أمريكا: أُمُّ الإرهاب ورأسُ الأفعى
أحمد الرصين
إنّ الطغيان الصهيوني-الأمريكي لا يحتاج إلى تعريف، فهو الإرهاب بذاته، وصورة الطغيان الكبرى التي تجسدت منذ عقود في السياسات القمعية والممارسات الوحشية ضد شعوبنا الإسلامية. أمريكا، التي تتبجح بشعارات الحرية والديمقراطية، هي في الواقع تجسيد للإرهاب المنظم، دولة صهيونية تتربص بالإسلام وأمته، تسعى لفرض هيمنتها على العالم بالقوة والخديعة، وتسخر إمْكَانياتها لتدمير كُـلّ مشروع حر ومقاوم.
منذ البداية، وضعت أمريكا نصب عينيها هدفًا واضحًا: هدم الإسلام وإبادة الأُمَّــة الإسلامية. تراكمت الجرائم واحدة تلو الأُخرى، من احتلال الأراضي وتشريد الشعوب إلى دعم الكيان الصهيوني بالمال والسلاح لقتل الفلسطينيين وتهويد أرضهم. ومن الحصار الاقتصادي الذي يخنق الشعوب إلى الغزو العسكري الذي يحرق الأخضر واليابس. إنها حربٌ شاملة، لا تستثني أحدًا، تستهدف الدين والهوية والثقافة والكرامة.
لماذا لا تشعر الأُمَّــة الإسلامية بالمسؤولية تجاه ما يُرتكب بحقها؟ أليس من العار أن تبقى الشعوب ساكنة بينما تُذبح أخواتها وأبناؤها؟ أليس من واجبها أن تواجه التصعيد الأمريكي بتصعيد مضاد، والتصنيف الظالم بتصنيف عادل يفضح حقيقة الإرهاب الأمريكي؟
أمريكا هي رأس الأفعى، بل الأفعى كلها، بكل سمومها وأنيابها. خطرها على الأُمَّــة الإسلامية لا يخفى على أحد، وإن لم تستيقظ شعوبنا من سباتها ولم تتأسَ بموقف الشعب اليمني الصامد في مواجهة هذا الطغيان، فَــإنَّها ستتلقى الصفعة تلو الصفعة. صمت الأُمَّــة هو خيانة لدماء الشهداء، واستمرار الحكام العملاء في موالاة أمريكا هو طريق للهاوية التي لن ينجو منها أحد.
اليمن نموذجٌ حيّ للصمود:
لقد قدّم الشعب اليمني درسًا عمليًّا للأُمَّـة في كيفية مواجهة الطغيان الأمريكي-الصهيوني. هذا الشعب، الذي تجرّع كُـلّ أشكال الحصار والعدوان، أثبت أن الإرادَة الحرة أقوى من ترسانات الأسلحة. وَإذَا أرادت الأُمَّــة الإسلامية أن تحمي كرامتها ومصيرها، فلا بد أن تحذو حذوه، فتقف موقفًا حازمًا وتوحد صفوفها ضد العدوّ الحقيقي: أمريكا وحلفاؤها.
رسالة للأُمَّـة:
أمريكا لن تتوقف عن تدمير الأُمَّــة إلا إذَا وقفت الأُمَّــة صفًا واحدًا في مواجهتها. فإما أن نتحمل مسؤوليتنا ونصعد في وجه الظلم، أَو نبقى رهائن للصمت والخيانة حتى نستيقظ على واقع أسوأ بكثير.
الأمة بحاجة إلى وعي، إلى شجاعة، وإلى استلهام نموذج الصمود اليمني. فإن لم نفعل، فلن تبقى شعوبنا سوى ضحية سهلة لحكامٍ خانوا شعوبهم وأوطانهم وتركوا أبواب الأُمَّــة مشرعة أمام أفاعي أمريكا.