أمريكا بين الأمس واليوم

عبدالسلام عبدالله الطالبي

كانت تقدم نفسها بأنها اليد الغليظة، وأنها الآمرة والناهية، وأنها من يجب أن تسبح جميع الدول بحمدها وتقدس لها، بل كانت الفرصة تتاح لها لتسرح وتمرح وتتدخل في شؤون أغلب البلدان، لا سِـيَّـما البلدان العربية.

استطاعت نتيجة الضعف الذي سيطر على غالبية الحكام أن تفتن وأن تدمّـر وأن تحَرّك أطراف لضرب أطراف هنا أو هناك، لكنها سرعان ما تهاوت وشعرت بالخطر المحدق عليها، والذي أثار حفيظتها وساهم في كشف نواياها، حَيثُ بدأت تسمع بمن يصفها بأنها هي الشيطان الأكبر وأنها ليست سوى مُجَـرّد (قشة).

بمُجَـرّد سماعها لصوت جاء من أقصى المدينة، التي لطالما تجاهله النظام العميل، الذي فرضت عليه السياسة المتلاشية اليوم شن حرب ظالمة ما كان لهم أن يخوضوها حتى لا تكون هي البداية في سقوطهم وتلاشيهم.

لكنهم أصروا على جرمهم واستكبروا استكباراً، حَيثُ شنوا حربهم وكادوا كيدهم وشهروا سيوفهم على نجل حليف القرآن كما شهرها أسلافهم في كربلاء الجرح الغائر في صدر الزمان.

كلّ ذلك جاء نتيجة انزعَـاجهم من المشروع القرآني الذي أذن بزوالهم وتوعد بسقوطهم وقلب الطاولات فوق رؤوسهم كابر عن كابر، ليمضي محلقاً في الأرجاء حاملاً في أنحائه بشائر نصرٍ لاحت في سماء الانتصار برغم الفقدان والألم وسقوط القائد الشهيد في قلب المعركة المحقة والفاصلة بين الحق والباطل والخير والشر والموقف واللاموقف؛ لتتهاوى مشاريع الخيانة والارتزاق والذلة والارتهان، وتمضي عجلة التحرّر والنهضة والسمو والرفعة شامخة إلى الأمام فتجرف كُـلّ شائب في طريقها وتحرّر الأوطان من كوابيس الكبت والظلم والطغيان.

لتتحول إلى جموع ثائرة وأصوات هادرة تصدع بهتاف القائد المؤسّس للمسيرة القرآنية الخالدة التي حملت في طياتها نقلة نوعية، رافقتها عناية الله الكبير المتعال، بقيادة الربان الحكيم والقائد الملهم العظيم علم الزمان وقاهر طغاة الإجرام السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه-.

والذي حظي بفضل الله، في تحقيق بلوغ المرام وترجم ما سطَّره شهيد القرآن في محاضراته القيمة، التي قامت لها قيامتهم وكانت لهم بمثابة مؤشر خوف أثار انزعَـاجهم ومخاوفهم؛ لما هم عليه من الدراية للسنن الإلهية المنذرة بسقوطهم.

وبالفعل سقطوا في وحل الهزيمة والانكسار وخاب رهانهم، وبدا كبيرهم الذي علمهم السحر (قشة) هزيلة عجزت عن تحقيق أية مكاسب في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وانكشف الغطاء وأزيح الستار عن الوجه المظلم الذي لطالما تحَرّك بالزيف والخديعة والتهديد والوعيد.

فأمريكا التي يتولاها اليوم ترامب الأعجفُ للمرة الثانية هي في طريقها للزوال هي وربيبتها “إسرائيل” أما من ناصروهم من الأعراب فذاك حالهم ويكفيهم موقفهم المهين وانجرارهم نحو العهر والفساد والتطبيع والعمالة والتحَرّك المساند للعدو الصهيوني في حربه الظالمة على إخوتنا الفلسطينيين في قطاع غزة.

لكن المعركة لم تنته بعد فكل ظالم لا بُـدَّ له من الزوال، والمشروع القرآني الذي سطره الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- لم يقتصر في مواجهته للأعداء على فترة زمنية محدّدة وإنما جاء مخلصاً لكل الشعوب من مشاريع الهيمنة والاستكبار، وذلك هو ما تحمله مؤشرات الغد الواعد بالنصر الحاسم الكفيل بإسقاط كُـلّ طواغيت الأرض، وهو الله معكم يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون، وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

والرحمة والرضوان على شهيد الإنسانية وباني نهضتنا القرآنية الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- والنصر الموعود والغلبة لناصر المستضعفين وقاهر المستكبرين سيف الله الغالب السيد القائد العلم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه-.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com