مشروعٌ قرآنيٌّ عالميٌّ

أم المختار مهدي

من رحمة الله تعالى بعباده أنه لا يدعهم في الضلال والظلام بل يصطفي لهم من ينقذهم من الضلال ويخرجهم من الظلمات إلى النور، في الجانب الآخر يعمل الشيطان وأعوانه وأقرانه؛ ليضلوا الناس ويفسدوهم لتسهل لهم السيطرة على الأرض والإنسان، ولكن حكمة الله جرت على عباده بإنقاذ الأُمَّــة على أيدي ورثة رسله وحاملي هداه.

من شمال اليمن من أحد جبال صعدة “مران” شعَّ النور الإلهي، وتمثلت رحمة الله وجرت حكمته باصطفائه رجلًا مؤمنًا من آل البيت -عليهم السلام-؛ ليعيد الناس إلى جوهر دين الله ويربطهم بأنبياء الله ويهديهم بهدى الله.

هدف عظيم نبيل حمله أعظم من يستحق حمله: السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله- الذي عُرف بإيمانه وتقواه وورعه وزهده وعلمه والأهم من هذا هو حمله لروحية جده رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الحرص على هداية الناس وإنقاذهم وشدهم إلى الله تعالى، وقد علَّم ووعَّى وبصَّر وهدا إلى صراط الله المستقيم، وضحا في سبيل الله بنفسه وماله وأهله، مما أَدَّى بالنظام العميل بأوامر أمريكية على شن عدة حروب على صعدة، والتي فيها استشهد “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” على طريق آبائه وأجداده، صادقًا مع الله تعالى صابرًا في سبيله، ولم يخف في الله لومة لائم.

من صعدة بدأ المشروع القرآني انطلاقته؛ ليكون حصنًا منيعًا من الثقافات الدخيلة والحرب الناعمة، ليمثل الجدار الصلب الذي يفشل كُـلّ مخطّطات الأعداء ومؤامراتهم ضد الأُمَّــة الإسلامية أمامه، واليوم وبفضل الله تعالى أصبح المشروع القرآني الذي أطلقه ثلة قليلة من المؤمنين مشروعًا عالميًّا لا يخص بلدًا أَو فئة أَو طائفة، بل هو مشروع كُـلّ مسلم حر غيور، وهو الحل الوحيد الذي يحول بين الأُمَّــة وبين هزيمتها وضلالها، وما يؤكّـد هذا هو عمل الأعداء على القضاء عليه بالحروب المتواصلة على مدار أكثر من عشرين عام، حرب بعد حربٍ وحصار وظلم ولكن:{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com