عناكبُ مملكة العار وثعالب دول الاستكبار

زهراء اليمن

أصبحت السعوديّة شبيهة بعنكبوت الزوع أَو ما تسمى (بالأرملة السوداء) التي قضت نصف عمرها تتنقل في الرمال إلى أن صادفها ثعلب ماكر وآثر في نفسه أن يجعل منها خادمًا مطيعًا له فدلها على صخرة منحوتة تقيها من حر الصيف وبرد الشتاء شريطة أن تتولى حماية صغاره الذي يقيمون في الجانب الآخر من تلك الصخرة فوافقته الرأي وقرّرت أن تبني لها عُشًا يؤويها، وما إن اكتملت من بناء ذلك العش ذي الخيوط الرفيعة وبدا لها جذابًا تراءى لها بأنها أصبحت ذات قوة وبأس وقرّرت أن تفي بوعدها للثعلب وتقوم بمهاجمة من حولها وتجعل صغار الثعلب ينعمون بالحرية والأمان فبدأت تبث سمومها هنا وهناك واستمر الحال كذلك حتى بدأت تكبر ورأت في نفسها العظمة وشابها الغرور عندها قرّرت أن تبسط نفوذها وتفرض سيطرتها على كُـلّ المنطقة مُتناسية حجمها الصغير وشكلها القبيح وأنها مُجَـرّد حشرة تمتلك سلطة منتقصة صنعها لها ذلك الثعلب الذي جاء من أقصى الغرب ووضعها في قلب تلك الصخرة وجعل منها ملكة مقابل خدمتها وإخلاصها له في حماية أبنائه.

لم تكن هذه الحشرة تمتلك الأسلحة الفتاكة التي يمتلكها الثعلب لكنها كانت مبدعة في أذية من حولها بواسطة سمها القاتل حتى اشتهرت بذلك وكبر شأنها واشتهرت بفن الحصار والقتل والدمار وعملت على تشتيت من حولها وتمزيق وحدتهم في سبيل الدفاع عن أُولئك الثعالب وتوفير الحماية لهم.

وهنا نستطيع القول بأن هذا النظام العنكبوتي الوهَّـابي التكفيري الذي صنعه ذلك الثعلب البريطاني قد بث سمومه في المنطقة وأصبح سبباً رئيسيًّا في تمزيق الوحدة العربية وعمل على تشتيت شعوبها وتقسيم الوطن العربي وتجزئته إلى دويلات والتي ما زالت تعاني الحروب الأهلية والدمار والتمزق والانقسام حتى اللحظة..

نعم، لقد استطاع تدمير الشعوب العربية من خلال بث سموم الفتنة بينهم كما استطاع أن يُخضع العديد من الأنظمة ويشترى الكثير من الولاءات، لكنه فشل في شراء ولاء صنعاء وعجز عن كسر هيبة وشموخ أبنائها رغم العدوان الغاشم الذي شنه على اليمن طوال ثماني سنوات، مستعيناً بالثعالب والأرانب معًا والذي كان قد شكل من خلالهم تحالفاً دوليًّا واسعاً، وقصف اليمن بما يزيد عن نصف مليون غارة هستيرية مستخدمًا فيها شتى أنواع الصواريخ والأسلحة الفتاكة والقنابل العنقودية والفسفورية والمحرمة دوليًّا تسببت بدمار البنية التحتية لليمن وخلفت عشرات الآلاف من الشهداء الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء، لكنه مُنيَ بالهزيمة والفشل.

هَـا هي تلك العنكبوتة السامة بدأت تشعر بأنها استعادت هيبتها بعد أن استطاعت أن تسقط النظام السوري بواسطة أدواتها تعاود الظهور في واجهة الاستكبار العالمي مجدّدًا قبل أن تغسل ماء وجهها الذي تمرغ بالتراب من قبل أبطال القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبيّة.

هَـا هي تسعى جاهدة لتغطية تلك الهزيمة التي مُنيت بها وذلك من خلال دعم الفتنة وإثارة الفوضى وإشعال فتيل الحرب بواسطة أدواتها وعملائها ومرتزِقتها المحليين، بالإضافة إلى تمويل بعض الأنظمة العربية وتحريضهم على الانضمام لتحالف العدوان الصهيوأمريكي البريطاني الجديد، وتهيئة أجوائها أمام هذا العدوان لشن غارات جوية جديدة على مناطق سيطرة حكومة صنعاء، بل وباتت تهيئ نفسها للدخول في حرب جديدة مع اليمن، ليس لها فيها ناقة ولا جمل وإنما دفاعًا عن أسيادها في تل أبيب، وهنا بات ينطبق عليها المثل القائل (العنكبوت الذي يسعى لخراب عُشه).

متى تدرك السعوديّة التي لم تكن ندًا لمواجهة صنعاء خلال عشر سنوات مضت بأنها لن تكون ندًا لها في أي حرب جديدة مهما جمعت من تحالفات أَو استعانت بالكثير من الأدوات.

ختامًا، لا يسعنا إلا أن نقول.. ألا إن العزة لله جميعًا.. والله أكبر على من طغى وتجبر.. وعلى الباغي تدور الدوائر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com