالم عبر ممر فيلادلفيا الذي تم الموافقة عليه مؤخّرًا، وعلى الرغم من مزاعم العدوّ بشأن توفير الظروف الآمنة”، مؤكّـدةً أن “أول 35 شاحنة وصلت مستودع برنامج الأغذية العالمي دون خسائر”، وأن قوات العدوّ أخَّرت بقية القافلة.

بدوره؛ قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يقدم دعمًا للصوص وقطاع الطرق الذين يستهدفون المساعدات القادمة إلى القطاع”.

وأكّـد المكتب في تصريحٍ له، الثلاثاء، على أن “الاحتلال يوفر رعاية كاملة لسرقة المساعدات، ويقتل عناصر تأمينها لتجويع المدنيين ولخلق بيئة اقتصادية خانقة تؤدي إلى غلاء فاحش في الأسعار”.

وكشف عن أن 728 شهيدًا من عناصر شرطة تأمين المساعدات استهدفهم الاحتلال حتى الآن خلال حرب الإبادة، الممتدة منذ الـ 7 من أُكتوبر 2023م، مشدّدًا على أن “الاحتلال يهدف إلى تحقيق جريمة تجويع المدنيين والأطفال والنساء والنازحين، إضافة إلى المساهمة الفاعلة في سياسة رفع الأسعار لما تبقى من سلع وبضائع في الأسواق وفق خطة ممنهجة وواضحة”.

وفي 3 ديسمبر الجاري، قال المكتب الحكومي: إن “الجيش الإسرائيلي ينسق مع عصابات محلية لسرقة المساعدات الشحيحة الواصلة إلى قطاع غزة”.

وكانت مصادر في وزارة الداخلية بغزة أفادت في الشهر الماضي، بـ “إيقاع أكثر من 20 قتيلًا من عصابات لصوص شاحنات المساعدات، في عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع لجان عشائرية”.

وفي 11 أغسطُس الماضي، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مصادر في منظمات إغاثية دولية عاملة بغزة لم تسمها، قولها: إن “الجيش الإسرائيلي يسمح لمسلحين بنهب شاحنات المساعدات بغزة وابتزاز أموال حماية من سائقيها”.

 

التربية والتعليم: 12820 طالبًا وطالبة استُشهدوا و21351 أُصيبوا منذ بدء العدوان

وفي إطار جريمة إبادة التعليم والمتعلمين؛ قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية: إن “12820 طالبًا وطالبةً استُشهدوا و21351 أُصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أُكتوبر 2023م، على قطاع غزة والضفة.

وأوضحت التربية في بيانٍ لها، الثلاثاء، أن “عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 12701 طالب، والذين أُصيبوا 20702، فيما استُشهد في الضفة 119 طالبًا وطالبة، وأُصيب 649 آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر 542 طالباً.

وأشَارَت إلى أن “619 معلمًا وإداريًّا استُشهدوا وأُصيب 3831 آخرين، بجروحٍ في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 158 في الضفة المحتلّة.

ولفتت الوزارة إلى أنه في قطاع غزة “تعرضت 171 مدرسة حكومية لأضرار بالغة، و77 مدرسة للتدمير بشكلٍ كامل، إضافة إلى تعرض 191 مدرسة للقصف والتخريب، بينها 65 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، كما تعرضت 20 مؤسّسة تعليم عالٍ لأضرار بالغة، فيما تعرض 51 مبنى تابعاً للجامعات للتدمير بشكلٍ كامل، و57 مبنى للتدمير بشكل جزئي”.

وفي الضفة الغربية، أكّـدت الوزارة، “تعرض 109 مدارس للتخريب، و7 جامعات وكليات تعرضت لاقتحامات الاحتلال المتكرّرة، والتخريب والعبث بمحتوياتها”، موضحةً أن “788 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفًا صحية صعبة”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com