لأصحاب نغمة “قادمون يا صنعاء”
محمود المغربي
صدق المَثَلُ المصري الذي يقول “الذي اختشوا ماتوا” بالله عليكم أما تشعرون بالخجل، عندما تقولون قادمون يا صنعاء، وأنتم غارقون في الفساد والفشل والفقر والفوضى والعمالة والارتزاق والانقسام، وأنتم 17 كياناً متفرقون، متناحرون فيما بينكم، تتحَرّكون بتوجيهات من السعوديّ والإماراتي والقطري والأمريكي، وكلّ المسؤولين والقادة والحكومة التابعة لكم مرتزِقة مقيمون في دول الجوار، ومناطقكم محتلّة وخاضعة للسعوديّ والإماراتي، تشتي تحرّر صاحب صنعاء الذي عنده الدولار بـ 500 ريال وأنت تشتري الدولار الواحد بـ 2500 ريال.
خلوا عندكم قليل من خجل وأبدوا حرّروا أنفسكم، أمَّنوا أرواحكم، أشبعوا بطونَ أبنائكم، وبعدين تعالوا حرِّروا صنعاء.
طيب لنتحدَّث بالعقل والمنطق يا أصحاب النغمة القديمة والمملة قادمون يا صنعاء، ماذا سوف تجلبون لنا كمواطنين في صنعاء وغيرها من المناطق حتى نرحب بكم ونفتح لكم الأبواب؟، مَـا هو مشروعكم، ماذا قدمتم للمواطن في مناطقكم يغري من هم في صنعاء ويجعلهم يستبدلون الحوثي بكم؟!
على سبيل المثال هل سوف تجعلون أسعار الأغذية والمواد المختلفة رخيصة كما هي في مناطقكم، باتجعلوا سعر صرف العملات الأجنبية أرخص كما هي رخيصة عندكم!، سوف تقضون على الفساد والفشل والظلم في صنعاء كما قمتم بالقضاء عليه في عدن وتعز ومأرب، باتنقلوا لنا في صنعاء تجاربكم الناجحة في الاقتصاد والتنمية والقضاء على الفقر والبطالة وفي الحرية والديمقراطية التي تغرق فيها مناطقكم، أَو ربما سوف تجعلون صنعاء تنعم بالأمن والاستقرار الذي تتميز به مناطقكم والعدل والمساواة، أَو ربما سوف تنقلون لنا الوطنية التي هي سمة القادة والمسؤولين في مناطقكم، والوحدة التي تسودُ الأرضَ والمجتمعَ عندكم!، والعزة والكرامة التي تعيشون فيها.
لا يكون قصدكم أنكم سوف تنقلون لنا نجاحَكم العظيم في الحفاظ على السيادة والقرار والوطني والتخلص من العمالة والارتزاق والتبعية للخارج، خُصُوصًا أنكم في هذا المجال يُضرَبُ بكم المثال.