الرئيس الشهيد.. فقيدٌ بحجم الوطن
طارق مصطفى سلام*
رَجُلُ المسؤولية والقائد المجاهد الأمين الرئيس الشهيد صالح الصمَّاد، اسمٌ ما أن يُذكَرَ في مسامع اليمنيين إلا واشتاقت إليه القلوب والأفئدة وتبادرت إلى الأذهان بساطة وشجاعة ذلك البطل المجاهد الذي جسّد بقيادته لهذا الوطن كُـلَّ صفات ومناقب الصالحين؛ فكان بذلك رمزًا خلَّده اليمنيون وسطَّروا مناقبَه على مر السنين رغم الجراح والآلام التي أدخلها العدوان السعوديّ إلى كُـلّ بيت وتسبب بها على مدى عشرة أعوام إلا أن جريمة اغتيال الرئيس الصماد كان لها الأثر البالغ في نفوسهم؛ لما حمله الرئيس الشهيد من محبة وتقدير واحترام في نفوس الجميع حتى أعدائه.
تلك حقيقة لا ينكرها إلا منافق أَو مريض، كم أن الخسارة التي فقدتها اليمن واليمنيون برحيل هذا القائد قد أصابت الجميع في مقتل وكأن أحلامهم قد تحطمت وآمالهم العظيمة قد دُفِنَت برحيل الرئيس الشهيد، وهذا إن دل فَــإنَّما يدل على الثقة التي منحها اليمنيون للشهيد الصماد فكان مخلصًا للأمانة وفيًّا للمبدأ والمسؤولية الكبيرة التي تقلدها وفق إجماع سياسي ووطني وشعبي غير مسبوق على شخصية استثنائية سجَّلت حضورًا لافتًا ومواقفَ نضالية مشهودة، حملت على عاتقها مهامَّ ومسؤوليات جسامًا؛ مِن أجلِ حرية واليمن واستقلاله.
وبرغم أن الفترة الزمنية التي تولى فيها الرئيس الشهيد كانت محدودة وقصيرة ورغم التحديات والمخاطر التي كانت تحيط ببلادنا في ظل عدوان وحصار جائر قتل البشر ودمّـر الشجر والحجر ونال من كُـلّ مناحي الحياة إلا أن الشجاعة والمسؤولية التي تحلى بها الرئيس الشهيد كانت محط أنظار ودهشة العالم أجمع؛ نظرًا لحجم المخاطر والتحديات وشحة الموارد والتي تجعل من هذه المهمة الوطنية محل ترهيب لكل من تولى إليه هكذا مسؤولية في ظل ظروف معقدة وقاسية؛ ولذا فانطلاقًا من إيمانه والتزامه الديني الصادق تولى الرئيس الشهيد تلك المسؤولية وحمل أمانة ورعاية هذا الشعب وخدمة مصالحه فكان خير من حمل أمانة هذا الشعب رحمة الله عليه.
في هذه الذكرى الأليمة يتذكر شعبنا اليمني المجاهد والصابر هذه الشخصية القرآنية والقيادية الناجحة التي تخرجت من مدرسة آل البيت -عليهم السلام- والقرآن الكريم وتتلمذت على أيدي أولياء الله وأحفاد الحبيب المصطفى رضوان الله عليهم وهي منحة وهبة عظيمة يختص الله بها عباده المتقين؛ فسلامٌ على القائد الشهيد والرئيس الشهيد وجميع الشهداء الذين حملوا في أعناقهم راية الجهاد والدفاع عن الأُمَّــة وعزتها، وتقدموا صفوف مواجهة قوى الكفر والطغيان والذود عن هذه الأرض المباركة والدفاع عن أبنائها، وَبفضلهم ينعم هذا الوطن بالحرية والكرامة والإباء، وسار على نهجهم ملايين الأحرار في هذا العالم بعد أن أناروا لنا الدرب وأرشدونا على النهج القويم.
* محافظ محافظة عدن