شهيد القرآن ومشروعُه القرآني المناهض للشيطان الأكبر
عبد الله دعله
لقد تحَرّك شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”، في مرحلةٍ من أخطر المراحل على أمتنا الإسلامية بكل شعوبها، ومختلف بلدانها، ففي الوقت الذي دخلت الهجمة الأمريكية والإسرائيلية والغربية على أمتنا مرحلةً جديدةً، هي أكثر خطورةً من سابقاتها، تحت عناوين متعددة، وذرائع مصطنعة، في مقدِّمتها: عنوان مكافحة الإرهاب، وهم صنَّاعه، وفي وضعيةٍ لم تعد الأنظمة العربية في موقفٍ تدفع عن شعوبها خطرًا، بل أكثرها انساق وسارع إلى الانخراط التام في خدمة وطاعة وتنفيذ مخطّطات الأعداء، وسط حالةٍ من الخوف والإرباك، وانعدام للرؤية في أوساط الشعوب، واستهداف شاملٍ للأُمَّـة في مختلف المجالات: السياسية، والثقافية، والتعليمية، والاقتصادية، والعسكرية، والأمنية، وعلى مستوى الخطاب الديني أَيْـضًا، بكل ما يترتب على ذلك من مخاطر رهيبة على الأُمَّــة في دينها ودنياها.
تحَرّك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” بمشروعه القرآني المناهض للمشروع الصهيو أمريكي الذي من خلاله يهدف أعداء هذه الأُمَّــة إلى تفكيك الأُمَّــة وتمزيقها وإفساد لحياة الناس ومحاربة للأُمَّـة وطمس بل تغيير دين الأُمَّــة وإيصال الإنسانية إلى أحط مستوى من الانحطاط والذل والهوان واحتلال شعوب المنطقة تحت عنوان ومبرّر واهي (محاربة الإرهاب) وللأسف الشديد فقد انخدع الكثير والكثير كم أبناء هذه الأُمَّــة.
ولكن في مقابل ذلك وبالتحديد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تحَرّك شهيد القرآن بمشروع القرآني الذي كان له الدور المهم في كشف مؤامرات أعداء هذه الأُمَّــة وانكشفت الأقنعة وظهر الوجه القبيح لأمريكا وإسرائيل من خلال ما ستقرأه الشهيد القائد وكشفه من خلال القرآن الذي يعطي الناس نظرة استباقية للأحداث كما تحدث الشهيد القائد.
أَيْـضًا من المعلوم أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، حرصت أمريكا على توظيف هذه الأحداث، وجعلت منها غطاءً تتحَرّك من خلاله، ضمن مرحلة متقدمة، ومخطّط لها؛ لاستهداف عالمنا الإسلامي ومنطقتنا العربية، والأهداف الأمريكية التي جعلت من عنوان الإرهاب غطًاء للتحَرّك لتحقيقها، وللوصول إليها، هي: أهداف خطيرة جِـدًّا، معلوم أن في مقدمة هذه الأهداف هو: الاستعمار الجديد لعالمنا الإسلامي، السيطرة المباشرة على منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي، وتقويض كِيان العالم الإسلامي من دول، وشعوب وبعثرتها، وسحقها، والاستحواذ على مقدراتها، وثرواتها، وخيراتها، وإنهاء الكِيان الإسلامي ككِيان بشكل نهائي، وهدفٌ في مستوى هذا الهدف، له خطورة كبيرة جِـدًّا على عالمنا الإسلامي، وهو بالتأكيد هدفٌ رئيسٌي، جُعل عنوان الإرهاب غطاء له، لا أقل ولا أكثر.
ولهذا كان المشروع القرآني بهذه الميزة العظيمة؛ لأَنَّه يقابل مشاريع من جهة الأعداء، ومؤامرات واسعة، ولهذا على مدى ثلاث سنوات قدَّم شهيد القرآن “رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْه” مئات المحاضرات، والكلمات، واللقاءات، والجلسات، وهو يتحدث بشكلٍ تفصيلي؛ لفضح مؤامرات وخطط الأعداء، وتقييمهم، وكشفهم، وتعريتهم من خلال القرآن الكريم، والوقائع والأحداث، وَأَيْـضًا لتقديم الحلول والرؤى التي تغيِّر واقع هذه الأُمَّــة، وترتقي بهذه الأُمَّــة لتكون في مستوى الوعي العالي جِـدًّا تجاه مؤامرات الأعداء، ولتكون في إطار الموقف والفعل والعمل في التحَرّك ضد أعدائها، لتدفع الشر عن نفسها، لتدفع الخسران عن نفسها في دنياها وآخرتها، وهذه ميزة عظيمة للمشروع القرآني.