بتوجيهات السيد القائد.. مبادرة أُحادية تطلق 153 أسيرًا من الطرف الآخر لدواعٍ إنسانية
المسيرة: صنعاء:
امتثالًا لتوجيهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أعلنت اللجنةُ الوطنية لشؤون الأسرى، السبت، تنفيذَ مبادرة إنسانية من طرف واحد تقضي بالإفراج عن 153 من أسرى الطرف الآخر.
وفي مؤتمر صحفي عُقد السبت، في العاصمة صنعاء، بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل سمير باجعالة ورئيس اللجنة العسكرية اللواء الركن يحيى الرزامي ومستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى محمد طاهر أنعم ومحافظ إب عبدالواحد صلاح والقائم بأعمال محافظ تعز أحمد المساوى، ونائب وزير العدل وحقوق الإنسان القاضي إبراهيم الشامي، أوضح رئيسُ لجنة شؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى، أن أغلب الأسرى المفرَج عنهم من الطرف الآخر، ممن تم أسرُهم في جبهات القتال، من ذوي الحالات الإنسانية من المرضى والجرحى وكبار السن، ووحيدي الأسر وغيرها من الحالات.
وَأَضَـافَ المرتضى أن هذه المبادرة الثانية من نوعِها خلال أقلَّ من عام، وقال: “سبق ونفّذنا مبادرة أحادية واسعة خلال شهر مايو من العام الماضي، وتم الإفراج عن 112 أسيرًا وما بين هاتين المبادرتين، تم تنفيذُ مبادرات فردية والإفراج عن 270 أسيرًا في فترات متعددة”.
وأكّـد أن هذه المبادرة تمت بالتنسيق مع الأمم المتحدة عبر مكتب مبعوثها الخاص، واللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر اللجنة الدولية في صنعاء، ممن عملوا خلال هذه الفترة على تسهيل الإجراءات اللازمة لتنفيذ المبادرة.
وجَدَّدَ رئيسُ لجنة الأسرى، التأكيدَ على أن هذه المبادرة الإنسانية جاءت في وقت حساس شهد مِلف الأسرى جُمُودًا وتعثرًا سيما في تنفيذ صفقات التبادل؛ بسَببِ العراقيل التي يقوم بها الطرف الآخر، كما أن هذه المبادرة تأتي في وقت يشهد تحَرّكات مكثّـفة من قبل المبعوث الأممي وفريقه للدفع بالمِلف الإنساني إلى الأمام والسعي لتنفيذ ما تم التوافق عليه من اتّفاقيات.
وعبّر المرتضى عن أمله في أن تشكل هذه المبادرة دفعةً إيجابية لتلك الجهود، مبينًا أن هذه المبادرة رسالة إنسانية إيجابية من قبل صنعاء، متمنيًا أن يقرأها الطرف الآخر في سياقِها الصحيح وينظر إليها كبادرة حسن نية هدفُها بناء الثقة والتأسيس لمرحلة جديدة من التعامل الإيجابي والجاد والصادق مع ملف الأسرى.
وأكّـد أن اللجنة تتعامل مع هذا الملف من منطلق إنساني بحت، سواء في التعامل مع الأسرى داخل السجن أَو في التعاطي مع المفاوضات عبر الأمم المتحدة أَو عن طريق الوسطاء المحليين، معتبرًا كُـلَّ الممارسات الإنسانية بحق الأسرى من تعذيب أَو انتهاكات أَو إهانات مهما كان مستواها، جرائم حرب بحق الإنسانية ومخالفة صريحة للشرائع والأديان والأعراف والقوانين والاتّفاقيات الدولية، لافتًا إلى أن كافةَ الأسرى الموجودين لدى صنعاء يعيشون في ظروف طبيعية وإنسانية ولا أحد منهم يتعرّض للتعذيب أَو الانتهاكات أَو أية ممارسات لا إنسانية.
وأردف رئيس لجنة شؤون الأسرى قائلًا: “نحن نقدم لهم كُـلّ احتياجاتهم الضرورية من التسكين، والتغذية والرعاية الصحية حسب الإمْكَانيات المتاحة ونسمح لهم بالتواصل مع أهاليهم بشكل مُستمرّ وبالزيارات المنتظمة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وَأَيْـضًا الزيارات من قبل أهاليهم”.
