عسكريون وسياسيون: اتّفاقُ وقف إطلاق النار في غزة انتصارٌ كبير للمقاومة

المسيرة: عباس القاعدي

اعتبر خبراء عسكريون اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة انتصاراً حقيقيًّا للمقاومة في فلسطين، والتي تمكّنت من الصمود والثبات بشكل غير مسبوق أمام آلة الحرب والإبادة الجماعية لأكثر من عام، معتبرين هذا الإنجاز الجديد أَيْـضًا انتصاراً لجبهات الإسناد التي نجحت في تحقيق ضغوط استراتيجية ومعادلات ردع ضد كيان العدوّ الإسرائيلي والأمريكي.

وأكّـدوا أن لجوءَ كيان العدوّ الإسرائيلي ومعه الأمريكي للتفاوض وتوقيع اتّفاق وقف العدوان على قطاع غزة، وتبادل الأسرى، يعكس حقيقةَ فشلهم الاستراتيجي والعسكري الكامل في تحقيق أي من الأهداف التي رسموها لتدمير المقاومة واحتلال قطاع غزة.

 

الاتّفاقُ مرهونٌ بالتزام العدوّ:

وفي هذا السياق، يتحدث لصحيفة “المسيرة”، الخبير في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان بقوله: “رغم حجم العدوان والحصار وارتكاب الإبادة الجماعية بحق سكان غزة طوال أكثر من عام إلا أن كيان العدوّ الإسرائيلي والأمريكي وصلوا لطريق مسدود ورصيد هائل من الخسائر نتيجة كلفة العدوان على غزة وكلفة توسع وتداعيات جبهات الإسناد”.

ويضيف عثمان “أن اتّفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، هو انتصار حقيقي للمقاومة في غزة التي تمكّنت بعون الله تعالى، من الصمود والثبات بشكل غير مسبوق أمام آلة الحرب والإبادة الجماعية لأكثر من عام وانتصار لجبهات الإسناد (قوى محور المقاومة) الذي نجحت بعون الله تعالى، في تحقيق ضغوط استراتيجية ومعادلات ردع ضد كيان العدوّ الإسرائيلي والأمريكي، خُصُوصًا الجبهة اللبنانية واليمنية التي صنعت بفضل الله تعالى، معادلات ضاغطة ومدمّـرة بكيان العدوّ”.

وبشأن مستقبل الاتّفاق يؤكّـد عثمان أن “ذلك مرهونٌ بالتزام كيان العدوّ الإسرائيلي والأمريكي في تنفيذ بنوده وعدم التلاعب به، وهذه مسألة واضحة، فاليهود معروفون بمكرهم وبنكثهم للعهود والمواثيق عبر التاريخ”، متبعًا بقوله “لا يمكن القطع بنجاح الاتّفاق إلا مع التزام العدوّ وانسحابه الكامل من قطاع غزة ورفع الحصار عنها وفتح المعابر دون قيود وإدخَال المساعدات”.

وينوّه عثمان إلى أن “جبهاتِ الإسناد لا سِـيَّـما جبهتَنا في اليمن مُستمرّة في المعركة وهي كما تحدث عنها السيد القائد -يحفظه الله تعالى- ستظل في طور المواكبة للاتّفاق حتى تنفيذه بالكامل والتعامل مع أية تطورات وفق الإجراءات المناسبة والمنسقة مع المقاومة في غزة”، مُشيرًا إلى أن عمليات قواتنا المسلحة التي نفذت خلال الـ 72 الساعة الأخيرة قبل إعلان الاتفاق في قصف أعماق الاحتلال الصهيوني تأتي ضمن تقوية موقف المقاومة على طاولة المفاوضات وإبقاء كيان العدوّ الإسرائيلي والأمريكي تحت الضغط العسكري لضمان عدم تلاعبه أَو خرقه للاتّفاق، ورسالة بأن صواريخنا جاهزة”.

وفي ختام حديثه للمسيرة، يؤكّـد الخبير العسكري عثمان أن وقف العمليات مرتبط بإنهاء العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن المظلومين في القطاع، مستندًا إلى رسالة العميد يحيى سريع، والتي قال فيها إن “القوات المسلحة اليمنية ستقفُ إلى جانبِ المقاومةِ الفلسطينيةِ في غزةَ وبالتنسيقِ معها وذلك للتعاملِ العسكريِّ المناسبِ مع أيةِ خروقاتٍ أَو أي تصعيدٍ عسكريٍّ يرتكبُه العدوّ الإسرائيليُّ خلالَ فترةِ تنفيذِ اتّفاق وقفِ إطلاق النار”.

 

إن عُدتم عُدنا:

وفي السياق ذاته يقول عضو المكتب السياسي محمد البخيتي، في تصريح لـ “الميادين”: إن “الموقف اليمني أكّـد أهميّة دور جبهة الإسناد لإخواننا في فلسطين، واتّفاق وقف إطلاق النار في غزة هو نهاية معركة وليس نهاية الصراع مع العدوّ الصهيوني”.

ويضيف البخيتي “لن نترك غزة حتى يتحقّق وقف إطلاق النار بشكل فعلي وليس على الورق، بالإضافة إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة يجب إنهاء الحصار ورفع المعاناة عن إخواننا في فلسطين المحتلّة”، ما يؤكّـد صلابة الموقف اليمني الحريص جِـدًّا على حماية حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة.

وفي رسالة واضحة، خاطب البخيتي أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” بقوله: “إن عُدتم عدنا؛ لأَنَّه إذَا ما تحقّق وقف إطلاق النار بشكل المطلوب فَــإنَّ الحرب سوف تعود، والجبهة اليمنية هي “إسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة”.

ويؤكّـد البخيتي أن “انتهاء المعركة العسكرية لا يعني انتهاء معركة الوعي، وهذه المعركة ينبغي أن تكون مستعرة وبشكل كبير”، موضحًا أن “عدم تمكّن الأُمَّــة العربية والإسلامية من حسم المعركة العسكرية ضد الكيان الصهيوني هو نتيجة لخلل كبير في وعي هذه الأُمَّــة وَأَيْـضًا عقدة الخوف من أمريكا التي وصفها الشهيد القائد بـ “القشة”.

وفي ختام حديثه للميادين، يخاطب البخيتي كُـلّ أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية بالقول: “إن طوفان الأقصى قد أوضحَ للجميع إمْكَانية هزيمة هذا الكيان، وأن هذا الكيان هو هشٌّ وضعيف إذَا ما تم مواجهته بشكل حاسم”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com