الغليان الشعبي يتصاعد داخل عدن ومطالبُ واسعة برحيل الاحتلال وأدواته

وسط انشقاقات واشتباكات متبادلة في صفوف الأدوات:

 

المسيرة: متابعات:

تواصلت، السبت، الانتفاضةُ الشعبيّة الغاضبة داخل مدينة عدن المحتلّة، لليوم الثالث على التوالي؛ جراء تفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية وغياب الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن وعلى رأسها الكهرباء.

وهتف المئات من أبناء عدن المحتلّة المحتجين بشعارات تطالب برحيل الاحتلال وحكومة المرتزِقة وما يسمى الانتقالي، حَيثُ دوت هتافات المحتجين بـ “برّع برَّع يا استعمار” كُـلّ أرجاء المدينة، كما تم إحراق علم دويلة الاحتلال الإماراتي من قبل المواطنين.

وخرجت حشود كبيرة من الأهالي في مديرية خور مكسر، قبل أن تقوم بقطع الطرق الرئيسية وشل حركة المرور، مندّدين بفشل ما يسمى المجلس الرئاسي وحكومة المرتزِقة والانتقالي في توفير الكهرباء، وإيقاف انهيار سعر صرف العملة المحلية.

وبالتزامن مع الغضب الشعبي في خور مكسر، شهدت مديرية المنصورة بمحافظة عدن المحتلّة، احتجاجات مماثلة شلت الحركة في جميع الشوارع الرئيسية، حَيثُ عبر المتظاهرون عن غضبهم لما آلت إليه الأوضاع في المحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرة العدوان والاحتلال.

وبحسب مصادر إعلامية فقد أقدم متظاهرون في عدن على إحراق أحد الأطقم التابعة لميليشيا الانتقالي أثناء محاولات الأخيرة قمعهم وتفريقهم وإطلاق النار عليهم بشكل مباشر.

وكان محافظ عدن طارق سلام، قد أكّـد في تصريحات صحفية مساء الجمعة، أن الوضع المعيشي للمواطنين في عدن والمحافظات المحتلّة وصل إلى مستويات خطيرة نتيجة سياسات الاحتلال التدميرية.

واعتبر أن ما يقوم به الاحتلال السعوديّ الإماراتي من تجويع للمواطنين يعكس الأهداف الخفية التي حاول المحتلّ تغييبَها عن أبناء عدن، مُشيرًا إلى أن “حالة الغضب والاحتجاج السلمي للمواطنين يعكس الرغبة الشعبيّة الجامعة في طرد المحتلّ وأدواته العابثة بمقدرات الوطن وثرواته”.

وَأَضَـافَ سلام أن “ما تقوم به مليشيات الاحتلال من اعتداءات وقمع للمظاهرات السلمية لن يوقف الغضب الشعبي المتعاظم ضد المحتلّ وأدواته”.

إلى ذلك قالت مصادر إعلامية: إن اشتباكاتٍ عنيفةً متبادلةً اندلعت بين ميليشيا ما يسمى قوات “درع الوطن” الموالية للاحتلال السعوديّ، بعد محاولات قيادي مرتزِق نهب لواء كامل بعتاده وأسلحته.

وذكرت المصادر أن منطقة رأس عمران بمدينة عدن، شهدت اشتباكات مسلحة، مساء الجمعة، بين جنود من اللواء الرابع لما يسمى قوات درع الوطن، وآخرين من اللواء الثامن في ذات الفصيل، على خلفية نهب أسلحة ومعدات ومركبات عسكرية.

وأضافت أن قائدَ ما يسمى اللواء الرابع المرتزِق “أسامة الردفاني”، تمرد على قيادة اللواء، قبل أن يقوم بنهب عتاد ومركبات عسكرية من اللواء والتوجّـه صوب عدن، بعد قرار إقالته، حَيثُ قام اللواء الثامن بملاحقته مع أفراده ومحاصرتهم في منطقة رأس عمران التابعة لمديرية البريقة غربي عدن، والاشتباك معهم، مشيرة إلى أنه تم القبض عليهم واسترجاع عتاد اللواء.

وأشَارَت المصادر إلى أن المرتزِق الردفاني، الذي تم تغييره بقرار سعوديّ، رفض تنفيذ التوجيهات وأبلغ جنود اللواء بأنهم بصدد تنفيذ مهمة عسكرية، واستغل ذلك لإخراج جميع معدات وأسلحة اللواء، محاولاً التمويه على الجنود بأنهم في مهمة رسمية.

ونوّهت المصادر أنه تم كشف محاولة المرتزِق الردفاني في نهب أسلحة اللواء، قبل أن تقوم السعوديّة بتكليف ميليشياتها في اللواء الثامن بمنعه ومطاردته والاشتباك معه؛ ما أَدَّى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين قبل أن يتم القبض عليه.

ونشر ناشطون مقاطع فيديو أظهرت عتادًا عسكريًّا كَبيرًا في منطقة رأس عمران كانت في طريقها للنهب جراء صراعات المرتزِقة، كما أظهرت مشاهد أُخرى لحظات من الاشتباكات وآثار الأعيرة النارية المحيطة بكامل المكان، ما يؤكّـد أن فصائل الارتزاق والعمالة مقبلة على حروب واسعة وجولة جديدة من الصراعات الدامية.

وتتزامن تلك الأحداث، مع الانتفاضة الشعبيّة الغاضبة التي تشهدها مدينة عدن وبعض المحافظات المحتلّة، احتجاجًا على انهيار الوضع المعيشي وانعدام الخدمات وفشل حكومة الفنادق الغارقة بمستنقع الفساد، عن إيجاد حلول اقتصادية لإنهاء معاناة السكان في المناطق الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com