ولفت إلى أن الطرفَ الآخر وللأسف ارتكب خلال السنوات الماضية أبشع الجرائم بحق الأسرى الموجودين لديه، وتصفيات ميدانية بالمئات، وكذا مارَسَ جرائم تعذيب بالسجون شملت آلاف الأسرى، بالإضافة إلى الانتهاكات اللاإنسانية التي تمارَس حَـاليًّا خَاصَّة في سجون حزب “الإصلاح” بمأرب.
واستشهد المرتضى بالحالة المأساوية للأسير مراد رزق البحري، الذي تم تحريرُه قبل أَيَّـام عبر الوسطاء المحليين، والتي تُعد نموذجًا لمئات الأسرى في سجون محافظة مأرب، داعيًا الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الدولية وكذا الوسطاء المحليين وكل الشخصيات الاجتماعية، إلى الضغط على مليشيات ومرتزِقة حزب “الإصلاح” في مأرب للسماح بزيارة الأسرى بالسجون وكذا للسماح للأسرى بالتواصل مع أهاليهم، والاطلاع على أوضاع الأسرى داخل السجون.
وقال: “نؤكّـد أننا مع تشكيل فريق لتقصِّي الحقائق مكون من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والشخصيات الاجتماعية والوسطاء المحليين للدخول إلى كافة السجون سواء التي لدينا أَو الطرف الآخر والاطلاع على أوضاع الأسرى وكشف الحقائق للرأي العام، حتى لو تبدأ اللجنةُ أَو الفريق بزيارة السجون التي لدينا بصنعاء نحن جاهزون ومستعدون لتنفيذ ذلك”.
وأكّـد استعداد اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى وجهوزيتها الكاملة لتنفيذ كُـلّ الاتّفاقيات التي تم التوقيع عليها برعاية الأمم المتحدة دون قيد أَو شرط، والاستعداد لتنفيذ كُـلّ المبادرات التي تقدّم بها الوسطاء المحليون، خلال المرحلة الأخيرة.. مُضيفًا “نحن جاهزون لتنفيذِ كُـلّ الاتّفاقيات والمبادرات والاستعداد للدخول في صفقة تبادل شاملة وكاملة تشمل جميع الأسرى دون قيد أَو شرط كما نصت عليه اتّفاقية ستوكهولم نهاية عام 2018م”.
ووجّه رئيس لجنة شؤون الأسرى، بعضَ الرسائل، وأولاها للأسرى المفرَج عنهم، بتذكيرهم بقوله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أخذ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”، متمنيًا عودتهم إلى أهاليهم سالمين وأن تكون فترةُ قضائهم في الأسر قد وضحت لهم حجمَ الخطأ الذي ارتكبوه بقتالهم في صف الغازي المحتلّ الأجنبي الذي يسعى لاحتلال البلاد وقتل أهاليهم من اليمنيين.
وخاطب المرتضى، الأسرى بالقول: “نتمنى أن تكون فترة أسركم قد كشفت لكم الكثيرَ من الحقائق عن العدوّ الذي قاتلتم في صفه وكيف أنه في الأخير تخلَّى عنكم ورفض التبادُلَ بكم، ونؤكّـد أننا قدّمنا أسماءَكم أكثرَ من مرة وتم الرفض وتنكر لكم ويدّعي في إعلامه أنكم لستم أسرى وإنما مواطنون تم اعتقالكم من منازلكم، وهذا طبعًا ستسمعونه من اليوم بشكل أكبر”.
وتابع “نأمل أن تعتبروا هذه المبادرة بالإفراج عنكم نعمةً من الله ومكرُمةً من السيد القائد يجب أن تقابلوها بالإحسان من خلال عدم التورط مرة أُخرى في القتال ضد بلدكم وأهاليكم وفي صفِّ عدو وطنكم”.
