من وحي رسائل السيد القائد بشأن اتّفاق وقف إطلاق النار.. اليمن الضامنُ الحقيقي للتنفيذ والرادع لأي تنصل

المسيرة: نوح جلّاس

يرسِّخُ السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، المعادلة اليمنية لإلزام العدوّ الصهيوني على تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كُـلّ التزاماته التي تؤكّـد هزيمته وخضوعه لكل شروط ومطالب المقاومة الفلسطينية العادلة والمشروعة.

وفي خطابه بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح علي الصماد، برزت رسائل عديدة للسيد القائد، كان أبرزها ظهور اليمن كعامل أَسَاسي لتنفيذ ما تم الاتّفاق عليه بين المقاومة الفلسطينية من جهة، وكيان العدوّ الصهيوني من جهة أُخرى، حَيثُ أكّـد السيدُ القائدُ أن اليمنَ يراقبُ سيرَ الاتّفاق، وهو في أتم الجاهزية للتعامل مع أي خروج عن النص، وهو ما يجعل اليمن الضامن الحقيقي لتنفيذ هذا الاتّفاق، وليس الأمريكي الداعم للإسرائيلي، ولا المصري أَو القطري الجامدان أمام الانتهاكات التي يمارسها العدوّ الصهيوني في الضفة، وأحيانًا في غزة.

وأكّـد السيد القائد في هذ الصدد أن اليمن يراقب عن كثب سريانَ بنود اتّفاق وقف إطلاق النار، معلنًا الجهوزية التامة لمعاقبة العدوّ الصهيوني على أي خرق، وهذا يمثل ردعًا كَبيرًا للمجرم نتنياهو عن الذهاب لأية مغامرة قادمة بعد نشوته بإعلان استشهاد الضيف وقيادات القسام.

وفي هذا الشأن أَيْـضًا، نوّه السيدُ القائدُ إلى ما هو أبعدُ من المراقبة والجاهزية لمعاقبة العدوّ، حَيثُ قال في خضم خطابه: إن “مسارنا مع مراقبة تنفيذ الاتّفاق والمتابعة، هو البناء، وهو الاستعداد كما قال الله تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ”، ما يشير إلى أن اليمن وخلال هذه المرحلة يعكف على بناء ترسانته العسكرية بما يلبي متطلبات المراحل القادمة، والتي قد تشهد أحداثًا أكبر، خُصُوصًا مع تصريحات المجرم نتنياهو التي ألمح فيها إلى نية الكيان الغاصب عدم تنفيذ المراحل القادمة من الاتّفاق، وذلك عقب الانقسامات والتصدعات التي شهدتها حكومته النازية على وقع الهزيمة المدوية أمام فصائل المقاومة الفلسطينية.

وإدراكًا من السيد القائد لنشوة العدوّ الصهيوني التصعيدية بإعلان القسام استشهاد قائدها العام محمد الضيف وكوكبة من القادة البارزين من رؤساء الأركان وقادة الألوية، فقد أكّـد استعداد اليمن للتحَرّك القوي والفاعل والسريع لضرب العدوّ الصهيوني حال اتجه للمماطلة أَو نكث الاتّفاق.

وعلاوةً على ذلك أغلق السيد القائد كُـلَّ الأبواب أمام العدوّ، وأوصل رسالة تحذيرية مفادها أن اليمن سيضربُ العدوَّ إزاء أي تصعيد في غزة أَو في لبنان، حَيثُ قال في هذا السياق: “مستعدون للتحَرّك الفوري في العمليات بإذن الله تعالى، إذَا عاد العدوّ الإسرائيلي إلى التصعيد في غزة أَو في لبنان”.

وبهذه الرسائل أكّـد السيد القائد أن أيَّ تحَرّك صهيوني عسكري سيواجَه بردع كبير وربما غير مسبوق؛ نظرًا لما أشار إليه في الخطاب بشأن العمل الدؤوب لتطوير القدرات أكثر فأكثر، فقد أكّـد القائد بالقول: إن “مسارنا هو العمل الدؤوب والبناء المُستمرّ؛ لأَنَّ هذا هو المطلوب”، مُضيفًا “مسارُ العمل الدؤوب والبناء المُستمرُّ هو الذي يرتقي بالأمة إلى أن تكونَ في مستوى التصدِّي للأعداء ومواجهة التحديات والمخاطر، وقد يحقّق الله لها الانتصارات”، وبهذه الرسائل يوحي السيد القائد أن اليمن خلال الفترة القادمة لن يكتفي بما وصل إليه من عمليات أطبقت الحصار على العدوّ بحرًا وعقدت أزمات النقل الجوي لديه، وعمّقت انقساماته الداخلية والأمنية والعسكرية، بل إن مسار التصعيد اليمني الرادع القادم، سيكون أشد وطأةً على العدوّ، فاليمن ومع الجاهزية والاستعداد الذي تشكّل طيلة الأشهر الماضية، يبدو أنه في هذه المرّة أشد عودًا وأكثر وقودًا، خُصُوصًا وأنه لم يعد بحاجة لإجراء التجارب والمحاولات كما حصل بداية الإسناد، فهذه المرّة بات اليمن مسلحًا بكل متطلبات الردع، بل ويترافق مع ذلك مسار تطويري يزيد تعقيدات العدوّ، وهو ما ألمحه السيد القائد في خطابه.

ولإقامة الحجّـة الكاملة على العدوّ ورعاته وأعوانه، أكّـد السيد القائد الحرص التام على العمل لإنجاح الاتّفاق واستكمال كُـلّ مراحله وبنوده، سواء في غزة أَو في لبنان، لكنه كرّر التحذير وقال: “نحن على استعداد وجهوزية في حال نكث العدوّ بالاتّفاق وعاد إلى التصعيد في غزة أَو في لبنان أن نعود إلى التصعيد ضد العدوّ الإسرائيلي”.

وبهذه الرسائل يضع السيد القائد، اليمن أمام مهمة جديدة، في مسار الإسناد للشعبين الفلسطيني واللبناني، كما يضع العدوّ الصهيوني ورعاته أمام محاذير عدة، وبين كُـلّ تلك الرسائل يضع السيد القائد تهديدات ترامب تحت أقدام اليمانيين، ويوضح للجميع أن الفاصل بين الردع القادم وغير المسبوق والدوس على ما تبقى من ماء وجه أمريكا، هو مدى الالتزام بتنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com