الحشودُ المليونية في ميدان السبعين: غاراتُ العدوان الصهيوني لا ترهبُنا

المسيرة- محمد ناصر حتروش:

بثباتٍ أُسطوري منقطِعِ النظير، يواصلُ الشعبُ اليمني خروجَه المليوني الأسبوعي في مختلفِ ساحاتِ التظاهُرِ نصرةً لغزة، وانتصارًا لمظلوميتها.

وتشهدُ ساحاتُ التظاهر حضورًا شعبيًّا كَبيرًا متصاعِدًا من أسبوع لآخر يعكسُ ارتباط الشعب اليمني الوثيق بقضايا الأُمَّــة الإسلامية ومقدساتها وفي مقدمتها الأقصى الشريف.

ففي مسيرة “جهادًا في سبيل الله ونصرة لغزة.. سنواجه كُـلّ الطواغيت” وبينما ملايين الجماهير يتوافدون إلى ساحة ميدان السبعين، شن العدوان الأمريكي الإسرائيلي البريطاني ثلاث غارات على مقربة من ميدان السبعين في محاولات عدائية لإفزاع المتظاهرين وترويعهم، وبالتالي إجبارهم على ترك الساحة والتراجع عن موقفهم المساند لغزة.

لكن ثبات المتظاهرين في ساحة السبعين لحظة وقوع الغارات وتردّديهم لشعارات التحدي لأمريكا و”إسرائيل” وكذا هتافاتهم بشعار البراءة من أعداء الله، وكذا شعارات الثبات والتحدي في وجه الغارات أسهم بشكل فاعل وقوي ومؤثر في إحباط مؤامرات العدوان الرامية لتشتيت الساحة وتفريق المتظاهرين.

 

محاولة بائسة لتخويف اليمنيين:

في هذا السياق يؤكّـد المتحدث الإعلامي لأحزاب التحالف المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري، أن اعتداءات العدوّ الصهيوني والأمريكي تأتي في سياق المساعي الصهيونية والأمريكية والبريطانية في ثني اليمنيين عن موقفهم البطولي والإيماني والتاريخي المساند لغزة.

ويوضح في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن الاعتداء على المنشآت المدنية والحيوية دليل واضح وجلي عن فشل الأعداء في استهداف القدرات العسكرية اليمنية، كما أنها مؤشر على مدى فعالية وأثر العمليات العسكرية اليمنية ضد العدوّ الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين.

ويبين أن الصهاينة والأمريكيين أرادوا من خلال استهداف محيط ميدان السبعين ترويع المتظاهرين وإخافتهم، وذلك؛ بهَدفِ صنع انتصار وهمي، ورد اعتبار للمستوطنين الصهاينة الذين يهرعون للملاجئ أثناء سماع دوي صفارات الإنذار أثناء سقوط الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية على تلك المستوطنات، موضحًا أن تلك المساعي العدوانية باءت بالفشل بفعل حماس المتظاهرين وشدة بأسهم حينما توافدوا بزخمٍ أكبرَ مما سبق، متجاهلين غاراتِ العدوان.

ويوضح أن البعض ممن كانوا في منازلهم حينما سمعوا الانفجاراتِ قريبةً من ميدان السبعين هبوا صوبَ الميدان للتظاهر وإثبات التحدي الشعبي لأمريكا و”إسرائيل”.

ويعتقد العامري أن المظاهراتِ الأسبوعيةَ القادمة ستزدادُ أضعافاً مضاعفة؛ كي يوصل الشعب اليمني رسالةَ التحدي والثبات للأعداء الصهاينة والأمريكيين، مؤكّـدًا أن حماس المتظاهرين وعنفوانهم في الساحات وترديدهم للأهازيج اليمنية وهتافاتهم بشعارات الصمود والتحدي شكلت صفعة مدوية للأعداء وأدهشت العالم.

ويشير إلى أن لجوءَ العدوّ الصهيوني والأمريكي لاستهداف جموع المتظاهرين يثبت بمدى جدوائية المسيرات الشعبيّة الأسبوعية التي يدعو لها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-.

ويرى العامري أن الاعتداءاتِ الصهيونيةَ والأمريكية وتصاعُدَها على البلد تأتي بعد وصولِ المبعوث الأممي لطريق مسدودٍ مع سلطة صنعاء حول وقف العمليّات العسكرية اليمنية ضد العدوّ الصهيوني وحلفائه؛ إسناداً لغزة وانتصارًا لمظلوميتها.

ويؤكّـد العامري أن الشعب اليمني وقيادته الحكيمة وجيشه الأُسطوري سيستمر في مساندة غزة ولن يتوقف إلا بتوقف المجازر الوحشية الصهيونية على قطاع غزة وبرفع الحصار عنها، مُشيرًا إلى أنه في حالة صعد العدوّ الأمريكي والإسرائيلي اعتداءاته الغاشمة على شعب الحكمة والإيمان فَــإنَّ اليمنيين سيواجهون التصعيد بالتصعيد، ولن يبالوا مهما عظمت التضحيات.

