أُمُّ الإرهاب تصنِّفُ اليمنَ بالإرهاب
أميرة السلطان
منذ أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية على أرض ليست بأرضها بل هي بلدٍ محتلّ، قامت على دماء وأرواح الهنود الحمر والذين قتلت منهم أكثر من مئة مليون إنسان.
ومنذ ذلك الحين وهي تمارس القتل والدمار بكل أشكاله وألوانه، بل وتتلذذ وتتفنن في اختيار أساليب جديدة للتعذيب.
ثم تأتي الحرب العالمية الثانية لترتكب حينها الولايات المتحدة الأمريكية مجزرة مروعة وجريمة يندى لها جبين الإنسانية بإلقائها القنبلتين النوويتين في هورشيما ونغاساكي لتقتل حينها الآلاف من اليابانيين الأبرياء، مُرورًا بجرائم فيتنام وأفغانستان، ثم ما يحدث في معتقل غوانتانامو وما جرائم الأمريكي في سجن أبو غريب عن العالم ببعيد.
تأتي أحداث الحادي عشر من سبتمبر والذي دبرت له وخططت ونفذت أمريكا الشيطان الأكبر ليكون هذا الذريع والمسوغ سببا لها في انتهاك سيادة وحرية الشعوب حول العالم حينها أعلن جورج بوش ” أن الذي لم يكن معنا فهو ضدنا ” حينها خافت البلدان على نفسها من هذا التصنيف وسارعت مسارعة عجيبة وغير مسبوقة لإعلان أنها مع الولايات المتحدة ومساندة لها في حربها الزائفة تحت مسمى الإرهاب.
فمن هو الإرهابي في نظر أمريكا؟!
مع مرور الأيّام أتضح للجميع أن من تصنفه أمريكا كإرهابي هو فقط وفقط من عارض سياستها أَو من يكون واعيًا بخطورة هذا العدوّ، أَو أي بلد تناهض مشروعها التدميري حول العالم، فنرى أمريكا تعتبر “إسرائيل” أنها صاحبة أرض ولها كُـلّ الحق في أرض فلسطين بل وتسعى أمريكا إلى توسيع هذه الأرض خدمة للإسرائيلي، ثم نرى من يجاهد دفاعا عن أرضه وحافظا على سيادته وصونا لمقدساته هو في نظر الأمريكي إرهابي ويجب القضاء عليه ومحاربته كما هي نظرتها لحماس وحزب الله وإيران، بل وحتى لكوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية.
يأتي العدوان الأمريكي البريطاني السعوديّ الإماراتي على اليمن والذي استمر لسنوات وبإمْكَانيات متواضعة، لكن هذه الإمْكَانات جعلت من أمريكا عاجزة أمام اليمن فلم تستطع أسلحتها الحديثة أن تكسر إرادَة المقاتل اليمني، ولا حصارها استطاع أن يثني الشعب اليمني عن الصمود والجهاد في سبيل الله ودفاعا عن أرضه، فلم يجد حينها ترامب إلا أن يصنف الشعبي اليمني المجاهد كحركة إرهابية قُبيل مغادرته البيت الأبيض.
لكن هذا التصنيف لم يؤثر على عمليات القوات المسلحة، ولم يقلل من تصاعد قدرات الجيش، بل كان ما يحدث في اليمن عكس نظريات الحرب العسكرية، كان اليمن يتطور تصاعديَّا على الرغم من الحرب والحصار والمؤامرات على الاقتصاد كنقل البنك المركزي ومحاولة اضعاف الجبهة الداخلية من خلال تمويل الجواسيس والخلايا وتغذية التفرقة المذهبية وإثارة النعرات المناطقة، إلا أن كُـلّ ما تم ذكره بل وأكثر باء بالفشل والفشل الذريع.
تمر الأيّام ويصحوا العالم على أشرف عملية عرفها العصر الحديث وهي عملية السابع من أُكتوبر المجيدة، وما أن بدأت “إسرائيل” بالعدوان على غزة حتى سارعت قوى الغرب الكافر في مساندة هذا الكيان اللقيط وكان من بين المساندين والراعي الأكبر لها الشيطان الأكبر أمريكا، وكان في الجهة المقابلة جبهات إسناد قوية لم تتخلى عن فلسطين يومًا، حينها خرج السيد« عبدالملك بن بدر الدين الحوثي» يحفظه الله معلنا أن غزة لن تكون لوحدها وأن الشعب اليمني سيكون هو الأخ والصديق والسند لهذا الشعب العزيز والمظلوم، فكانت علميات البحر التي أَدَّت إلى شلل تام في ميناء أم الرشراش وتصل الصواريخ الفرط صوتية إلى يافا ومطار بن غريون ووصلت الطائرات المسيرة إلى أي مكان أرادته القوات المسلحة اليمنية بفضل الله، وتأتي مع هذه العمليات الكثيرة المساندة للشعب الفلسطيني الذي تخلى عنه كُـلّ العالم، تأتي النظرة الأمريكية من جديد أن الذي لن يكون معنا فهو ضدنا، فعاد ترامب لوضع الشعب اليمني مرة أُخرى في قائمة الإرهاب بعد أن تم إسقاطه.
فما هي تداعيات هذه الخطوة من الرئيس الأمريكي على الشعب اليمني؟!
لن تؤثر هذه الخطوة على الشعب اليمني مطلقا؛ لأَنَّ الشعب اليمني وعلى مدى أكثر من عشر سنوات وهو محاصر في جميع موانئه البحرية ومطاره المغلق أَيْـضًا، العدوان الذي شُن على اليمن دمّـر البنية التحتية المتواضعة أصلا، تم نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء، تم قطع المرتبات، رفعت المنظمات الدولية مساعداتها عن هذا الشعب، قيادات الشعب بداية من رئيس الجمهورية إلى أصغر فرد في هذا الشعب لا توجد لديهم أرصدة في بنوك سويسرا أَو أمريكا لكي يتم تجميدها.
أخيرًا نقول: عندما أصدر ترامب هذا القرار في ٢٠٢١م ووضع الشعب اليمني في قائمة الإرهاب لم تؤثر عليه هذه الخطوة بل استطاع الشعب اليمني أن يوقف غارات التحالف عليه على الرغم من إمْكَانيات اليمن آنذاك.
فمن المضحك المبكي أن أم الإرهاب ومن تصدره للعالم وتغذيه عبر الكثير من المنظمات حول العالم كالقاعدة وداعش، ومن قتل وتشريد هو من يتحدث على الإرهاب وبات هو الوحيد من يصدر قرارات الإرهاب على الدول والأشخاص!!!!