وخاطب رئيس لجنة شؤون الأسرى، تحالفَ دول العدوان والمرتزِقة قائلًا: “إن هذه المبادرة وما سبقتها من مبادرات، دليل قوة وليست ضعفًا وتؤكّـد الجدية والمصداقية في السعي لحل ملف الأسرى، وننتظر منكم إثبات جديتكم ومصداقيتكم ولو لمرة واحدة في حلحلة هذا الملف باتِّخاذ خطوة مماثلة أَو أقل الأحوال الكف عن وضع العراقيل أمام تنفيذ الاتّفاقيات التي التزمتم بها وإعاقة جهود الأمم المتحدة والوسطاء المحليين لإيجاد حلول منصفة للمِلف الإنساني”، داعيًا مرتزِقة العدوان بالإفراج الفوري عن المعتقلين الذين تم اختطافُهم من الطرق وهم بالمئات وأغلبهم في سجون مرتزِقة مأرب، “هم مواطنون اضطروا للسفر عبر مأرب، البعضُ منذ أكثر من خمس إلى ست سنوات من طلاب ودكاترة وأكاديميين وحجاج ومعتمرين وتجار دون ذنب، وهم مصرون على تبادلهم مقابل أسرى الحرب”.
وَأَضَـافَ “نوجّه رسالتنا الأخيرة لأهالي أسرانا بأن يكتبَ اللهُ أجرَهم على تضحياتهم وصبرهم وتحملهم فراقَ ذويهم، ونؤكّـد لهم أننا نبذل جهدنا ونتحَرّك بكل ما نستطيع لتحرير ما تبقى من أسرى، ونطمئنهم بأن هذا الملفَّ يحظى باهتمام خاص من القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى بشكل دائم ومُستمرّ، وأن السيد القائد يتابع شخصيًّا ذلك، ونؤكّـد لهم أن لدى اللجنة من أسرى العدوّ وضباطه وقياداته وعناصره المهمة ما يضمنُ تحرير كُـلّ من تبقى من أسرانا”.
وفي السياق صرّح المرتضى لـ “المسيرة” وأوضح سبب المبادرة الأحادية، مؤكّـدًا أن صنعاء أرادت من خلالها تحريك المياه الراكدة في الملف الإنساني، ومن أجل أن يبادر الطرفُ الثاني بالإفراج عن الأسرى.
ولفت المرتضى إلى أن “الطرف الآخر متعنت ولم يقم بإطلاق أية مبادرة أحادية من طرف واحد”، معبرًا عن آماله بأن “يتعامل الطرف الآخر من منطلق إنساني بحت ويفرج عن الأسرى والمعتقلين لديه”.
ونوّه المرتضى إلى أن “العدوّ يعتقل المواطنين المسافرين من الطرق على خلفيات مناطقية ومذهبية”، مجدّدًا التوضيح بأن مبادرة “الكل مقابل الكل” تم التوافق عليها سابقًا وكنا جاهزين ومستعدين لتنفيذها ولكن العدوّ عرقل المبادرة، مؤكّـدًا أن اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى لا تفاوض جهة واحدة ولكن جهات متعددة.
وفي سياق الانتهاكات التي يمارسُها الطرف الآخر، أكّـد المرتضى أن العدوّ يقوم بإخفاء مئات الأسرى ولا يسمح بالتواصل مع الأسرى لديه، منوِّهًا إلى أن “حزب الإصلاح في مأرب يمنع زيارة أسرانا في سجونه من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر”
وأشَارَ إلى أن “السعوديّة حاولت أن يكون التفاوض؛ مِن أجلِ تحرير أسراهم فقط بعيدًا عن الأسرى الآخرين”، في تأكيد على استغناءِ دول العدوان عن المرتزِقة بعد استخدامهم في المشاريع الاستعمارية والتخلي عنهم بعد خروجهم عن الخدمة.
وبيّن رئيس لجنة شؤون الأسرى أنه تم إطلاقُ أكثر من10000 أسير من أسرى الطرف الآخر عبر وساطات محلية سابقًا.
وكان المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إسكندر سعيد، اعتبر الإفراج عن الأسرى من طرف أحادي خطوة إيجابية.
وَأَضَـافَ “تلقينا بلاغَ اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بصنعاء بطلب تسجيل الإفراج عن 153 أسيرًا، ممن كانوا على تواصل مع عوائلهم، وهم متلهفون ومتشّوقون للقاء بأهاليهم”.
وقال متحدث الصليب الأحمر: “سبق للجنة الدولية للصليب الأحمر أن عملت مقابلة مع الأسرى للتأكّـد من هُوياتهم، وأنهم كانوا على تواصل مع أهاليهم وذويهم”، مؤكّـدًا استعدادَ اللجنة للعب دور الوسيط؛ بهَدفِ الإفراج عن كافة الأسرى من جميع الأطراف.