ويلفت إلى أن ثبات اليمنيين في موقفهم المساند لغزة صنع أنموذجًا قويًّا عن الإسلام، وأثبت للعالم إمْكَانية مواجهة الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية التي يخاف منها العالم ويصورها وكأنها بعبعًا.

وينوّه إلى أن تصاعد العمليَّات العسكرية ضد العدوّ الصهيوني أسهمت بشكل فاعل وقوي في إرباك الموقف الصهيوني وتشتيت قواه العسكرية كون الصواريخ والطائرات المسيّرة مثلت تحديًا كَبيرًا أمام الكيان الإسرائيلي، مبينًا أن التحدِّيَ الأبرزَ للكيان الصهيوني حَـاليًّا يتمثَّلُ في كيفية منع وصول الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية عن المستوطنات الصهيونية.

ويشدّد على أن الشعب اليمني منذ اندلاع ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة صنع تحولًا كَبيرًا لدى كافة الشعب اليمني على المستوى العسكري والأمني والسياسي وغيره.

 

 تحدٍّ شعبي لأمريكا وحلفائها:

بدوره يؤكّـد المحلل العسكري حسن المطري، وهو أحد المشاركين في مسيرة “جهادًا في سبيل الله ونصرة لغزة سنواجه كُـلّ الطواغيت” أن الغارات الصهيونية والأمريكية في محيط ميدان السبعين تأتي لتغطية عجزه العسكري في البحر الأحمر من قبل القوات المسلحة اليمنية.

ويوضح في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا تعرضت لخسائرَ فادحة وهزيمة كبرى لم يشهد لها مثيل في التاريخ، مؤكّـدًا أن الجيش اليمني فضح أمريكا وحلفاءَها، وكشف ضعفها وهشاشتها وأسقط هيبتها في المنطقة.

ويبيّن أن استهداف محيط ميدان السبعين يأتي؛ بهَدفِ المحاولات الصهيونية لتخويف الشعب اليمني وتصوير مشاهد للهروب، موضحًا أن تلك المساعي باءت بالفشل، حَيثُ وقف الشعب اليمني العظيم وقفة شموخ وثبات أُسطوري أدهش العالم، مستدلًا بهتافات الجماهير الحاشدة وترديدهم لشعارات التحدي والصمود أثناء نزول الغارات العدوانية بالقرب من ميدان السبعين.

ويذكر أن “ترديد الجماهير الحاشدة بميدان السبعين لهتافات الصرخة بوجه المستكبرين وتلحينها لزامل يا طواير حليقي في سمانا حلِّقي حَلِّقي، هيهات منا المذلة، وكذا أمريكا قشة ما أوهن ضربتها، وغيرها من الأناشيد الحماسية، خلقت أجواء إيجابية رفعت معنويات المشاركين في الساحة لترسم بذلك لوحة صمود جميلة أذهلت العالم”.

ويشير إلى أن العدوّ الصهيوني والأمريكي انصدم بثبات الشعب اليمني في الساحات وتحديهم للغارات التي كانت على مقربة من ساحات التظاهر، في حين أن مستوطني الصهاينة يهرعون صوب الملاجئ بمُجَـرّد سماعهم لدوي صفارات الإنذار.

 

أولو بأس شديد:

من جهته يؤكّـد الناشط الثقافي إبراهيم غالب، أن استهدف العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي بعدة غارات على محيط ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء يهدف إلى تخويف شعبنا اليمني لثنيه عن موقفه المساند لغزة.

ويبين في تصريح خاص للمسيرة أن لجوء العدوان الأمريكي الإسرائيلي البريطاني إلى تنفيذه غارات عدوانية ضد الشعب اليمني لن يغير من موقف الشعب اليمني الأبي المعروف في القرآن الكريم بأنه أولو بأس شديد.

ويوضح أن تلك الغارات لم تزد الشعب اليمني المتظاهر في الساحات إلَّا ثباتًا وعزمًا وإصرارًا على مواصلة الموقف اليمني المشرف المنتصر لغزة بوجه آلة الفتك الصهيونية.

ويرى أن نزول السكينة والطمأنينة على المتظاهرين أثناء نزول الغارات العدوانية عكس ثبات الشعب اليمني وإيمانيه بقضيته العادلة.

ويرى أن الشعب اليمني المتظاهر بميدان السبعين كان ينظر لسقوط الغارات بالقرب منه، وكأنها ألعاب نارية تحتفي بالحاضرين في ميدان الكرامة والعزة ميدان فلسطين، مبينًا أنه لو حصل ذلك مع أي شعب آخر لا يحمل سلاح الإيمان لرأيتهم يهرعون هربًا من الخوف.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com