وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
محمود المغربي
الفرحة العارمة التي قابل بها مرتزِقة العدوان حزب الإصلاح والعفافيش وغيرهم قرار ترامب تصنيف الأنصار إرهابيين تذكرنا بفرحة واحتفال هؤلاء المعاتيه المرتزِقة بالعنوان على بلادنا أَو بخبر نقل البنك المركزي إلى عدن، لتكشف الأيّام أن هؤلاء المرتزِقة هم أكثر من تضرر وخسر من العدوان على بلادنا وهم من دفع ولا زال يدفع ثمن نقل البنك المركزي إلى عدن وهم من يتجرع الذل والمهانة والفقر والفساد والانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي نتيجة العدوان على بلادنا ونتيجة نقل البنك المركزي.
أما الأنصار فقد أثبتت الأيّام والسنوات العشر الماضية بأنهم وعلى الرغم من التضحيات التي قدموها، إلا أن العدوان والأيّام الشديدة والصعبة التي مروا بها وهم يواجهون العدوان والحصار قد جعلت منهم قوة لا تقهر، وقد أصبحوا أكثر صلابة وتحملاً وحكمة وقدرة على الصمود والمواجهة وأكثر شجاعة وتمكيناً وتأييداً، كما أن العدوان والحصار ونقل البنك، وكلّ تلك العوامل قد جعلت الأنصار أكثر قدرة على التكيف مع أقصى الظروف ودفعت بهم إلى بناء جيش فريد من نوعه وبنية عسكرية مختلفة عما هو موجود في كُـلّ العالم، بنية خفية وحصينة ومرنة وغير قابلة للكشف والتدمير أَو الاستهداف، أما الحصار فقد أجبر الأنصار والقوات المسلحة اليمنية على الارتجال وصناعة كُـلّ ما يحتاجون من أسلحة ومعدات وذخيرة وُصُـولًا إلى صناعة الطائرات المسيّرة وأحدث الصواريخ التي أذهلت العالم ووصلت إلى تل أبيب وهي حديث الساعة، بالإضافة إلى القدرة على العمل والتحَرّك وإدارة شؤون الدولة في أصعب الظروف وتحت رقابة أحدث طائرات الاستطلاع والرصد والأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة والحربية المعادية وهذا يجعلهم قادرين على مواجهة أي عدوان والصمود والعيش في أجواء الحرب لسنوات.
أما نقل البنك فقد جعلهم يتخلصون من أعباء ثقيلة ورفع عنهم المسؤولية القانونية والأخلاقية عما نتج من عملية نقل البنك المركزي إلى عدن، وما تسبب به هذا القرار من معاناة وفقر طالت كافة أبناء الشعب اليمني وتدهور للوضع الاقتصادي وسعر الصرف وانقطاع للرواتب، التي حرص الأنصار على صرفها لكل موظفي الدولة حتى أُولئك المرتزِقة وحتى آخر لحظة لنقل البنك المركزي، وكذلك حافظ الأنصار على سعر الصرف ثابتاً قبل نقل البنك، كما أن ذلك قد أتاح لهم خلق اقتصاداً وبنية مالية ومصرفية مستقلة وناجحة وبعيدة عن بنية المرتزِقة وعما خطط له العدوّ وعن هدفه القذر من نقل البنك المركزي والتي أراد به خنق الاقتصاد وتجويع الناس في مناطق الأنصار وكلّ اليمن وتجفيف منابع تمويل وتسليح القوات المسلحة اليمنية المواجهة للعدوان والمدافعة عن الوطن وأرواح الناس، وقد فشلت كُـلّ تلك المخطّطات والأهداف بفضل الله وحكمة وصدق توجّـه القيادة التي أفشلت وواجهت الحرب الاقتصادية، كما واجهت الحرب العسكرية وسقط العدوّ ومن معه من مرتزِقة وعملاء في شر وسوء أعمالهم وما خططوا له.
وهَـا هي الدولة في صنعاء بقيادة الأنصار والسيد القائد -سلام الله عليه- قد بدأت في صرف نصف راتب لكل موظفي الدولة رغم شح الموارد وبشكل دائم بإذن الله، مع العلم أن نصف الراتب الذي تصرفه صنعاء تفوق قيمته راتبًا ونصف الراتب في المناطق المحتلّة.
وقريباً سوف يدرك مرتزِقة العدوان الذين يحتفلون اليوم بتصنيف ترامب بأنهم من سوف يتأثر ويدفع الثمن؛ كونهم من يمتلكون الأموالَ والاستثماراتِ في الخارج بما نهبوا من أموال الوطن، وأن تحَرّكاتهم وتحويلاتهم المالية هي من سوف تقيد، وأن أموالهم الحرام هي التي سوف تصادر وتصبح غنيمة لأمريكا، أما الأنصار لا يمتلكون أموالاً ولا شركات ولا تعاملات مالية خارج الوطن ولا يعيشون في فنادق إسطنبول والقاهرة وماليزيا وغيرها، وعليهم أن يدركوا أن أبناء الشعب اليمني هم من سوف يعاني من هكذا قرار وبالطبع هم لا يكترثون لمعاناة الناس ولا يهتمون لذلك، بل هم وكما قال شيخهم صعتر لا بأس من قتل 24 مليون يمني في سبيل هزيمة الحوثي واستعادة الإصلاح كرسي السلطة والعودة إلى صنعاء للحُكم حتى لو كان ذلك على بقايا وطن وشعب مدمّـر ومقتولٍ وجائع.