الأمين العام لحزب الله.. يكشف يوم ومكان تشييع شهيد الإسلام والإنسانية والشعار “إنّا على العهد”
المسيرة | متابعة خَاصَّة
بدماء أمينَينِ عامَّينِ لحزب الله وقادةٍ ومجاهدين وأهل العنفوان والثبات من أبناء الشعب اللبناني شمالاً وجنوبًا، ومن السهل إلى البحر، انكسر العدوان الصهيوني الأمريكي، وتحرّرت الأرض، وسيكتمل مشوار التحرير على خطى الشهداء، بعد أَيَّـام من الترقب؛ تحدّد زمان ومكان الوداع الأخير.
وفي كلمةٍ له مساء الأحد، حول آخر التطورات على الساحة الجنوبية وتشييع سيد شهداء الأُمَّــة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، بارك الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، للشعب الفلسطيني مشهد تحرير الأسرى والنتائج التي وصل إليها.
وقال الشيخ نعيم قاسم: “مبارك لكم هذه النتائج واستمرارية المقاومة، ومبارك لكل الشعب الفلسطيني وجبهات المساندة ومن أحبكم وعمل على دعمكم”، ولافتاً إلى أن “من يرى مشهد إطلاق الأسرى يعرف أن هذا نصر كبير للشعب الفلسطيني العظيم”.
وعزّى سماحتهُ بشهادة قائد هيئة أركان كتائب القسام الشهيد محمد الضيف، بالقول: “لا بدّ من التعزية والتبريك للشعب الفلسطيني بالقادة المجاهدين في فلسطين المحتلّة وغزة الصامدة”، مُضيفاً، “نعزّي بقائد كتائب القسام محمد الضيف ونائبه وكلّ الشهداء الشجعان الذين قدّموا العطاء والتضحيات”.
خروقات العدوّ ليست مُجَـرّد خروقات بل عدوان ابتدائي:
وحول خروقات العدوّ الصهيوني لاتّفاق وقف إطلاق النار، أكّـد سماحته أن “الدولة اللبنانية مسؤولة كامل المسؤولية لتتابع وتضغط من خلال الرعاة كي يتوقف الخرق والعدوان الصهيوني”، مُشيراً إلى أن “هذه ليست مُجَـرّد خروقات بل عدوان ابتدائي وعلى الدولة اللبنانية التعامل معه بحزم”.
في السياق؛ يضع أمين عام حزب الله مسؤولية رد الاعتداء الإسرائيلي على عاتق الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي الراعية للاتّفاق، لكنه في الوقت ذاته قال: إن “المقاومة مسار وخيار ونحن نتصرف بحسب تقديرنا في الوقت المناسب”، وهذا يشير إلى أن المقاومة تضع حسابات البدء بالرد، موضع ضوابط ضمن حساباتها.
وتابع سماحته “بما أن الولايات المتحدة تعتبر نفسها راعية فليتم الضغط عليها للالتزام بالاتّفاق”، مؤكّـداً أن “المقاومة مسار وخيار ونحن نتصرف بحسب تقديرنا في الوقت المناسب”، لافتاً إلى أن “هناك حملة مضادة ترعاها الولايات المتحدة و”إسرائيل” ودول خارجية بمواكبة فريق داخلي يروّج للهزيمة”، وموضحًا أن “شعبنا يدرك أنه انتصر بعناوين وخسر بعناوين أُخرى، ونحن نتحدث عن نصر يتعلق بالصمود وبكسر الاجتياح “الإسرائيلي” وبعدم قدرة العدوّ على إنهاء المقاومة”.
وأكّـد الشيخ قاسم أن “مشهد عودة أهل الجنوب يعبّر عن موقف تحرير شعبي وموقف نبيل لاستعادة الأرض”، وقال: “التحرير الشعبي يتكامل مع المقاومة الجهادية المسلحة والجيش اللبناني”، وَأَضَـافَ “ليعلم الجميع أن التضحيات ستؤدي إلى تحرير الأرض”.
وشدّد سماحته على أن “مقاومتنا مرفوعة الرأس وكلّ الجمهور الذي يشارك معها كذلك”، قال: “نحن أمام صمود أُسطوري قلّ نظيره من قبل المقاومين”، موضحًا، أنهُ “إذا أردنا أن نقول من حرّر لبنان سنقول هذا الشعب الأبيّ مع مقاومته”، ومؤكّـداً أن “الجنوب شهد وأعطى لنا صورة عظيمة ويقول لا إمْكَانية لـ “إسرائيل” أن تبقى فيه محتلّة”.
وقال سماحتهُ: “لن نستسلم ولن نركع والمقاومة الإسلامية ستبقى ولن نغيّر من اتّجاهنا وقناعاتنا لأنها مبنية على الحقّ”، مؤكّـداً أن “التبعية للولايات المتحدة لا تغري حزب الله، وأن المقاومة الإسلامية ستبقى ثابتة ولن تتغير اتّجاهاتها”، وكأنهُ يقوم بالإيعاز للحكومة اللبنانية أن تتصرف بمسؤولية وتستخدم ورقة الضغط القوية وهي المقاومة.
أمة تشيّع قادتها لن تسقط رايتها:
أمة تشيع قادتها لن تسقط رايتها، ولن تغير اتّجاهاتها ولا قناعاتها، وستبقى ترفض التبعية ولن تعرف استسلاماً، وستنقل للأجيال وطناً عزيزاً كريماً كما أكّـد سماحةُ الشيخ قاسم في كلمته، حول تشييع شهيد الإسلام والإنسانية سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه.
إذ قال: إن “شهيدنا الأسمى سيد شهداء الأُمَّــة السيد حسن نصر الله، استشهد في وقت كانت الظروف صعبة ولم تكن هناك إمْكَانية للتشييع”، مُضيفاً، “قرّرنا وقتها أن يُدفن السيد حسن نصر الله وديعة؛ بسَببِ الظروف الأمنية”، وأعلن أنه “ارتأينا أن يكون التشييع يوم الأحد 23 شباط/ فبراير 2025م”.
وأوضح سماحته “سيتمّ في التشييع نفسه تشييع السيد هاشم صفي الدين بصفة أمين عام لأننا بعد 4 أَيَّـام أنجزنا انتخاب السيد هاشم أميناً عامًا”، وَأَضَـافَ، “نعتبر أن السيد هاشم صفي الدين استشهد كأمين عام، والتشييع سيكون واحدًا للسيد نصر الله والسيد صفي الدين”، لافتاً إلى أن “دفن السيد حسن نصر الله سيكون في قطعة أرض على طريق المطار، أما السيد هاشم صفي الدين سيُدفن في بلدته”.
وأعلن الشيخ قاسم أن “شعار التشييع سيكون “إنّا على العهد”، داعياً إلى “عدم إطلاق النار لا في التشييع ولا قبله ولا في أي مكان وهذا العمل منكر وأذية للناس”.
وعليه؛ فإن المقاومة وأهلها الذين على العهد بالوفاء والثبات، يدونون التاريخ ويصنعون الحاضر والمستقبل، ويحرّرون الأرض كما في “عيترون” اليوم، و”يارين ومارون الراس”، ووقفوا ولا يزالون أمام الجبروت الإسرائيلي ومن ورائه الأمريكي، ومتحدين كُـلّ عتاة العالم، ليصنعوا للبنان مجدًا وعنفوانًا في حشدهم يوم الـ 23 من الشهر الجاري.