اليمن وَغزة

زينب عبدالوهَّـاب الشهاري

لولاكم لاندثرت، طمست إلى غير رجعة، حتى جئتم لتنعشوها، وتعيدوا فيها النبض وتخرجوها إلى الواجهة وتحفروها على جبين العالم وبقوة، (الخير، العدل، الإيثار، التضحية، الفداء) هذه المعاني التي جسدتموها اليوم بصنيعكم الذي أصبح مفخرة للعالم أجمع، وما إن يأتي ذكركم على لسان أحدهم على هذه البسيطة حتى تتزاحم في ذهنه آلاف الصفات كالشجاعة والبطولة والإباء والقوة… إلخ.

أنتم سر الله المكنون، أنتم أعجوبة الخلق وأُسطورة الدهر، كان البشر سيسلمون بأن الشر هو السائد والظلم هو الغالب، لكن إيمانكم وبأسكم شطب هذا المعتقد، فأساطير الأبطال الخارقين المدافعين عن المستضعفين التي يرويها العالم ويعتبرها محض خيال ويصنع لها الأفلام ويمجد أبطالها تمثلت فيكم اليوم، أثبتم أن القوة لا تنبع من مال أَو تجبر، بل هي قوة الأرواح وصلابة المواقف مهما كان الحال صعباً.

لقد أثبتم وبالدليل القاطع والعملي أن هزيمة العدوّ ممكنة وممكنة جِـدًّا إذَا ما وجدت النية والإرادَة الصادقة، لم تكن فكرة جديدة ابتكرتموها، بل هو قرآن تتلونه وتترجمونه واقعاً، كان إيمانكم الراسخ أن وعد الله نافذ محرك لنفوسكم الجبارة في مواجهة قبح إجرام معسكر الشر، فلم تجعلوا أية حسابات دنيوية تعيقكم عن هدفكم الأسمى في غوث شعب يباد أمام عالم صامت يتفرج، كانت نخوتكم وشهامتكم أكبر من أن تظلوا على مقاعد المتفرجين.

فكيف لشعب عجنت طينته من هُويته الإيمانية ومن الرجولة والشجاعة والكرامة إلا أن يقاتل ويدافع ويطوع المستحيل ويخوض الغمرات ويسلك المخاطر ليكف يد الإجرام ويجعل الدائرة تدور على الباغي، لم يعدم الوسيلة بل طور وعزز أساليب الردع وفجر براكين الموت على العدوّ الإسرائيلي، الذي أصبح عُرضةً ليلَ نهارَ لهجماته ومسرحاً لعملياته؛ فلم تحمه حماية ولم يستره ساتر ولم ينقذه الأمريكي الذي أصبح هو الآخر ببوارجه وحاملاته أضحوكة ومسخرة أمام العالم عندما حاول أن يتحدى اليمني!!

واساها، صبرَّها، قوَّاها، ساندها، تربَّتَ على جراحها، ومسح الدمع من على خديها وقال لها لست وحدك أنا معك وسأحميك وأنتقم من ظالميك، هو اليمن توأم غزة وشبيهها عزة وكرامة ونضالاً ونخوة وعزة وتحدياً وكبرياء.

أدرك العالم أن اليمن نعم الأخ الوفي ما إن ادلهمت الأيّام واكفهرت السماءُ وجعاً وتحديات، فهو مدد الله وعونه للمستضعفين وقوته الضاربة على أزلام الشياطين وعذابه الذي يسلطه على المجرمين، أصبح اليمن مضرب المثل ومصدر الفخر ومحط إعجاب العالم، وما دام اليمن في هذا الكون فلا شر سينعم براحة البال ولا ظالم سينام قرير العين أبداً، وتبقى الحقيقة الواضحة الناصعة الجلية أن اليمن بقيادته العظيمة وشعبه الأبي سيقود الأُمَّــة نحو التحرّر من هيمنة الاستكبار العالمي، والله غالب على أمره.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com