دموعُ الوفاء وعهدُ الثأر للسيد حسن نصر الله

 

بشير ربيع الصانع

قُم جَدِّدِ الحُزنَ في العِشرينِ مِن صَفَرِ

وابعَثْ لَهيبَ الأسى في كُـلّ مُفتَكِرِ

وسِلْ كَربلاءَ، أما زالتْ مآتمُها

تُذيعُ في الكونِ سِرَّ الطُّهرِ والظَّفَرِ؟

وسلْ رُؤوسَ الأُلى قد عادَ مَوكِبُهم

هل بُدِّلَ السَّبيُ بالتَّشييدِ والحَجَرِ؟

وسلْ هلالَ الدُّجى في رَأسِ سَيدِنا

أَمَا استَحالَ كَسيفٍ مُرهَفِ الأَثَرِ؟

وسَلْ فَمَ الطُّهرِ، هل للؤلؤِ انبعثتْ

أنوارُهُ بعدَ قرعِ السيفِ بالحَجَرِ؟

وسلْ بقايا القُلوبِ الغُرِّ، هل بقيتْ

بَعدَ السِّياطِ لها مِن خَفقةِ العُمرِ؟

واستَحكِ عن ضَفائرِ الزَّهراءِ، هل بقيَتْ

أم أنها قُطِّعَتْ بالسَّيفِ والغُدُرِ؟

يا راكبَ الريحِ، نَحْوَ كربلا توجّـه

فاليومَ يُدفَنُ نورُ العِلمِ في الحُفَرِ

في الثالثِ والعشرينِ الدمعُ مُنسَكِبٌ

والقلبُ يَنعَى فقيدَ الطُّهرِ والظَّفَرِ

حفيدُ طه يُوارى اليومَ في كَفنٍ

لكنَّ جُرحَ الأسى باقٍ إلى الأبدِ

هذا الحسنُ، وهذا الجُرحُ شاهِدُهُ

وهذهِ التُّربةُ السمراءُ في سَعَرِ

يا أرضُ ضُمّيهِ في حُلمٍ، وفي وجَعٍ

فالنُورُ في حُلكةِ الأجداثِ لم يَزَلِ

ويا خَوَنةَ الدينِ، أيُّ العُذرِ ينقذُكم؟

وقد فرَّطتمُ في الطُّهرِ والنَّسَبِ؟

سَتُسلبونَ قرارًا كانَ يُنعشُكم

ويُستباحُ لكم عرضٌ ومُحتَسَبِ

وتُصبِحُ الأرض محتلًّا بلا وَطَنٍ

وتُسحَقونَ، كما في غَدرِكُم غَلَبِ

يا أُمَّـةَ الحقِّ، إنَّ الحُزنَ مُشتركٌ

لكنَّ دربَ الحسينِ النورُ لم يَغِبِ

نعاهدُ اللهَ أنْ نبقى على دَرَبٍ

خطَّتْهُ أرواحنا بالعِشقِ واللهبِ

وأنْ نُثأرَ لِلْمظلومِ مُنتقِمًا

من كُـلِّ باغٍ، ومن خوانٍ ومُغتَصِبِ

هذا العَهدُ دَمٌ نَسقيهِ مَنهجَهُ

وسيفُنا شَاهِدٌ، والنصرُ في الكُّتُبِ

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com