أبناء الأُمَّــة الإسلامية بين خيارَينِ: راية الإيمان أَو راية الفتنة
رهيب التبعي
تشهد الأُمَّــة العربية والإسلامية اليوم اختبارا مصيريًّا يُحدّد من خلاله مستقبلها وهويتها. فقد بات واضحًا أن الخيارات أصبحت محدودة ولا تحتمل التأجيل أَو الحياد: إما الوقوف مع راية الإيمان والخير التي يمثلها يمن الإيمان، تلك الأرض المباركة التي يخرج منها نفس الرحمن، أَو الانجرار وراء راية الفتنة والشر، التي وصفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنها “قرن الشيطان”، المنبع الذي يخرج منه الزلازل والفتن.
يمن الإيمان ليست مُجَـرّد قطعة أرض، بل هي مصدر للقيم الإسلامية الراسخة والمبادئ النبيلة. إنها اليمن التي حملت لواء النصرة منذ فجر الإسلام، حين وقف الأنصار إلى جانب النبي الكريم، واليوم يواصل أبناؤها مسيرة الصمود في وجه الطغاة والمستكبرين، مقدمين نموذجًا يُحتذى به في التضحية والتمسك بالحق.
وقوف أبناء اليمن تحت راية الإيمان هو شهادة حية على أن هذه الأرض ما زالت مهدًا للعدل والإسلام الصحيح، في وقت تحاول فيه قوى الشر والفتنة زعزعة استقرار الأُمَّــة وتفكيك وحدتها.
على الجانب الآخر، تمثل راية قرن الشيطان رمزًا لكل ما هو مخالف لروح الإسلام؛ إذ باتت منبعًا للفتن والتفرقة والعمالة. اليوم، نرى منافقي اليمن، الذين خانوا أرضهم وشعبهم، يقفون إلى جانب هذه الراية المشؤومة، مدعومين من قوى الاستكبار العالمي التي لا تسعى سوى إلى إشعال الحروب وتمزيق صفوف المسلمين.
لكن الأخطر من ذلك هو الصمت أَو التردّد في اتِّخاذ موقف واضح. الأُمَّــة الإسلامية بحاجة إلى أصوات شجاعة تدافع عن الحق وتقف في وجه الباطل، تمامًا كما يفعل اليمنيون الذين يرفعون راية الحق دون تردّد.
تُلقى المسؤولية الكبرى اليوم على عاتق مؤمني بلاد الحرمين الشريفين، الذين يحملون إرث الإسلام في أنقى صوره. عليهم أن ينحازوا إلى راية الإيمان والخير، لا أن يُغَرَّرَ بهم لتأييد راية الفتنة والشر. الوقوف مع يمن الإيمان ليس مُجَـرّد واجب ديني، بل هو دفاع عن كرامة الأُمَّــة ومستقبلها، وعن قيم الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى العدالة والوحدة ومناصرة المظلومين.
أبناء الأُمَّــة الإسلامية، الخيارات واضحة، والمواقف لا تحتمل التأجيل أَو المراوغة. راية الإيمان تدعونا إلى التمسك بالعدالة والنور، وراية الفتنة تهوي بمن يرفعها إلى مستنقع الخيانة والعار. لنكن مع الحق وأهله، مع يمن الإيمان الذي يمثّل نفَسَ الرحمن، ولنترك راية قرن الشيطان لمن اختاروا طريق الخيانة والفتنة.
إن الوحدة خلف راية الإيمان هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه أمتنا اليوم، وإن الصمود والتمسك بالحق هما مفتاح النصر الذي وعدنا الله به.